القراء والتعليقات ..وجهة نظر لاشك أن كل قارئ يستطيع أن يكتب مايريد. ويعلق على مايريد ومالا يريد وكيفما يريد . وفي يقيني أن الأبواب أصبحت مفتوحة على مصراعيها .ولا يوجد مانع ولا حاجز ولا محرمات أو خطوط حمر في عصرنا هذا الذي نعيشه. وأصبح العالم قرية صغيره يعيش فيها الجميع. وان وجدت بعض الخطوط الحمر فسنجدها في المواقع التي تلتزم خطا مرسوما لها لاتتجاوزه وتلك سياستها. لكنني هنا لست بصدد الموانع التي تفرضها على الكاتب بعض الصحف أو المواقع الالكترونية. ولست معترضا على ذلك.لان من الطبيعي من يختار الاتجاه اليمين لن ينشر فكرة ذي اتجاه يسار. وكذلك من يلتزم الاتجاه الديني المتشدد لن ينشر أو يروج لفكر علماني في نظره. وكذلك الحكومة وصحفها ومواقعها لن تنشر لأفكار تتبناها المعارضة والعكس صحيح. تلك المقدمة بالتأكيد معروفة لدى الكثير من القراء.لذا فهي لاتحتاج للتركيز عليها وكثير من الكتاب أشاروا لها بشكل وبآخر . وبالتأكيد ايضآ أن كل قارئ لهذا المقال يكون قد اطلع وقرأ الكثير والكثير من المقالات هنا وهناك في هذا الموقع وذاك. وربما منكم الكثير أحب أن يطرح وجهة نظره ورأيه في قضية ما أو في فكرة ما أو ربما أراد أن يعلق على موضوع منشور أيضا. وأدلى بدلوه فيه مؤيدا أو معترضا وربما ساخرا. ومن خلال قراءتي لبعض التعليقات على بعض المواضيع من القراء. وجدت فيها الكثير من اللغط والحنق والغضب وسوء التهذيب في سوء استعمال الألفاظ وسوء الفهم وعدم تقبل الرأي الآخر المخالف لرأيه. وهذا الذي أزعجني وأحببت أن يكون موضوع المقال حتى يتجنبه من يود التعليق. إن كثيرا من القراء بدلا من أن يقرأ الفكرة والرأي في موضوع ما بتمعن. نجده يكتب تعليقه على الموضوع وقد خلط عباس على دباس . وإذا به ينشر رأيه وفيه رائحة الغضب والحنق من طرح الفكرة ومعارضتها وبدون أن يبدي الأسباب والمبررات وكأنه غضب من طرح الفكرة كفكره. وآخر نجده لم يستسغ أو يتقبل الفكرة في الموضوع المطروح لسبب توجهه الفكري ولن نقول الديني فكلنا مسلمون والحمد لله. فيذهب مهرولا دون حسيب أو رقيب في نفسه ونقرأ منه ومن قلمه أسوأ العبارات المباشرة وغير المباشرة والجارحة أحيانا للذوق ومشاعر الآخرين بل و تصل أحيانا إلى السفاهة و ياللأسف! . والأخير الذي أود الإشارة إليه يطول فيه الكلام . الديمقراطية وما أدراك ماالديمقراطيه. لقد أصبح هذا سلوك حياتنا الشخصية والعائلية وبالتالي سلوك حياتنا الوطنية ويكاد يكون السلوك العام لدى غالبية شعوب العالم بعد أن أيقنا بان العالم أصبح قرية. فتجدنا نتفق في رأي و قضية معينه ونختلف في موضوع آخر دون أن نخطئ أو نحقد على الآخرين . هذه هي حرية الرأي وحرية الكلمة والمكاشفة والمصارحة والمشاركة. هذه هي الديمقراطية التي نؤمن بها في هذا الزمان وهذا المكان. وتلك هي الاعمده التي يقف عليها مبنى الديمقراطية في محيط المنزل الصغير وفي كيان الوطن الكبير. أن من يطلع على تعليقات القراء في أكثر من موقع. يجد فيها الكثير من الآراء ووجهات النظر المؤيدة للفكرة أو الموضوع ووجهات نظر تستحق الاحترام فعلا.بل وتثري الموضوع أحيانا بآراء جديدة ونقاط في غاية الاهميه. تفتح آفاق جديدة للمطلعين سواء في الدولة أو لم يكونوا في الدولة . ولست هنا بصدد هل نكتب للدولة أم للمجتمع !؟ بالتأكيد كل من يكتب يعبر عن وجهة نظره الخاصة.وهو يهدف إلى المشاركة في كشف أوجه متعددة للفساد والإهمال في المجتمع وفي كيان الدولة. ويهدف ايضآ الى تغيير كثير من الصور السلبية واستبدالها بأفكار ونظم جديدة متطورة اكتسبها من خلال علمه وخبرته ومخالطته لمجتمعات أخرى. إنني أؤيد واشد على يد كل من يستطيع أن يكتب وتتوفر لديه شروط الكتابة ويعبر عن رأيه في شتى المجالات فقد نحصل من رأيه على فكره مفيدة ورأي مصيب يستفيد منه المجتمع والوطن . ولكنني لست مع تعليقات القراء البعيدة عن الذوق العام في استعمال الكلمات الغير لائقة ومهاجمة الكاتب صاحب الفكرة والمقال بسبب أن له رأي يخالف رأيه وفكرة لم تهضمها عقليته. وأتمنى أن يبتعد المعلقين على المقالات عن الأمور الشخصية فتلك تخص شخص الكاتب بعينه وليس المجتمع . وإذا كنت تعرف الكاتب شخصيا أو تعرف عن شخصيته فتلك مسألة أخرى ليس مكانها هنا. أنت هنا تطرح رأيك ووجهة نظرك ورؤيتك الشخصية في فكرته وفي طرحه وفي منطقه وليس في شخصيته الذاتية اواسرته فهي تخصه ولا تخص الآخرين. وان كانت لاتعجبك أطروحاته فعليك بالحجة والأسباب والمبررات والابتعاد عن الهراء واحترام الفكرة ووجهة النظر المختلفة عن وجهة نظرك. ويجب الايكون الاختلاف بؤرة دمار للعلاقات بين فئات المجتمع. بل يجب أن تمهد إلى طريق الانفتاح على الآخرين واحترام أرائهم جزء من احترام شخصيتهم. وليس بالضرورة أن تتفق معهم لكن من الضروري أن تحترم شخصيتهم. إن كنت أحببت سياسة الرئيس مثلا هذا لايدعو أن يغضب مني كارهوه فهذا شأنهم واحترم رأيهم فيه و ليس بالضرورة أن اتفق معهم .وان كنت معجبا بآراء منتقديه فليس معنى ذلك أنني اكرهه . إننا أمام وسائل إعلام متعددة الميول والآراء والاتجاهات في هذا العصر السريع في خطواته ليس أمامنا إلا أن نتعود أن نتقبل آراء الآخرين ونتفهم وجهات نظرهم ونحترمها. فرأي كنا نرفضه بالأمس أصبحنا ننادي به اليوم. والعالم يتغير بسرعة من حولنا وبعضنا لازال متقوقع في مكانه رافضا كل رأي جديد وفكر سديد بل يصب عليه الكثير من الهراء والكلام الغريب. فبعض الكلام الذي يقال هراء . وإذا كان الهراء من فضه فالسكوت من ذهب. * [email protected] |