بيان صادر عن أحزاب المجلس الوطني للمعارضة يا جماهير شعبنا العظيم أيها اليمنيون الأحرار في الداخل والخارج تابعت أحزاب المجلس الوطني للمعارضة بقلق شديد ما يعتمل في الساحة اليمنية من مظاهرات واعتصامات ما لبثت أن تحولت إلى أحداث شغب عنيفة تتنافى مع الدستور والقوانين النافذة، أغضبت جماهير الشعب وضاعفت من معاناته الناتجة عن سوء استخدام الحرية في هذا الشهر الكريم شهر العبادات والأعمال الخيرية الجليلة. إن أحزاب المجلس الوطني للمعارضة، إذْ تستنكر مقاطعة أحزاب اللقاء المشترك لحضور الاجتماع الذي دعا إليه فخامة الأخ رئيس الجمهورية لإعلان مبادرته النابعة من حرصه على المزيد من الديمقراطية، تدرك سلفاً أن الأزمة التي تمر بها البلاد هي أزمة مفتعلة ناتجة عن اللعبة السياسية التي خططت لها وتنفذها بعض القيادات الانفصالية للإصلاح والاشتراكي من خلال ما يسمى بأحزاب اللقاء المشترك التي تحولت إلى لعبة لتحقيق ما لديها من أهداف انتقامية مستمرة ذات باطن يتنافى مع الظاهر المعلن. لقد كانت هذه القيادات الإصلاحية تراهن على تحقيق تلك الأهداف اللا ديمقراطية بالاستيلاء على السلطة من خلال تحالفها الاستراتيجي مع المؤتمر الشعبي العام وعبر ما لديها من المعاهد الدينية. ولما يئست وراهنت على تحقيقها من خلال نزاهة وحرية وشفافية الانتخابات الرئاسية والمحلية وأحزاب اللقاء المشترك اعتقاداً منها أن العصر هو عصر الحركات الإسلامية الإخوانية على وجه الخصوص . ولما حاءت أخر عملية انتخابية بنتائج مخيبة لآمالها أصابتها بما يشبه اليأس الناتج عن الإحباط، وأصبح لديها قناعة تامة بأن التداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات الحرة والنزيهة الملتزمة بالمعايير الدولية ومن خلال التحالف الهش مع أحزاب اللقاء المشترك لا زال من الغايات البعيدة المنال وان العبور الى ثقة الهيئة الناخبة يحتاج الى اعوام من العمل القائم على المصداقية والموضوعية يعيد لهذه الأحزاب ما فقدته من الاعتبار أثناء مشاركتها في الحكومات الائتلافية المتعاقبة التي حققت أرقاماً قياسية في النهب والفساد والتصفيات الجماعية للعاملين والمؤسسات والوزارات التي أوكلت لها بصورة غير مسبوقة تحت شعار ( من لم يكن معنا فهو ضدنا ) وبصورة تتنافى مع مبدأ التداول السياسي للسلطة. وأمام ما وصلت إليه من قناعات شيطانية باستحالة الاستيلاء على السلطة بالأساليب الديمقراطية السلمية أخذت هذه القيادات الحزبية المصابة بهوس الطمع بالسلطة والثروة تطوع الدين الإسلامي الحنيف لخدمة السياسة فوجدت ضالتها في أحزاب ما كان يعرف بمجلس التنسيق المتهمة بجريمة الانفصال التي أجبرتها ظروفها الداخلية المنهكة على الدخول في تحالفات هشة مع قيادات التجمع اليمني للإصلاح يفتقد إلى أبسط مقومات التكافؤ والانسجام بين أحزاب أضعفتها المغامرات المرتجلة التي تسببت بها قيادات عاجزة عن مواكبة التغييرات وبين حزب أعتقد أنه يمتلك كل عوامل القوة القادرة على تحويل قوة حليف الأمس عدوا اليوم . يجبره على التخلي عن السلطة، ورغم ما نسب لقيادة التجمع اليمني للإصلاح من الممارسة والانتهاكات وعمليات التكفير والتخوين لأعداء الأمس حلفاء اليوم السابقة واللاحقة للوحدة إلا أن القواسم المشتركة للتحالف انحصرت في نطاق الرغبة المشتركة في الانتقام من الحزب الحاكم نظراً لأن الانتخابات لم تعد هي البوابة الوحيدة للانتقام فقد تم اللجوء إلى وسائل أخرى غير ديمقراطية هي: 1. سوء استخدام حرية الصحافة وإشاعة البلبلة والتعبئة الخاطئة المخلة بالقيم الأخلاقية في المجتمع. 2. اتخاذ الفساد شماعة لإخراج ما لديه من أحقاد عبر لغة المكايدات والمناكفات السياسية والإعلامية الهدامة. 3. استخدام حق التظاهر والاعتصام وسيلة لإشاعة الإضرابات وأحداث الشغب والنهب والسلب المقلقة للأمن والاستقرار. 4. إعطاء الضوء الأخضر للمتقاعدين والذين أحيلوا إلى التقاعد من العسكريين قبل صدور الاستراتيجية ورفدهم بالغوغاء من المشاغبين العابثين بالأمن والاستقرار ودفعهم إلى العصيان والتمرد وقطع الطرقات وخطف الأجانب. 