بيـــان حزب البعث العربي القومي بيـــان حزب البعث العربي القومي بمناسبة عيد الثورة اليمنية 26 سبتمبر-14 أكتوبر يا جماهير شعبنا اليمني العظيم... أيها المناضلون يا أبناء سبأ وحمير... أبناء سبتمبر وأكتوبر ... أيها الوحدويون ... يا من صنعتم فجراً جديداً لشعبنا و أمتنا... ها نحن نستقبل ذكرى الثورة بأملٍ متجدد مستحضرين كل صفحات النضال ولحظات التتويج التي حققها الثاني والعشرين من مايو 1990م. إنها لحظاتٌ يعتز بها شعبنا وتفخر أمتنا بمعانيها الكبيرة التي اعتبرتها لحظات انجازٍ تاريخية أعادت للأمة العربية ثقتها بنفسها كما جددت في شعبنا كل معاني القيم الكبيرة التي استشهد من أجلها العشرات بل المئات من أبناء شعبنا الأخيار من أجل الانتصار على الظلم والتخلف وصولاً إلى النصر الذي غنّت له السفوح والجبال إلى جانب اللذين عاشوا تلك اللحظات التاريخية التي رُفع فيها علم ثورة الثورات، علم الوحدة اليمنية، علم الجمهورية اليمنية التي وُجِدت كي تبقى خالدةً خلود شعبنا وأمنتنا وتاريخنا وحضارتنا. أيها المناضلون... يا أبناء وأحفاد شهداء الثورة اليمنية... إنكم اليوم تؤكدون من جديد للعالم أنكم أبناء حضارة سبأ ومعين وأحفاد أسعد الكامل وشمر يرعش، أبناء ملكة الشورى والإباء، أبناء أولئك اللذين قالوا لملكتهم ((نحن أولو قوةٍ وأولوا بأسٍ شديد،والأمر إليكِ فانظري ماذا تأمرين )) إنكم اليوم أمام تحديات كبيرة وتجابهون تعقيداتٍ تتحدى إرادتكم، إرادة شعبكم، تعقيدات تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتحديات يحاول البعض توظيفها لغرضٍ في نفس يعقوب بعد أن ربط مصيره بالفراغ مستقوياً بأعداء الوحدة والأمن والاستقرار، أعداء الحاضر والمستقبل اللذين لا يروقهم أن يروا يمن الوحدة والديمقراطية يتقدم والتنمية والبناء تتسع ساحاتهما، لا يروقهم أن يروا شعبنا يتحرر من مخلفات الماضي البغيض الذي خلّفه نظام الكهنوت والاستعمار. أيها المناضلون... أيها الوحدويون... إن حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي القومي وهو يستقبل فرحة شعبنا بهذا العيد المجيد عيد واحدية النضال والثورة، واحدية القوى الوطنية، واحدية الشهادة التي حققت الثورة وثورة الثورات ليؤكد لشعبنا وأمتنا الوفاء بالعهد والوعد الذي قطعه مناضلوه على مواصلة النضال ضد كافة الأمراض التي تصدى لها مع جماهير شعبنا في الماضي، أمراض التخلف والجهل وكافة النزعات المناطقية والطائفية والعنصرية وكل أنواع الفتن المزروعة أو المستوردة والتي يحاول البعض توظيفها لمصالحهم أو لمصالح قوىً رأت في الثورة والوحدة ضرراً مباشراً عليها أو غير مباشر كما وجدت بالديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية أيضاً خطراً على وجودها وكينونتها إذ وجدت نفسها مفلسةًَ أمام الثورة والوحدة، أمام مسيرة الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية التي تُوجت بعرس الأعراس يوم العشرين من سبتمبر 2006م يومٌ قال فيه الشعب كلمته وأدلى بصوته وعبّر عن قناعته حين قال نعم لفخامة الأخ القائد الرئيس علي عبد الله صالح وقال نعم لبرنامجه الذي رسم طريقاً جديداً لحاضر ومستقبل لشعبنا. إنه يوم فصل الحساب قطع الشك باليقين فهيأ البلاد لنقلةٍ نوعيةٍ جديدة مؤكداً على قاعدة التداول السلمي للسلطة وتجذير بناء المؤسسات وتعزيز دورها وحماية الإنجازات التي حققتها الثورة اليمنية-سبتمبر-أكتوبر المجيدة، كما رسم طريق الإصلاح