صنعاء القديمة... جمال لتشغيل معاصر السمسم والخردل على جنبات سوق " باب اليمن " في صنعاء القديمة المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي منذ عام 1986 بحسب مصادر اليونسكو .. " تنتشر معاصر زيوت الخردل والسمسم التي تتخذ من " الجمال " وسيلة أساسية من وسائل الإنتاج . اذ يعتمد " العصار إبراهيم المجسمي "22 عاما" ومثله العشرات من أصحاب هذه المعاصر " الفريدة " على جمال تربط بطريقة بدائية برحى المعصرة التي تنتج زيتا نقيا خالصا يعد مطلبا للكثيرين كما يقول . وتنتج معصرة الحزيزي " التي يعمل بها المجسمي زيوتا بالاعتماد على معصرة اثرية يحركها جمل " يدور لاكثر من 7 ساعات ليكون " عماد المعصرة ووقودها " وفقا له . يضيف " المجسمي " لوكالة الأنباء الأردنية انه لم يطرأ أي تعديل يذكر على المعصرة التي أنشأت قبل300عام بل ما تزال تعمل بذات أدواتها المكونة من الصخر والحجر وخشب الطلح والبكرة..تعمل هذه الأجزاء كما يتابع بواسطة " جمل " لايكل الدوران " .. ليصل الإنتاج اليومي الى 5 ليترات من " زيوت نقية " تباع ب 4 آلاف ريال يمني " أي ما يعادل 19 دولارا " . ويحرص أصحاب عشرات معاصر زيوت السمسم والخردل الموجودة في صنعاء القديمة على " صحة جمال المعاصر " اذ تتخلل ساعات دوران الجمال استراحات متقطعة يتم خلالها إطعامها " عشب القصب " .. بحسب عدد من العصارين. غير ان العصار نبيل إبراهيم "25 عاما" والذي لا يعرف القراءة او الكتابة الا بصعوبة يشكو " كلفة "طعام الجمل التي تصل الى 500 ريال يمني مستدركا " انها الطريقة الوحيدة لاستمرار إنتاج معصرته " المتواضع " . والمفارقة ان الجمال التي تدير المعاصر " تكون " مغطاة العينين " بواسطة ما يسمى " المغاضي " "عبارة عن غطاءين دائريين " يوضعان على عيني الجمل خوفا من وقوعه جراء الدوران وحتى يشعر انه يسير لمسافات افقية كما يوضح إبراهيم . ويقع العصار صادق" 55 عاما" في حيرة من أمره حين يقترب موعد تغيير الجمل بسبب سعره الذي يصل 130 الف ريال يمني " " وهو مبلغ كبير مقارنة بإنتاج المعصرة ومتطلبات استمرار عملها " لافتا إلى ان تغيير الجمل ضروري إذ أن " جمل المعصرة يعمل بطاقة أقصاها عام واحد فقط " . ويقبل اليمنيون والعرب على شراء زيوت الخردل والسمسم لفوائدها الكثيرة في معالجة امراض " السعال وتقلصات المعدة والروماتيزم إضافة إلى معالجة تقصف الشعر بحسب العصار خالد حسين"34 عاما" الذي لم " يعطل " يوما حتى في الأعياد والجمع ويصر على تعليم أبنائه المهنة لشدة تعلقه بها . * المصدر- بترا |