الشامي : موقف المعارضة من أعمال الإرهاب بصعدة يشجع استمرارها قال رئيس الدائرة الإعلامية للمؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم في اليمن) طارق الشامي: إن مبادرة الرئيس علي عبدالله صالح المتمثلة بتعليق الأعمال العسكرية ضد جماعة الحوثي في صعده خرقها الحوثيون من خلال استهداف شخصيات اجتماعية في صعده، إضافة إلى قيامهم بتدمير منشآت حكومية واستمرار استهداف قوات الجيش في المحافظة. وأوضح الشامي إن القوات المسلحة والأمن استجابت لهذه المبادرة لكنها اضطرت لمواجهة المتمردين بعد أن قاموا بالاعتداء عليها. وشدد على أن المشكلة مع جماعة الحوثي ليست من اليوم بل منذ ثلاث سنوات عندما اندلعت المواجهات بينها وقوات الجيش في منطقة مران بقيادة حسين بدر الدين الحوثي، مشيراً إلى أن تلك العناصر ليست لها هوية معروفة وواضحة ولا مطالب سياسية محددة. واعتبر أن ترديد الحوثيين شعار "الموت لأمريكا والموت لإسرائيل" هو غطاء لممارسة الأعمال الخارجية عن القانون. وتطرق القيادي المؤتمري إلى الدعم الخارجي الذي يتلقاه الحوثيون من كل من ليبيا وإيران، منتقدا تصريحات مقتدى الصدر في خطبة الجمعة التي أشار إلى أن الأمريكيين يقاتلون الحوثيين مع القوات اليمنية، مشير اً في حوار مع صحيفة"المستقبل" اللبنانية إلى أن ليبيا قدمت الدعم المالي للحوثيين، وهذا كان موقفهم من دعم انقلاب قام به الناصريون بعد أشهر من تسليم الرئيس علي عبدا لله صالح السلطة في العام 1978م. الوضع في جبهات القتال: • كيف هي الأوضاع في جبهات القتال بين الجيش وأتباع حركة تمرد الحوثي في صعده؟ - للأسف لا تزال عناصر الحوثي تمارس أعمال الإرهاب والتخريب في بعض مناطق صعده. فنحن نسمع بشكل دائم عن أعمال إرهابية ترتكب بحق بعض الواجهات الاجتماعية في بعض مناطق صعدة، بالإضافة إلى تفجير الجسور والعبارات واستهداف الممتلكات الخاصة ومواصلة حمل السلاح والاعتداء على أبناء القوات المسلحة والأمن. وما يؤسف له أيضاً عدم استجابة تلك العناصر الإرهابية للدعوات المتكررة لإنهاء الأزمة وكان آخرها ما أعلنه الرئيس علي عبدالله صالح قبل أسبوع بتعليق العمليات العسكرية في مناسبة العيد الـ(17) للوحدة اليمنية.. وكنا نأمل أن تتم الاستجابة لهذا الإعلان وأن تكون هناك مبادرة من قبل تلك العناصر الإرهابية تبدى فيها استعداها لتسليم أسلحتها الثقيلة والمتوسطة وتسليم العناصر القيادية التي كانت توجه و تخطط للأعمال التخريبية للسلطات الرسمية ومن ثم يمكن الحديث عن باقي التفاصيل. • هل يعني هذا أن الأمور لا تزال مشتبكة مع الحوثيين وأن المعارك ما تزال مستمرة وأن مبادرة تعليق العمليات العسكرية لم يعمل بها حتى الآن؟ - من قبل القوات المسلحة والأمن تم الاستجابة لمبادرة الرئيس علي عبدالله صالح، حيث جرى تعليق العمليات العسكرية، لكن ذلك تزامن مع قيام العناصر الإرهابية ببعض العمليات العسكرية والتي كان منها اغتيال أحد المشايخ في مناطق صعدة، بالإضافة إلى الاعتداء على بعض المواقع العسكرية، وبالتالي استلزم الأمر أن يتم مواجهة هذه التطورات من قبل القوات المسلحة والأمن، وممارسة دورها انطلاقاً من حرصها على استقرار المنطقة والقضاء على أية أعمال تخريبية تمارس في تلك المناطق. • بعد سنوات من الخلافات هل لنا أن نعرف طبية الخلافات الأساسية بينكم والحوثيين؟ - المشكلة أن تلك العناصر لا يوجد لها هوية معروفة وواضحة ولا مطالب سياسية محددة، فحتى الآن لم تقدم أية مطالب واضحة للدولة، سواء في الفترات الماضية، أي منذ نشوء التمرد في 2004م وما تلا ذلك وحتى الأحداث الأخيرة. كانت هذه الجماعات تردد خلال الفترات الماضية شعار "الموت لأمريكا الموت لإسرائيل" لكن اتضح بما لا يدع مجالاً للشك بأن قضية ترديد الشعار بمثابة غطاء لممارسة الأعمال الخارجية عن القانون، وأنت تعرف أن موقف اليمن وشعبنا واضح من الكيان الصهيوني والقضية الفلسطينية، ومن التدخل الأجنبي في البلدان العربية ومن قضية إنهاء الاحتلال الأجنبي للعراق. نحن الدولة الوحيدة التي لديها موقف واضح إزاء التدخلات الأجنبية للأرض العربية، فإن تقوم هذه المجاميع على اختلاق مثل هذه الشعار لتغطية الممارسات وأعمال هدفها الأساسي يعتبر إرهاباً وإقلاقاً للسكينة العامة في بعض مناطق صعدة. وأعتقد أن الأمر واضح لكافة أبناء الشعب من أنه قد تكون هناك أهداف غير واضحة وغير معلنة، ويبدو أن تلك المجاميع تتحرج من الإعلان عنها لأنها مخالفة ومنافية للدستور سواءً فيما ورد بالوثائق والبيانات التي كانت تصدر عن الصريع حسين بدر الدين الحوثي فيما يتعلق بقضية الإمامة وبقضية أحقية إمامة المسلمين أو بحكم البلاد، وقد تكون هناك أهداف أساسية لتصفية حسابات لأطراف أجنبية على حساب الدم اليمني. الدعم الخارجي: • من تقصد بالأطراف الأجنبية هل هي إيران وليبيا؟ -هناك بيانات صدرت من بعض الحوزات الدينية سواء في إيران أو في العراق وفي بعض المناطق التي تنتمي للمذهب الشيعي كان آخرها ما ورد على لسان مقتدى الصدر في خطبة الجمعة الماضية بالتدخل في شئوننا الداخلية وإطلاق التهم غير الصحيحة من أن القوات الأمريكية تقاتل مع القوات اليمنية المتمردين في صعدة. يا للأسف فإن مثل هذه التصريحات تأتي من دون حرص على التحقق مما يحدث بشكل واقعي، وإطلاق الاتهامات على عواهنها، مع أننا في اليمن حرصاً على وحدة الشعب العراقي واستقلاله وخروج القوات المحتلة من العراق. ونأسف أن تصدر بعض التصريحات في وقت سابق باسم مكتب السيستاني أو ما ورد أخيراً على لسان مقتدى الصدر، ونتمنى ألا يتم إطلاق مثل هذه التصريحات لأن ما يحدث في بلادنا أعمال إرهابية وتخريبية وليس لها علاقة بأية جوانب دينية أو مذهبية، إلا إذا كانت تلك الجهات التي تصدر من التصريحات ترى أن هذه الأعمال التخريبية تتوافق مع توجهاتها، فإننا حينها سنضطر إلى اتخاذ مواقف جادة إزاء أية جهة تدعم أو تحاول إيجاد الغطاء السياسي أو الإعلامي لمن يقومون بالأعمال التخريبية في صعدة. • ماذا بالنسبة لليبيا، هل تحت أيديكم أدلة على تورطها في دعم الحوثيين؟ - لقد عانى اليمنيون خلال الفترات الماضية من بعض التدخلات الليبية في الشئون الداخلية لليمنيين منذ حروب المناطق الوسطى بين شمال الوطن وجنوبه، ودعم عناصر التخريب في المناطق الوسطى بالمال لشراء الأسلحة، مروراً بالمحاولة الانقلابية للناصريين ضد الرئيس علي عبدالله صالح من خلال الدعم المالي الذي حصل عليه الناصريون عام 1978م وذلك بحسب اعترافاتهم وإعلانهم أثناء محاكمتهم وانتهاء بحصول يحيى الحوثي على دعم مادي قام باستغلاله لشراء الأسلحة. نحن ضد أي تدخل خارجي في شئوننا الداخلية على حساب الدم اليمني وتصفية حسابات مع الآخرين سواءً من قبل ليبيا أو من قبل إيران أو من قبل أي دولة أخرى. وهناك موقف أخير من العقيد معمر القذافي المؤيد لجهود الدولة في القضاء على التمرد، ونحن نقدر هذا الدعم ونكن كل الاحترام للإخوة في ليبيا، لكننا نأمل ألا يتم التعامل مستقبلاً مع هذه العناصر الإرهابية التي تعمل على زعزعة امن واستقرار البلاد. موقف العلماء: • هل يقبلون بحل سلمي للمواجهات مع الحوثيين؟ -إذا تم الإعلان من قبل تلك المجاميع على إيقاف الأعمال الإرهابية والتخريبية واستعداد قياداتهم لتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، فإن كل شيء سيكون متاحاً وهناك إعلان واضح من الرئيس في خطابه الأخير بل كل شيء يمكن البحث فيه، لكن بشرط قيام هذه المجاميع بتسليم أنفسهم للسلطات. • فوض الرئيس العلماء بإيجاد حل مع الحوثيين فهل هذه بداية حلحلة للأزمة؟ - ليست المرة الأولى التي يطلب فيها الرئيس من العلماء أو لجان الوساطة بحث الموضوع أو إنهائه!! فقد سبق أن أرسل لجاناً لحل الأشكال بدءاً من الحرب الأولى العام 2004م، حيث بلغ عدد لجان الوساطة ست لجان، ولم تصل إلى شيء، وضمت شخصيات دينية واجتماعية وقبلية وسياسية، وكان ضمن الوسطاء يحيى بدر الدين الحوثي، شقيق حسين الحوثي ووالده بدر الدين الحوثي، لكن لم يتم الاستجابة لأية وساطة. وفي مؤتمر العلماء الذي عقد الشهر الجاري كرر الأخ الرئيس طلبه من العلماء النظر في هذه القضية وفوضهم تقديم رؤية لحل الأشكال، وأصدر العلماء موقفاً واضحاً يرفض مثل هذه الأعمال في صعدة وطالبوا الحوثيين بعدم الخروج عن النظام والأمن والقانون والدستور، وتم تشكيل لجنة من العلماء ذهبت إلى صعدة لإبلاغ قيادة التمرد والإرهاب بقرار العلماء ويا للأسف فإن هناك رسائل جديدة من هذه الجماعات الخارجة عن الدستور، كان آخرها من عبدالملك الحوثي تم فيها إعادة نفس الحديث الذي يتم ترديده منذ عام 2004م، بأن مطالبهم معروفة وواضحة في وقت أنهم يعلمون أنه لا توجد لديهم مطالب واضحة. ما نأمله أن تقوم هذه العناصر- إذا كانت فعلاً حريصة على القضاء على إسرائيل وأمريكا -بالاستجابة للدعوات المتكررة بعدم ممارسة الأعمال الإرهابية وعدم استخدام السلاح في وجه سلطات الدولة وتسليم من قاموا بتنفيذ أعمال تخريبية إلى السلطات المختصة. الوساطات العربية: • ماذا عن الوساطات العربية لحل الأزمة؟ - -بالنسبة لنا أود أن أوضح أنه حتى لو تم التوسط من قبل أي طرف من الحرصاء على القضاء على هذه الفتنة. فإنني أعتقد أنهم لن يضيفوا جديداً لها تم طرحه من مبادرات من قبل الدولة نفسها ، فالمطالبات التي طرحت من قبل الدولة هي مطالب طبيعية وواضحة من السهل تطبيقها، ولا أعتقد أن أي طرف داخلي أو خارجي سيتقدم بأية دعوة لإنهاء ما يدور في محافظة صعدة خارج هذه المطالب. • هل هذا نفي لوجود وساطة قطرية؟ - الدولة حريصة على أمن المواطنين وعلى استقرار البلاد أكثر من أي طرف يمكن له أن يتدخل أو يبادر إلى تقديم أية رؤى لحل هذا الإشكال. فالدولة هي أحرص من أي طرف خارجي على إنهاء هذه الفتنة، كما أنها حريصة على استقرار المجتمع اليمني، سواء في محافظة صعدة أو أية محافظة أخرى. إذا كانت هناك أية مبادرات من قبل بعض الأشقاء فإننا لا ننظر إليها وكأنها بين طرفين متنازعين. وإنما أن تكون مبادرات لإقناع المتمردين بالكف عن هذه الأعمال وانصياعهم إلى الدستور والقانون. والحرص على عدم فتح المجال للساحة اليمنية وبالذات في صعدة لأن تكون منطقة لتنفيذ أجندة إقليمية أو تصفية حسابات بين دولة وأخرى. موقف المعارضة: • ما هي رؤيتكم لموقف المعارضة من الأزمة؟ - -موقف المعارضة الأخير متقدم عن موقفها السابق عام 2004م وخاصة فيما يتعلق برفض المعارضة المعلن والواضح لاستخدام السلاح في مواجهة أبناء القوات المسلحة والأمن وفي مواجهة الدولة. ومع تقديرنا لهذا الموقف إلا أننا كنا نتمنى أن تبادر المعارضة -وبالذات أحزاب اللقاء المشترك - للطلب من عناصر الإرهاب والتخريب في صعدة تسليم أنفسهم لسلطات الدولة ومن حق المعارضة أن توكل محامين سواء باسمها أو بأسماء أخرى للدفاع عن هؤلاء أمام المحاكم حتى لا يكون هناك لبس لدى المواطن اليمني من أن البعض مع المتمردين؛ لأن الاكتفاء بإدانة رفع السلاح في وجه الدولة من دون مطالبة تلك العناصر تسليم أنفسهم للدولة يترك المجال للتأويلات ويشجع نوعاً ما -تلك العناصر الإرهابية في استمرار أعمالها الإرهابية والتخريبية في محافظة صعدة. |