وتصحيح الأوضاع في جميع المجالات وتوفير الأمن والاستقرار لتعزيز قاعدة البناء والنهوض. أيها البعثيون... إنكم وبالرغم من الظروف المحيطة بنضالكم تظلون رجالاً أوفياء صادقين مع أنفسكم صادقين مع مبادئكم وأهدافكم في الوحدة والحرية والاشتراكية تناضلون داخل ساحةٍ من ساحات وطنكم الكبير. إنها ساحة اليمن ساحة الوحدة والديمقراطية. وها أنتم اليوم تحتفلون مع شعبكم بيوم الثورة ومنجزاتها في الوحدة والديمقراطية والتنمية تقفون بصدق ووفاء مع الأهداف في مواجهة شطحات الردة وكافة المناورات والتكتيكات التي يتفنن المتساقطون والمرتدون في التعامل بها مع بعض البسطاء من اللذين قد تنطلي عليهم الحيل والتخرصات فيكثرون من خلط الأوراق لتمرير المخطط الجهنمي الذي يستهدف الوحدة تحت أغطية الإصلاحات مستغلين القضايا المطلبية للانقضاض على أهداف شعبنا الإستراتيجية وانتهاك الثوابت الوطنية والقومية التي ضحى من أجلها الآباء والأجداد داخل هذه الساحة المباركة. إنكم تحسون بثقل المسؤولية التاريخية كما يحس كل الشرفاء من أبناء شعبنا المؤمنين بالوحدة والديمقراطية والتعددية السياسية والأمن والاستقرار كمرتكزاتٍ لبناء الدولة اليمنية الحديثة دولة المؤسسات والنظام والقانون ومنظمات المجتمع المدني. لا شك أنكم وبعد مضي عامٍ على هذا العرس والحراك والإنجاز الديمقراطي الكبير الذي تأكدت فيه إرادة شعبنا وتبلور فيه مفهوم الشرعية الشعبيةِ لنهج النظام الديمقراطي الذي تُوج ببرنامج الإجماع الوطني، إنكم وأنتم تحتفلون مع جماهير شعبكم بيوم الثورة لم تنسوا أن مسيرتكم النضالية تفرض عليكم وعلى كل الأحرار في بلدنا الوقوف بجدية أمام كل التحديات التي تجابه شعبكم بدءً بتمرد الحوثي في صعدة ومن يتغزل بتمرده مروراً ببؤر التخريب والإرهاب التي أُفتعلت في مأرب وصولاً إلى بؤر الفتنة التي حاول ويحاول البعض توظيفها من خلال وسائل العنف والفوضى والشغب تحت ذرائعِ واهية ككلمة حقٍ يراد بها باطل، فنحن إذ نتعامل مع الواقع لا ننسى أن هناك معاناة شعبية وهناك ظواهر سلبية وهناك مساحة من الفقر والمعاناة والبطالة تتطلب حضوراً أكبر للجهات التنفيذية حتى تضع حداً لانفلات الأسعار وعدم السماح للمتلاعبين بقوت الشعب الأساسية الاستمرار في غيهم مما يستوجب تحديد الأسعار تحديداً موضوعياً وتحديد سقفاً ربحياً لا يجوز تجاوزه مهما كانت الحجج والذرائع وفرض الرقابة المشددة على حركة السوق والإسراع في ترجمة برنامج الإصلاح في الحقول الاقتصادية والاجتماعية والتصدي الحاسم لعناصر الفساد حتى يتحقق الأمن والاستقرار. إنكم وأنتم تطالبون الحكومة بهذا الموقف لترفضون رفضاً قاطعاً خلط الأوراق التي تحاول ربط القضايا المطلبية بشعارات التشطير والانفصال والمذهبية والطائفية والعرقية و المناطقية. كل هذه الأمراض التي ناضلتم وتناضلون ضدها مؤمنين بقدرتكم وقدرة شعبنا وجماهير أمتنا على الانتصار عليها و التغلب على مروجيها وسحب البساط من تحت أقدامهم وأقدام المتآمرين معهم من خارج الحدود. إنكم أقوى من اليأس وإن شعبنا أقوى من مروجي سياسة الإحباط والردة, كما أنكم مع كل المناضلين داخل هذه الساحة الديمقراطية قد تجاوزتم مخلفات الماضي من قبليةٍ وعشائرية ومذهبية, هذه المخلفات التي كانت إرثاً وعنواناً من عناوين مجتمع الماضي البغيض. أما مجتمعكم اليوم فهو مجتمع الجمهورية والوحدة والديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية, مجتمع منظمات