5. استخدام المعلمين معول هدم لتعطيل المدارس والجامعات ومطالبة الحكومة بمرتبات عالية تخرج عن النطاق المعقول والمقبول لقدرة الدولة. 6. إثارة العاطلين عن العمل من الخريجين وغيرهم والدفع بهم إلى ركوب موجة المظاهرات والاعتصامات وتحويلها إلى أحداث شغب تمارس النهب والسلب والتخريب للممتلكات العامة والخاصة. 7. مطالبة الحكومة بإصلاحات سياسية وانتخابية تسلب السلطات الدستورية مهامها التشريعية والاستفراد بالحزب الحاكم للحصول على مكاسب مادية من خلال حوارات جانبية خارج نطاق المؤسسات الدستورية وحصر الحوار في نطاق ما تسمى بأحزاب اللقاء المشترك للتخلص من بقية الأحزاب والتنظيمات السياسية المعتمدة واستبعادها من كل حساب؛ تمهيداً لتصفيتها من الساحة السياسية والانتخابية على قاعدة من لم يكن في المشترك فهو في السلطة حتى ولو كان في المعارضة. 8. طرح الجمهورية والوحدة للمساومات السياسية من خلال تشجيع الفلول الأمامية والانفصالية على التمرد والعصيان على الدولة والمجاهرة برفع شعارات انفصالية تدعو صارحة إلى العودة إلى ما قبل الثورة والوحدة وتوفير ما يحتاجون إليه من التغطية الإعلامية عبر ما لديها من الصحف الحزبية ودفع ما تسمى بمنظمات المجتمع المدني التابعة لها إلى سلسلة من أعمال الإثارة والبلبلة عبر الندوات والمؤتمرات والفعاليات المختلفة عبر الصحافة والقنوات الفضائية وعبر المنظمات والهيئات الدولية بدافع الحرص على تشويه سمعة البلد وحرمانه من المساعدات والقروض الدولية. 9. استغلال أزمة الارتفاعات السعرية وأزمة الغلاء لتشكيك الهيئة الناخبة بعجز حزب الأغلبية عن تنفيذ البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية لتكون هي المستفيدة الوحيدة من أي عملية انتخابية. 10. إقامة علاقة تنسيق وتعاون مع المعارضة الخارجية والاستفادة من دعم الدول المعادية للديمقراطية بدافع الحصول على ما لديها من الإمكانيات وأشكال الدعم المباشر عبر الجمعيات الخيرية والحركات الإسلامية. 11. استغلال المساجد والجوامع وتحويلها من بيوت للعبادة إلى منابر للسياسة و تعبئة الشباب بالمفاهيم الدينية المتطرفة واتهام الدولة بالعمالة للولايات المتحدة الأمريكية باتخاذ محاربة الإرهاب خدعة للحصول على إمكانيات مادية تضعف جانب المعارضة. 12. التصدي لقانون تنظيم استخدام السلاح وحيازته وإفشاله من خلال إشاعة حالة من الذعر بين صفوف المشائخ والوجاهات الاجتماعية وأعضاء مجلس النواب والشورى وإيهامهم بأن الدولة تنفذ خطة أمريكية بمصادرة السلاح وفرض ما لديها من جبروت الظلم والاستبداد وتجريد المشائخ من مصادر قوتهم القبلية وإضعاف ما لديهم من الوجاهة والنفوذ في الأوساط السياسية. يا جماهير شعبنا اليمني الصامد والصابر بوجه التحديات تلك هي مجرد إشارات عابرة ومختزلة لما تنفذه أحزاب اللقاء المشترك بقيادة التجمع اليمني للإصلاح من مخططات تآمرية تهدف إلى إشغال حكومة الأغلبية في معارك جانبية تبعدها من التفرغ لما لديها من مهام برنامجية والحيلولة دون تدفق ا لاستثمارات العربية والأجنبية التي تساعد على خلق تنمية حقيقية تخلق فرص عمل جديدة لتشغيل العاطلين عن العمل. إننا إذْ نستنكر لجوء أحزاب اللقاء المشترك بقيادة التجمع اليمني للإصلاح إلى مثل هذه الممارسات اللا ديمقراطية الهادفة إلى تدمير الثوابت الوطنية وزج البلاد في أتون حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس ونحمل الحزب الحاكم مسئولية ما حدث من الفلتان السياسي والأمني ومن الارتفاعات الغير مبررة لأسعار المواد الغذائية الانتقامية في التعامل مع الأحزاب والتنظيمات السياسية بأساليب شمولية تمس جوهر التعددية الحزبية والسياسية مؤكدين في الوقت نفسه على أن يكون الحوار هو الوسيلة الوحيدة لحل المشكلات الصعبة وبما لا يؤدي إلى تعطيل دور المؤسسات الدستورية المجسدة للديمقراطية القائمة على ثنائية الحكم والمعارضة. الازدهار والتقدم والرخاء لجماهير الشعب اليمني والنصر للثورة والوحدة والديمقراطية والخلود للشهداء الأبرار صادر عن أحزاب المجلس الوطني للمعارضة صنعاء -25-9-2007م |