ماركيز في ثمانينه خطف الأضواء في مؤتمر كولومبيا لقي الكاتب الكولومبي غابرييل غارثيا ماركيز، ترحيبا بالغا من الحاضرين، في المؤتمر الدولي الرابع للغة الإسبانية، الذي افتتح أعماله أخيرا في مدينة كارتاخينا في كولومبيا، خاصة من العاهل الإسباني خوان كارلوس، الذي رحب ترحيبا حارا بالكاتب الكولومبي واحتضنه، واصفا روايته «مائة عام من العزلة»، بأنها «مثال حي لوحدة اللغة الإسبانية». حضر المؤتمر 1500 من كبار الشخصيات وعلماء اللغة، واحتفلوا بمناسبة بلوغ غارثيا ماركيز الثمانين من عمره، وبمرور 25 عاما على منحه جائزة نوبل في الآداب، و40 عاما على صدور روايته «مائة عام من العزلة». وقد صفق الحضور لماركيز بهذه المناسبة مدة خمس دقائق. وتسلم ماركيز نسخة من الطبعة الجديدة لروايته، التي قامت بطبعها المجامع اللغوية الإسبانية. وكان من بين المتحدثين في المؤتمر، الذي يحضره البارو اورويبي رئيس جمهورية كولومبيا، رئيس الأكاديمية الملكية الإسبانية فيكتور غارثيا دي لاكونجا، الذي قال: «ذهبتُ إلى مقابلة ماركيز، عندما حلّ في مدينة برشلونة (شمال إسبانيا)، للتباحث معه حول الحصول على موافقته على طبع روايته «مائة عام من العزلة»، فبادرني بالقول: لكني أريد مقابلة ملك إسبانيا. فرددت عليه بالقول: جيد، جيد، لكن لنتكلم عن روايتك. فأجابني ماركيز: نعم، نعم، لكن أنا أريد أن أرى الملك». ويعلق دي لاكونجا: وفي النهاية قابل ماركيز العاهل الإسباني، وما أن رآه حتى قال له: «اسمع أيها الملك، إن ما عليك أن تفعله هو أن تأتي إلى كارتاخينا (في كولومبيا)». فكان له ما أراد. وكان من بين الحضور أيضاً مونيوث مولينا، مدير معهد سرفانتس، الذي قال «إن عدو اللغة الإسبانية ليس اللغة الإنجليزية، إنما عدوها هو الفقر». وتحدث ماركيز في المؤتمر أيضاً، فقال: «لم أقم بعمل منذ كان عمري سبعة عشر عاما غير أن أجلس كي أملأ صفحة بيضاء، كي أكتب قصة لم تخطر على بال أحد من قبل، أن تضيف بهجة إلى الحياة..». وتحدث ماركيز أيضا عن الفقر، وعجز عائلته عن دفع أجور البريد لإرسال روايته إلى دار نشر. يقول: «أرسلتُ مخطوطة «مائة عام من العزلة»، إلى فرانثيسكو بوروا في دار نشر سورامريكا في بوينس آيرس، وعند وزن الطرد طلب موظف البريد أن ندفع 72 بيسوس، ولم نملك غير 53 بيسوس، فقمنا بفصل المخطوط إلى قسمين متساويين، وأرسلنا قسماً منه، وبعد ذلك انتبهنا إلى أننا أرسلنا القسم الثاني من الرواية». وعلق ماركيز: «لحسن الحظ كان فرانثيسكو بوروا متلهفا لمعرفة القسم الأول من الرواية، فأعاد إلينا النقود، كي نرسل له القسم الأول. *الشرق الاوسط |