افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب بـ20 مليون عنوانا في تظاهرة توصف بالعرس الثقافي السنوي أُفتتح معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته التاسعة والثلاثين ( 1969 – 2007 ) وذلك بأرض المعارض بمدينة نصر ، في الفترة من 23 يناير حتى 4 فبراير 2007م ، يشترك في المعرض 26 دولة بينها 10 دول أجنبية ، ونحو 700 ناشر من مختلف أنحاء العالم ويضم قرابة 20 مليون عنوانا ، تعرض في 18 قاعة عرض رئيسة فضلا عن قاعات للعرض المكشوف ، وقد تم اختيار الأديب العالمي نجيب محفوظ ليكون شخصية هذا العام للمعرض حيث خُصص له جناح يتم فيه عرض رواياته وأعماله الأدبية الكاملة وترجمات هذه الأعمال لأكثر من 40 لغة مع عرض بعض مقتنياته الشخصية ، يتزامن - أيضا - معرض القاهرة الدولي لكتب الأطفال في دورته الثالثة والعشرين هذا العام متصلا بالمعرض بعد أن كان يأتي منفصلا عنه في الأعوام السابقة ، إيطاليا ضيف الشرف : كما تم اختيار إيطاليا لتكون ضيف شرف للمعرض في هذا العام ؛ حيث ستطلق إيطاليا بهذه المناسبة جائزة البحر المتوسط للترجمة لتشجيع الأعمال التي تسهم في معرفة أفضل بالآخر والاستفادة من المعرفة والترجمة لتكون جسرا بين ضفتي المتوسط ، وقد أهدت إيطاليا بهذه المناسبة مخطوطة أدبية نادرة هي كتاب الزهرة في الأدب لأبي داود الأصفهاني أهدتها إلى الرئيس حسني مبارك يوم الافتتاح ، وسيشارك 80 مفكرا وأديبا وفنانا من مصر وإيطاليا في إقامة 36 نشاطاً فكريا وثقافيا وفنيا بهذه المناسبة ، يتضمن المعرض هذا العام حوالي 164 ندوة ، وأمسية شعرية وقصصية يتحدث فيها نحو ألف متحدث من الكتاب والمبدعين والمفكرين والنقاد والفنانين ، باموق الفائز بجائزة نوبل 2006 : كما يستضيف المعرض الروائي التركي أورهان باموق الحائز على جائزة نوبل للأدب عام 2006م والذي التقى به أعضاء لجنة القصة والرواية بالمجلس الأعلى للثقافة مع عدد كبير من المفكرين وأساتذة الجامعات والصحفيين في حوار مفتوح حول أعماله الروائية والأدبية ، وباموق من مواليد اسطنبول 7 يونيو 1952م ، لمع نجمه فور دخوله عالم الأدب ؛ حيث لفت إليه الأنظار بقوة إثر صدور روايته الأولى " جودت بيك وأولاده " 1982م وبدأت تترجم رواياته إلى لغات العالم بعد صدور روايته الثانية " البيت الصامت " ، ثم رواية " الحياة الجديدة " ، و " اسطنبول الذكريات والمدينة " وغيرها ، وفي روايته " اسمي أحمر " يعود باموق مرة أخرى إلى الرواية التاريخية متناولا موضوعا مثيرا هو الفن التشكيلي الإسلامي " إذ يستمد عنوانها من اللون الأحمر الأكثر استخداما في الرسم الإسلامي ، وتعد هذه الرواية الصادرة في الشهر الأخير من عام 1998م من أهم الروايات التي صدرت في العقد الأخير من القرن الماضي ورفعت عدد اللغات التي ترجم إليها باموق إلى تسع عشرة لغة ، يعد باموق أكثر كتاب تركيا إثارة للجدل في الأوساط الثقافية والنقدية في بلاده بالإضافة إلى ما يتمتع به من حضور جيد في الساحة السياسية والنقدية المحلية والعالمية ، وأدبه يثير قضايا مهمة أبرزها وقوع تركيا في أزمة الهوية بالانتماء إلى كل من الشرق والغرب ، وعالم باموق يثير انشطار الروح بين الإسلام والعلمانية ، تعبر عن ذلك روايته الأشهر : " القلعة البيضاء " التي وضعته في مصاف الكتاب العالميين ، وقد ترجمت إلى الإنجليزية عام 1990 ، وإلى العربية عام 2001م . الحبشي يأخذ موقعه في جناح الإمارات : ومن المبهج والمفيد معا في المعرض هو حركة الإقبال على