في مكاسب عام مضى من عمر الوحدة في حقول ووديان وجبال الساحرة الخضراء "إب" يحل ضيفاً وصاحب دار العيد الوطني السابع عشر للجمهورية اليمنية.. يكتسي الأخضر لوناً، ويكتحل بالسنابل والأعين المزروعة في أديم السماء وحقول الوطن الأعز. تتهيأ الخضراء منذ أشهر لاحتضان عيد أعيادنا، تمطر سماء إب ألوان البهجة، وأناشيد العطاء، في الذكرى السنوية السابعة عشرة ليوم (22) مايو المجيد.. يوم الوطن والناس، يومنا والوحدة؛ حيث استقام عود الزمان، واستعادت ماكنة التاريخ عملها الأول وإنتاجها الأجل والأجمل واستعدنا أنفاسنا وتاريخنا من بين أنياب الشتات المستحيل. يحل علينا عيد الوحدة المباركة في هذه السنة وقد خطونا قُدماً جهة الغد مسافات ثمينة في رصيد الدولة الفتية والمشروع الوطني.. عملاً وأملاً. خلال عام مضى من عمر وحدتنا راكم اليمنيون نجاحاتٍ شتى لمصلحة الدولة والمجتمع.. أنجزنا أ هم استحقاقين في التجربة الديمقراطية الانتخابية الرئاسية والمحلية وسجل العالم شهادته المنصفة بحق التجربة الديمقراطية الأبرز في المنطقة.. كسب اليمن واليمنيون اختباراً مهمّاً وجديراً بالاعتزاز والتقدير. وخلال العام ذاته قطعنا شوطاً لا يستهان به في الطريق إلى الاندماج والشراكة مع الأشقاء والجيران في الجزيرة والخليج العربيين.. ثمّةَ مشروع عملي يتحرك ويدير برامجه ومسئولياته باتجاه تأهيل اليمن اقتصادياً للاندماج الكامل –لاحقاً – في اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي. مرحلة جديدة ومتطورة في العلاقات اليمنية الخليجية دشنت خلال العام الفائت من عمر الجمهورية اليمنية.. الشفافية والثقة، ومعهما الالتزام، هو الثلاثي المحرك والناظم لأعمال وتطبيقات برنامج التأهيل والتأهيل.. التحرك إلى الأمام بات الشعار والتطبيق معاً. ينتظرنا شوط أرحب وعمل أجد، ومستقبل أمكن وأمتن. • بالتزافق والتكامل مع البرنامج السابق، أنجزت القيادة والدبلوماسية اليمنية اختراقاً جديداً، وإيجابياً إلى حد بعيد، لمصلحة فائدة الشراكة الثنائية والجماعية مع الأشقاء والأصدقاء والهيئات والصناديق والمؤسسات الدولية المانحة، والداعمة لأعمال ومجهودات التنمية في اليمن، عبر مؤتمر لندن للمانحين بتنسيق كامل وانسجام مثمر بين اليمن والتعاون الخليجي، وانتقل اليمن إلى أفق شراكة أكثر حيوية وشراء مع الأصدقاء والمانحين الدوليين. • مؤتمر استكشاف الفرص الاستثمارية في صنعاء توَّج خطوة إضافية في خانة الحراك التنموي والاقتصادي الذي ننشده ورسم الطريق إليه برنامج فخامة الرئيس علي عبدالله صالح. وسوى ذلك تلتزم الحكومة والمؤسسات التنفيذية المصفوفة التنفيذية للبرنامج الرئيسي الذي حدد عناوين ومعالم المرحلة الممتدة حتى العام 2013م. زُبدةُ ذلك –كُلُّهُ - هو أن احتفالنا هذا العام باليوم الوطني للجمهورية اليمنية يتوج نجاحاتٍ وتجارب حافلةً بالعمل المثمر والجاد في استهداف التحسين والتطوير والإصلاح المنشود، شهدها ووثق لها عامٌ مضي؛ منذ احتفالنا الأخير بعيد الوحدة المباركة في الـ(22) من مايو 1996م. وإذ نحتفل اليوم وغداً بالعيد الوطني للجمهورية اليمنية، فإنما نجدد العزم ونشحذ الهمة لارتياد عام أجد.. نطمح- وينبغي -أن يكون أعظم إنجازاً وأوفر نجاحاً. خيرات الوحدة وثمارها هي ما نحتفل به ولأجله عيد وطني مجيد.. وحدة مباركة في القلوب والجغرافيا.. كل عام واليمن أعز تحرسه عين الله. [email protected] |