|
دور القات في اليمن إن جلسة القات أو حفلة المؤانسة مؤسسة اجتماعية راسخة في اليمن فالجلسة تبدأ من بعد الغداء وتستمر حتى ساعات المساء الأولى فكل واحد منهم يجلب معه حزمة القات فمكان جلسة القات يسمى "المفرج" فالرجال والنساء يمضغونه لكن بشكل منفصل الرجال في مكان والنساء في مكانا آخر. فاليمنيون يعاملون النساء الغربيات كالرجال. ما هي تأثيرات القات؟ من المشهور أنه يمنع الشهية للطعام والنوم والجنس. وهذا الأخير مشكوك فيه قليلا فاليمن فيها أعلى معدل للمواليد في العالم. في الواقع. ورغم هذه التأثيرات التي يحدثها إلا انك ترى الكل يريد مضغ القات. لكن تأثيراته الايجابية أكثر. فهو يساعد في خلق جو من الألفة. كما انه يخلق انطباع بزيادة الذكاء. و هذا قد يكون نوعا من الوهم. أنني مغرم كثيرا بمضغ القات (بالرغم انه أنني لم امضغه من قبل) فالهدف الثقافي هو المحادثة أثناء جلسات القات. فهذه المحادثات تمتد حتى تصبح أكثر جدية و مركزة أكثر من التي تحدث بين مجموعة من الناس في الغرب أثناء تناول كاس من النبيذ أو البيرة. غير أن محادثات القات غالبا ما تصبح حماسية تماما. فأنني لم أر قط أي تصرف عدواني كالذي قد يحدثه شرب الكحول. إذا كان مضغ القات بلاء هل يفترض علينا إنقاذ اليمنيين منه!! و إذا كان من الطقوس الاجتماعية الخيرية !! هل يفترض أن يكون متفق عليه وان يتكيف معه الناس؟ اعتقد انه ليس هناك إجابة شافية. ما عرفته كنتيجة من زيارتي لليمن هو أنني سأفكر دوما بالنعناع البري كنوع من القات لأمضغه باعتباره كالقات. يعد القات عقار غير مشروع في الولايات المتحدة. وفي المملكة العربية السعودية يمكن أن تؤدي حيازته إلى العقوبة بالسجن لمدة 30عام ولكن في اليمن يستخدم بشكل علني وشائع. استنادا لإحدى الدراسات التي تقول أن 91 % من الرجال اليمنيين و59 % من النساء يمضغون أوراق القات بطريقة منتظمة. فاستهلاك القات في الواقع على نطاق واسع في اليمن ومن المستحيل أن تعرف هذه البلاد دون أن تعرف القات. فهناك سؤال يطرح نفسه، هل القات ضار؟ في الصحافة الغربية يوصف القات بأنه مخدر. والاختصاصيين في هذا المجال يؤكدون انه غير مخدر فهو يحتوي على مادة شبة قلوية لها آثار مماثلة ولكنها اقل تأثيرا من مادة الاميفيتامينات. وفقا لما قالته مؤلفة كتاب" Shelagh Weir" ان القات مادة لا تسبب الإدمان على الرغم من انه غالبا يؤدي إلى هذا الافتراض " وكتبت أيضا "إن دور القات ربما يشبه دور الكحول في الغرب لكن ليس هناك ما يدل انه ضار جسديا واجتماعيا". إن كلامها هذا نشر في "صحيفة انفورماشن" حول القات الذي وزع على السياح الأمريكيين طوال عقد الثمانينيات في السفارة الأمريكية في الشمال قبل الوحدة. فالدبلوماسيون الأمريكيون يرون أن القات ليس ضارا ويعلمون انه إذا كنت تريد أن تقضي مهمة مع اليمنيين يجب عليك أن تمضغ القات معهم في اجتماعهم العادي في جلسات القات بعد الظهر. إذا كنت تريد أن يكون هذا العمل منجزا بشكل أسرع. *مارك كاتز أستاذ السياسة والحكم في جامعة جورج ماسون *المصدر/ (Middle East Times) |