المجتمع المدني الحديث، البديل الحقيقي لمجتمع ما قبل الثورة والوحدة. لا يمكنكم كما لا يمكن لجماهير شعبنا القبول بفدرالية القبائل أو كونفدرالية المناطقية بعد أن انتصرتم عليها وانتصر شعبنا حينما جربت قوى الردة والتخلف عام 1994م العودة باليمن إلى ما قبل 30 من نوفمبر 1989م و22 من مايو 1990م. إن حزبنا يرفض العودة إلى الخلف والتراجع عن الوحدة والديمقراطية كما يرفض القبول بغير الدولة الحديثة المتحررة من كافة الضغوط الداخلية والخارجية سواءٌ لبست ملابس سياسية أو تغطت بأغطية اجتماعية كمحاولةٍ لشدها إلى الخلف وعرقلة مسيرتها ومسيرة التنمية وطي صفحة الاستثمارات وإدخال اليمن في دوامةٍ مليئةٍ بالفتن بمختلف أنواعها كمحاولةٍ أيضاً للانقضاض على معاني وأبعاد العشرين من سبتمبر 2006م مستخدمةً كافة الذرائع والمبررات لتغطية فشل المتنافسين وتحويل يوم النصر إلى مرتكزٍ جديد ليوم التراجع والفتن حتى تُفرغ الديمقراطية من معانيها وتحل محلها الفوضى وشرعية الفيدراليات أو الكونفدراليات التي يدور في فلكها أولئك اللذين لم تُسرهم انتصارات الشعب وما تحقق من منجزات الوحدة في الحقلين السياسي والاقتصادي وكذا في حقل الأمن والاستقرار بعد أن ترسخت صورة الأمن في المدن بعد قرار منع التجول بالسلاح وتنظيم حمله. إن هذه الأمور لم تعد تهمنا وحدنا نحن البعثيين بقدر ما تهم كل المؤمنين بالجمهورية والوحدة وكل المؤمنين بالديمقراطية والتنمية. وإننا إذ ندعو جميع القوى السياسية المؤمنة بهذه التجربة التي شقت طريقها في بحرٍ من العواصف وركامٍ من التحديات وجبالٍ من العقبات التي زُرعت وتُزرع لإفشالها ومحاصرة شعبنا وكبح إرادته وإهدار تضحياته, إننا ونحن نؤكد على هذا نرفض أساليب الالتفاف وحيل المرتدين ومناورة أولئك اللذين يريدون ركوب الموج للوصول إلى السلطة ولو كان ذلك على حساب الأهداف الكبيرة والسير بتجربتنا نحو الهاوية مستقوين بقوىً أجنبية أو مصالح فئوية أو توظيف النعرات القبلية أو العشائرية أو الأسرية أو المناطقية في الانقضاض عل الثوابت والانجازات التي حققها شعبنا عبر مسيرة الخمس والأربعين من عمر ثورته. أيها البعثيون... أيها المناضلون ... إن حزبكم الذي ترعرع داخل هذه الساحة وناضل من أجل وحدتها ونهضتها وأمنها واستقرارها ناضل من أجل تحقيق لرفاه والأمان لأبنائها لا يمكنه أن يقبل بأية ردةٍ مهما كان حجم المؤامرة الخطيرة التي تجابهها اليمن ولا يمكن أن يقبل بالعد التنازلي بعد أن شهدت هذه الساحة عداً تصاعدياً بقيادة فخامة الأخ القائد الرئيس علي عبد الله صالح الذي أثبت خلال هذه المسيرة قدرةً وحكمة وسعة صدر منذ تسلمه الموقع الأول في الدولة والمسؤولية متجاوزاً كافة المحاولات التي اعترضت المسيرة مقدماً المبادرة تلو الأخرى من خلال قراءته العملية لمتطلبات الواقع اليمني الذي يتطلب منا جميعاً أن نستجيب إلى متطلباته محتكمين دائماً إلى قاعدة الحوار السلمي الديمقراطي داخل هذه الساحة حتى تكبر التجربة وتستقر النفوس. وها هو يستقبل يوم الثورة بمبادرته الجادة والمسئولة التي دعا إليها كافة الأحزاب السياسية داخل الساحة للقاء والحوار حول هذه المبادرة التي أراد بها دفع المسيرة إلى الأمام وتجاوُز كافة الأزمات المفتعلة التي يُراد بها خنق المسيرة وتعطيل عجلة التنمية ولكن مع الأسف الشديد أن تُجابه هذه المبادرة بالمقاطعة بل وبدمٍ بارد وكأن هؤلاء اللذين تجاهلوا البادرة يريدون أن يُوهموا الشارع