![]() مَوْتُ عظيمٍ إلى روح فقيد اليمن الأستاذ أحمد بن يحي العماد رحمه الله وتغمَّده بواسع الرحمة والمغفرة ، القائل في حياته ما نُقِشَ على شاهد قبره : أنـا في حيـاتي هاهنـا اختـرتُ قـبري والمــآب بجــوار أمــــي مَـن لهــا بِـرِّي إلـى بـطــن التراب فعـسى يخـفـف قربهــا عن ابنهـا هول الحساب يا من على الدنيا ادع لي بعفــــو ربـي والثـــواب واقرأ على روحي مع الإخلاص فـاتحة الكتاب وكنت أود أن تكون مرثاتي له – رحمه الله – على نفس بحر الشِّعْر الذي اتبعه في هذه الأبيات (مجزوء الكامل) ، بيد أني عدلت عن ذلك ، إذ رأيتُ أن وزن هذا البحر – متفاعلن متفاعلن – ذو إيقاع راقص لا يتناسب كثيرا ومقام الرثاء، وإذا كان الفقيد قد استخدمه في هذه الأبيات فدلالة على أن مفهومه للموت كان مختلفا كثيرا عن المفهوم الشائع ، وكأنّه باستخدامه هذا الوزن – قبل موته بحوالي عقدين من الزمن – كان يعبر عما يختلج في نفسه من لهفة للقاء المولى عزَّ وجلَّ ولمجاورة والدته رحمها الله في قبرها . كما أن اختياره – في هذا المقام – لبحر الكامل مجزوءا غير تام، فيه أيضا دلالة على تواضعه رحمه الله . لذا ولمكانته في النفوس فقد اخترتُ لرثائه بحر "الكامل" تاما ، محافظا على نفس القافية التي استخدمها ، فقلت : صنعاء ـ الأربعاء 17 الحجة 1427هـ = 3 يناير 2007م |