انتخاب المحافظين ومشعلو الحرائق حسم فخامة الرئيس ألأمر وقرر المضي بانتخابات المحافظين ,ليس هناك ما يدعو للتردد أو الخوف من هذه الخطوة التي تضمنها البرنامج الانتخابي لفخامته وحصل بموجبه على ثقة الشعب في الأنتخابات الرئاسية في الـ20 من سبتمبر 2006 . وبإقرار مجلس النواب التعديلات القانونية لأنتخاب المحافظين عن طريق أعضاء المجالس المحلية المنتخبون وتحديد يوم ال27 من ابريل 2008 لانتخاب محافظي المحافظات تكون هذه الخطوة قد بلغت حدا متقدما لا يمكن التراجع عنه. ولأن كان المتخوفون من هذه الخطوة قد تراجعوا عن خوفهم وأيدو الخطوة وانتقلوا لمرحلة المشاركة الفعلية التي لابد منها فان هناك طرف أخر لم يعجبه ولم يرق له أن يرى انجازا ديمقراطيا يتحقق في ارض الواقع فبدءوا باستخدام أسا ليبهم المعروفة تارة بالتشكيك وتارة بالتخويف أو التشويه بل أن منهم من انتقل إلى مرحلة السعي للإعاقة لهذه الخطوة الجبارة فبدؤوا بإثارة مشاكل شتى لاعلاقة لها بما يدعون وهم بذلك يخلطون بين المطالب الحقوقية التي لا نختلف عليها وبين ما يخفونه من سعي حثيث لإثارة المشاكل وإعاقة العملية الديمقراطية وتوجهات القيادة السياسية للإصلاح السياسي. قد يبدوا الأمر عاديا إذا كان الأمر يصدر من مواطنين يشكون من شظف العيش وقلة الدخل ويعانون من ارتفاع الأسعار لكن ماذا يكون الأمر عندما يصدر التوجه للإعاقة من جهات وكوادر أكاديمية ينتظر منهم أن يكونوا عونا للقيادة السياسية في التغيير نحو الأفضل بل أنه معول عليهم تبني ودعم عملية البناء المؤسسي للدولة وقيادة المجتمع ,ومن المفارقات العجيبة أن من بين هؤلاء من أصم أذاننا صراخا مدعيا أنه مع توجهات فخامة الرئيس وأنه ينا ضل لإرساء دعائم النظام السياسي الديمقراطي بل وتزايد بأشكال مختلفة بأنها ضد الفساد والمفسدين بينما هي نفسها تمارس الفساد وان بطرق مختلفة لكنها أكثر إفسادا وأشد وطأة على الحاضر والمستقبل. ما بالكم بمن يسعى لعرقلة العملية الديمقراطية وإثارة مشاكل وقضايا يمكن أن تحل بالحوار مع جهات الاختصاص ,. هل يمكن أن يكون الطريق لتحقيق المصالح والمأرب هو طريق الإثارة والبلبلة وإشاعة روح العداء , بينما طريق الحوار ونهج التسامح الذي كرسه الرئيس /علي عبد الله صالح أثبت أنه الوسيلة الأنجع والسلاح الأقوى في مواجهة التحديات وتخطي الصعاب. إننا اليوم أمام تحد كبير إما أن نكون أو لا نكون اما أن نثبت أننا فعلا ديمقراطيون ونتقبل أراء الآخرين ونسعى لترسخ النهج الديمقراطي الذي على أساسه قامت الوحدة اليمنية وتر سخت جذورها من خلال العديد من الانتخابات الديمقراطية التي أجريت منذ العام مطلع التسعينات وحتى اليوم وشهد العالم بجديتها ونزاهتها .. نحن أمام منعطف تاريخي تشهده اليمن بانتخاب محافظي المحافظات ومايليها من انتخابات أخرى لمديري المديريات لنبني بذلك أسس ومداميك السلطة المحلية , ليتحمل الجميع مسئولياته بعيدا عن الدعاوي وتحميل الآخرين المسئولية... أن المواقف ولأفعال هي التي تثبت اليوم من هو فعلا مع النهج الديمقراطي ومن هو ضده من هو مع الوطن ومن هو ضده والأيام هي الكفيلة بكشف الحقائق وتوضيح الأمور.... والله المستعان... وغدا نلتقي. *أستاذ مساعد - أمين عام نقابة أعضاء هيئة التدريس [email protected] |