الصحفي والمصدر الأمني.. في ملعب أي منهما تقع الكره؟( الحلقة الثالثة) حقائق أساسية مراسلون أدلوا بدلوهم في الموضوع، حيث يقول الإعلامي مراد هاشم مراسل قناة الجزيرة في اليمن: يبدو المصدر الأمني حاضرا وسريعا بشكل لافت حينما تكون هناك حاجة رسمية لنفي خبر أو تصحيح بعض تفاصيله. ويرى أن هذا موقف سلبي جدا ليس لأنه يضع المصدر والدولة في موقع رد الفعل فقط ولكن أيضا لأنه يعكس نوعاً من العجز عن فهم متطلبات إعلامية بسيطة جدا، فما يريده المراسلون والإعلاميون عامة من المصدر الأمني عند وقوع أي حدث هو حقائق أساسية لا يمكن أصلاً إخفاؤها.. وتحديدا أن يقول ماذا وقع بالضبط وما الذي يجري.. أما بقية التفاصيل التي تخيف المصدر من الوقوع في الخطأ.. مثل من فعل ذلك؟ ولماذا؟ وكيف؟ فيمكن ترك ذلك للتحقيق لاحقا. ويتابع: ولأن المصدر الأمني يختفي تماما وقت وقوع الحدث يلجأ الصحفيون إلى شهود العيان وإلى مصادرهم الرسمية وغير الرسمية وهي مصادر قد لاتعلم كما تعلم أجهزة الأمن كل جوانب الحدث ومن ثم قد يقع هنا بعض الخطأ..ولا يعتقد هاشم أن من الإنصاف أن يظهر بعد ذلك المصدر الأمني على الجميع ليطلب منهم توخي الدقة والأمانة.. وفي الوقت نفسه يتوجه هاشم باللوم إلى قلة من الزملاء ممن يطاوعه قلمه أن ينسب بكل سهوله المعلومات ( وأحيانا الشائعات) التي وصلته أو حصل عليها إلى مصدر أمني.. وهذا لا يقبله أحد ويخالف ابسط تقاليد المهنة، ويعود إلى تحميل المصدر الأمني الجزء الأهم من المسئولية بقوله أنه لو كان المصدر موجودا ومتعاونا لما لجأ البعض تحت ضغط وسائلهم إلى عمل ذلك، أيضا- كما يختتم هاشم- هناك من الزملاء من يحصل من مصادر أمنية على معلومات بشكل شخصي وليس رسمي وعند التعاطي معها منسوبة إلى المصدر يجد نفسه ملاما من قبل جهات أمنية ورسمية أخرى!!. معلومات ريادية من جانبه الصحفي خالد الحمادي مراسل صحيفة " القدس العربي" يؤكد انه لا يوجد مصدر أمني واضح، مشيرا إلى أن الأخبار الأمنية تتم عبر وكالة سبأ وغالبا ما تكون بيانا مقتضبا تقوم وزارة الداخلية بإرساله بعد الأحداث الكبيرة، ويتابع بالقول أن العلاقة المعلوماتية غير موجودة بين الصحفي والمصدر الأمني وإن وجدت بعض العلاقات الشخصية. ويرى الحمادي أن تأخر المصدر الأمني عن الإدلاء بالتصريحات يضطر الصحفي إلى التعامل مع المعلومات الموجودة من مصادر أخرى ما يجعل تلك المعلومات في بعض الأحيان ناقصة أو مشوهة، ومن ثم يظهر المصدر الأمني مكذبا في كثير من التصريحات, ونادرا ما توجد معلومات ريادية لهذا المصدر.. وينصح الحمادي لتلافي الكثير من الاشكاليات في هذا الجانب المصدر الأمني بالمبادرة في نشر معلومات حول الأحداث الأمنية وإن كانت أولية وطالب في ختام حديثه بتعيين ناطق رسمي باسم وزارة الداخلية ملمحا إلى انه تم طرح هذا المقترح من قبل مراسلين على وزير الإعلام قبل حوالي أسبوعين والذي من جهته وعد بطرح الموضوع على وزير الداخلية. فارق جوهري أما مراسل صحيفة "البيان" الإماراتية الصحفي محمد الغباري فيبدأ حديثه بتعريف المصدر الأمني بأنه كل من يتعامل مع الصحفي معلوماتيا، منوها إلى أن الفرق الجوهري والأساسي بين مصدر أمني وآخر يكمن في كون المصدر الأمني مسئولا أو عاديا. فبينما لايعول على الثاني في اعتماد المعلومات المتعلقة بالأحداث كحقائق وكوجهة نظر، فإن الأول أو المصدر المسئول هو الذي يعتمد عليه في هذا الجانب. ويعطي الغباري الحق للجهات الأمنية المسئولة التأني في إصدار المعلومات حول الأحداث إلى حين استكمالها حتى لا تظهر التناقضات التي كثيرا ما تلحظ في تصريحات المصدر الأمني، لكنه يأخذ على الجهات الأمنية المسئولة أنها لا تعلق على الكثير من الأحداث. |