أنهم أصحاب الحق وأن الآخرين هم أصحاب الباطل بل أنهم المحور والآخرون هامش من هوامش محورهم مسقطين من حسابهم أن مبادرة الأخ القائد الرئيس علي عبد الله صالح تستحق المناقشة والحوار حتى لا تصل إلى مجلس النواب إلا بعد أن يستقر كافة أطراف العمل السياسي على قاعدة الوفاق والاتفاق لأنها متعلقة بنظامنا السياسي الذي نشكل نحن الأحزاب السياسية ركناً من أركانه الأساسية. إنها مبادرة تستحق التعامل معها بجدية ووضع كافة الضوابط المسئولة والجادة لإنضاجها وإخراجها إلى حيز الواقع في ظل عالمٍ تعصف به رياح العولمة التي بدأت تهب بكل قواها على بلادنا بشكلٍ خاص ووطننا الكبير بشكل عام محاولةً صهرنا كعرب وكمسلمين في نسقٍ ثقافيٍ وفكريٍ واجتماعيٍ واحد مع "مركز العولمة" وتذويب خصوصيتنا والقضاء على هويتنا مدركين إدراكا حقيقياً أن المعسكر المناوئ لثورتنا ووحدتنا يسعى بكل الوسائل على توسيع مساحة وجوده ونشر ثقافته في محاولةٍ للانقضاض على ثقافتنا المتعلقة بنظامنا السياسي وتصدير نسقه الديمقراطي المطبق في العراق وفلسطين ولبنان!!!! ومحاولة تصوير آلياته من خلال أدواته المنتشرة داخل الساحة الوطنية والقومية بأنه معسكر "تقدم ونهضة" وخاصة بعد أن تعرى في العراق من خلال استخدامه القوة لتدمير العراق وتمزيقه أرضاً وإنساناً ولا يتردد هذا المعسكر العولمي من استخدام القوة في أي مكانٍ أو جزءٍ من أجزاء وطننا واستخدام التهديد كمدخلٍ لشرذمة أقطار الأمة وتجزئة المجزأ حتى تنتصر سياسيته ويفرض إرادته. إننا ونحن نهنئ شعبنا وجماهير أمتنا نهنئ فخامة الأخ القائد الرئيس علي عبد الله صالح بعيد الثورة المباركة وبهذا الشهر الكريم شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن داعين كل القوى السياسية ألا تُغلق باب الحوار وأن تُراجع موقفها بعقلانية وموضوعية للاستجابة لدعوة الحوار التي دعا إليها الأخ القائد الرئيس علي عبد الله صالح من أجل الشعب والوطن, من أجل الحاضر والمستقبل، كما نجدد مطالبتنا حكومة بلادنا أن تتخذ الخطوات الجادة لمعالجة الغلاء ورفع هذا الكابوس عن كاهل الفقراء ومحدودي الدخل اللذين يتعرضون أكثر من غيرهم لهذه العاصفة، وأن تضع خططاً عملية تنسجم مع برنامج الأخ القائد الرئيس علي عبد الله صالح الذي أكد على "إتباع سياسة مالية متوازنة وزيادة الإنفاق الاستثماري والرأسمالي ورفع نصيب الخدمات الاجتماعية الأساسية في الموازنة العامة وتفعيل الرقابة التموينية والصحية لحماية المستهلك وتطوير وسائل نشر التوعية الاستهلاكية والتشريعات الكفيلة بتعزيز مبدأ التنافس ومنع الاحتكار وحماية المستهلك" و " الحد من البطالة ومكافحة الفقر وتوسيع شبكة الأمان الاجتماعي".إن خطواتٍ كهذه سوف تعالج هذه الاختلالات وتُعري المغرضين اللذين أرادوا خلط الأوراق داخل الساحة رافعين شعاراتٍ ضد الوحدة مزعزعين الأمن والاستقرار، وستوقف عجلة النفاق السياسي الذي استُخدم في بعض المحافظات تحت باب "التعبير عن الرأي" في وقتٍ فتح فيه أبواباً للفتنة "والفتنة أشد من القتل". عاشت الثورة اليمنية سبتمبر-أكتوبر... عاشت الوحدة... الخزي والعار للانفصال والانفصاليين ومروجيّ الفتنة ودُعاة الردة... الرحمة والغفران لشهداء الثورة اليمنية وشهداء الثورة العربية... النصر لشعبنا وأمتنا والهزيمة والموت لأعداء الثورة والوحدة والديمقراطية. حزب البعث العربي الاشتراكي القومي قطر اليمن-مكتب الثقافة والإعلام 26سبتمبر 2007م |