قلق دولي لتهريب الأسلحة من سوريا للبنان مجلس الامن قلق لتهريب الأسلحة من سوريا للبنان أعرب مجلس الامن التابع للامم المتحدة يوم الجمعة عن قلقه العميق ازاء تقارير عن تهريب للأسلحة من سوريا الى لبنان غير أنه لم يصل الى حد اتهام حزب الله اللبناني بانتهاك قرارات الامم المتحدة باعادة التسلح. وأصدر المجلس الذي يضم 15 عضوا بيانا سياسيا أدخلت عليه تعديلات كثيرة وأسقط صيغة تستهدف سوريا وايران بشكل مباشر بخصوص تهريب الأسلحة سعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لادراجها في مسودات أولى. واكتفى البيان الذي اتفق عليه في النهاية بعد جدل ومناقشات استمرت نحو ثلاثة اسابيع خلف الكواليس بالقول ان المجلس "يعرب عن قلقه العميق ازاء التقارير المتواصلة بشأن خروقات لحظر الاسلحة على طول الحدود اللبنانية السورية." وكانت المسودات الاصلية للبيان تقول انه يجب على سوريا وايران تنفيذ حظر امدادات الاسلحة للمنظمات غير الحكومية في لبنان وفق ما نص عليه القرار الذي تبناه مجلس الامن بعد حرب العام الماضي بين اسرائيل وحزب الله. لكن النص النهائي أشار فقط الى "بلدان ... في المنطقة." غير أن زلماي خليل زاد سفير الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة اعتبر أن البيان الذي قرأه باسيلي ايكويبي سفير جمهورية الكونجو ورئيس مجلس الامن في دورته الحالية وجه "رسالة قوية مفادها أن على سوريا عمل المزيد... لوقف شحنات الاسلحة عبر حدودها الى لبنان." وقال ان صيغة البيان كانت أشد من نصوص بيانات سابقة للمجلس. وأمر الرئيس الامريكي جورج بوش يوم الخميس بتجميد الاصول المملوكة بالولايات المتحدة لاي شخص تعتبر واشنطن أنه يقوض الحكومة اللبنانية الموالية للغرب. وجاءت تلك الخطوة عقب مطالب أمريكية متكررة لدمشق بالتوقف عن التدخل في لبنان. ونقل مسؤولون بالامم المتحدة عن تقارير حكومية اسرائيلية ولبنانية أن أسلحة تصل من سوريا الى حزب الله وجماعات مسلحة فلسطينية في لبنان. وذكر فريق خبراء أرسلته الامم المتحدة في تقرير له في يونيو حزيران أن أمن الحدود اللبناني غير قادر على منع التهريب. ونفت دمشق أي صلة لها. وقال بشار الجعفري سفير سوريا لدى الامم المتحدة يوم الجمعة ان بلاده تتعاون بشكل مكثف بخصوص أمن الحدود وعقدت 12 اجتماعا على مستوى رفيع مع مسؤولين لبنانيين. غير أنه اشار ضمنا الى أن ما يدور على الحدود السورية اللبنانية لا يخص بلدانا أخرى. وقال "لن أجد سوريا تحشر أنفها في ترسيم الحدود بين كندا والولايات المتحدة." وجرى أيضا تخفيف الاشارة الى حزب الله في البيان وهو ما قال دبلوماسيون انه كان موضوع مفاوضات اللحظات الاخيرة بين الولايات المتحدة وقطر البلد العربي الوحيد بمجلس الامن حاليا. وبيانات مجلس الامن غير ملزمة ويحتاج صدورها الى موافقة بالاجماع على خلاف قرارات المجلس. واعربت النسخة النهائية من البيان عن "القلق بخصوص التصريح الاخير من جانب حزب الله بأنه يمتلك القدرة العسكرية لضرب جميع أنحاء اسرائيل." وكانت مسودات البيانات وصفت التصريح الذي أدلى به حسن نصر الله الامين العام لحزب الله بأنه "انتهاك صارخ" لقرار الامم المتحدة الذي ينص على أنه لا يجب أن تكون هناك أسلحة في لبنان عدا تلك الموجودة في يد الحكومة. وقال محللون عرب ان قطر كانت تشعر بالقلق من امكان استخدام مثل هذه الصيغة في قرارات مستقبلية كأساس لتحرك ضد حزب الله. كما عبر بيان المجلس يوم الجمعة عن القلق ازاء تزايد الانتهاكات الاسرائيلية للاجواء اللبنانية وحث اسرائيل على تقديم بيانات تفصيلية بخصوص استخدامها لذخائر عنقودية في لبنان كما طالب حزب الله باطلاق سراح الجنديين الاسرائيلين اللذين أشعل خطفهما حرب العام الماضي. *المصدر: رويترز |