كتب التراث عموماً وبخاصة ما شهده أول يوم في الافتتاح من تزاحم كبير على جناح دولة الإمارات التي تقدم خدمة جليلة للثقافة العربية من خلال مركز زايد للتراث والمجمع الثقافي وغيرهما وتتميز إصداراتها بالجودة والاختيار المتميز ، ويأخذ المحقق اليمني الكبير عبد الله الحبشي موقعه الذي يليق به في تقديم عدد من الكتب المحققة ولعل أبرزها وأهمها هو كتابه السفر الكبير " جامع الشروح والحواشي ؛ معجم شامل لأسماء الكتب المشروحة في التراث الإسلامي وبيان شروحها " يأتي في طبعته الفاخرة الثانية 2006 م ، في ثلاثة أجزاء تحتوي على 2520 ألفين وخمسمائة وعشرين صفحة من القطع الكبير ، وهو مرجع مهم لا يستغني عنه الباحثون والمهتمون بتراث الوطن العربي عموما وقد ظهرت فيه خلاصة تجربة الأستاذ الحبشي الكبيرة التي استمرت في خدمة الكتاب والتحقيق والتدقيق قرابة الأربعين عاما . حضور اليمن في المعرض : ولأول مرة بعد انقطاع طال لسنوات تشارك وزارة الثقافة اليمنية بإصداراتها لصنعاء عام الثقافة العربية 2004م بطبعتها الأنيقة ، والتي شهدت إقبالا جيدا من رواد المعرض وبخاصة من الباحثين العرب ، وإن كانت قد اشتكت من غياب الإعلاميين اليمنيين عن تغطية حضورها ومشاركتها ، كما اشتكى بعض الناشرين اليمنيين من تأخر الإصدارات الجديدة إلى ما بعد منتصف فترة المعرض لتأخرها في المطار ، تجدر الإشارة إلى أن اليمن تشارك هذا العام بستة ناشرين اثنان منهما رسميان : ( وزارة الثقافة ، والهيئة العامة للكتاب ) ، وأربع جهات خاصة هي( مؤسسة الإمام زيد بن علي ، ومكتبة خالد بن الوليد ، ومركز حضرموت للتراث ، ومكتبة صنعاء الأثرية ) . وصنعاء حاضرة في أحدث الكتب المصرية : وبعد كتاب " صنعاء في عيون الشعراء " لكاتب هذه السطور 2004م ، تظهر صنعاء في عيون النقاد ففي أحدث كتب الهيئة المصرية العامة للكتاب 2006 صدر كتاب الدكتور عبد السلام الشاذلي الذي يحمل عنوان " تجربة المدينة في الشعر العربي المعاصر ؛ صنعاء نموذجا ، والذي يهديه إلى زملاء الكلمة من طلاب الجامعات العربية عامة وأساتذتها والجامعات اليمنية خاصة ، جاء الكتاب في خمسة فصول - ( 300 صفحة ) – الفصل الأول : مدينة صنعاء في إطار النزعة الكلاسيكية الجديدة تجربة المدينة في شعر البردوني ، والفصل الثاني : تجربة المدينة في إطار النزعة الرومانسية ( تجربة المدينة في شعر محمد عبده غانم ، ودراسة قصيدة " بلقيس " لصالح جودت ، و" من معبد الشمس " لمحمود حسن إسماعيل ، والفصل الثالث : تجربة المدينة في حركة الشعر الجديد بالوطن العربي ( دراسة في قصائد لأحمد عبد المعطي حجازي عن المدينة عموما ، وعن صنعاء قصيدة لسميح القاسم ( أختي صنعاء ) ، وعبد الوهاب البياتي ( إلى ثوار اليمن ) ، وأدونيس ( المهد ) ، والفصل الرابع : تجربة المدينة في إطار حركة الشعر العربي الجديد باليمن ويحتوي على ثلاثة مباحث هي :1 - إشكالية ملامسة الواقع في الشعر العربي الجديد ، 2 - تجربة المدينة في البدايات الأولى في حركة الشعر العربي الجديد باليمن قصيدة للشاعر إبراهيم صادق ، 3 – تجربة المدينة والاغتراب الحضاري في شعر محمد أنعم غالب ،ويفرد الفصل الخامس والأخير لدلالات المدينة في شعر المقالح . الكتاب تحية مصرية من أحد أساتذتها الكبار للمدينة اليمنية التي عاش فيها أستاذا للأدب سنوات من عمره يتلمس فيها القارئ نبض صنعاء وسحرها في كل من عرفها وكتب لها وعنها ، سلام عليها وتحية للدكتور عبد السلام الشاذلي على هذه الدراسة القيمة . |