مباحثات يمنية أمريكية مكثفة بشأن عودة معتقلي اليمن بجوانتانامو

الخميس, 03-يوليو-2008

المؤتمرنت -
مباحثات يمنية أمريكية مكثفة بشأن عودة معتقلي اليمن بجوانتانامو
كثفت اليمن من مباحثاتها مع السلطات في الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص موضوع المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو والترتيبات المتعلقة بإجراءات تسلمهم في ضوء المباحثات الجارية بين الحكومة اليمنية ونظيرتها الأمريكية منذ مطلع العام الجاري .

وفي هذا الصدد بحثت وزيرة حقوق الإنسان الدكتورة هدى ألبان مع رئيس دائرة شؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والمنظمات الدولية في مجلس الأمن القومي الأمريكي بالبيت الأبيض مايك كوزاك موضوع عودة المعتقلين اليمنيين من قاعدة غوانتانامو.

واستعرض المسئول الأمريكي من الوزيرة ألبان دور وزارتها فيما يتعلق بتحسين وضع السجون و المساجين ووضع حقوق الإنسان في اليمن.

وتزامنت المباحثات التي أجرتها وزيرة حقوق الإنسان على هامش مشاركتها في مؤتمر دولي حول المرأة عقد مؤخراً في العاصمة الأمريكية واشنطن ،مع مباحثات أجريت في العاصمة صنعاء بين وفد من وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين ومسئولين يمنيين.

وبحث وزير الأوقاف والإرشاد حمود الهتار خلال لقائه أمس الأول وفد وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين الترتيبات الخاصة بنقل المعتقلين اليمنيين بمعتقل جوانتانامو لتسليمهم إلى اليمن .

ووفقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية فقد جرى خلال اللقاء مناقشة الجوانب المتصلة ببرنامج الحوار مع المعتقلين بعد عودتهم إلى اليمن بمايكفل إعادة دمجهم في المجتمع.

واستعرض وزير الأوقاف والإرشاد الترتيبات التي اتخذتها اليمن لاستقبال مواطنيها المعتقلين والاستعدادات الخاصة بإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع.

وطالب الوزير الهتار الولايات المتحدة سرعة إعادة المعتقلين اليمنيين إلى اليمن . معربا عن ثقته في أن الحوار الذي سيجرى مع المعتقلين بعد عودتهم سيسهم في تصحيح أية مفاهيم مغلوطة غرست في أذهانهم وتتنافى مع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف التي تحثنا على الوسطية والاعتدال و تنهى عن التطرف والغلو والأعمال الإرهابية بكافة أشكالها الأمر الذي يكفل إعادة دمجهم في المجتمع ويضمن أن لا يشكلون أي خطراً على اليمن أو أي دولة أخرى مستقبلا.

في غضون ذلك جدد وكيل وزارة حقوق الإنسان علي صالح تيسير خلاله لقائه الوفدين الأمريكيين اليوم, مطالبة اليمن للولايات المتحدة بتسليمها جميع المعتقلين اليمنيين بجوانتانامو واستعدادها لمحاكمة كل من تتوفر أدلة تثبت تورطه بالإرهاب .

وأوضح أن الوزارة قامت بترتيب التواصل بين عدد من المحامين الأمريكيين المدافعين عن المعتقلين في جوانتانامو وأسر المعتقلين اليمنيين وتحرص دوما على متابعة أوضاع المعتقلين اليمنيين و قضاياهم الإنسانية.

وأشار الوكيل تيسير إلى أن جهود اليمن لم تقتصر على تعقب العناصر الإرهابية وضبطها وتقديمها للقضاء لمحاكمتها بل تفردت بانتهاج برنامج للحوار من قبل فضيلة المشائخ العلماء مع العناصر المغرر بهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة التي غرست في أذهانهم وإعادتهم إلى جادة الحق والصواب.

وقد أثنى أعضاء الوفد الأمريكي على توجهات اليمن بشأن تطوير التشريعات القانونية المتعلقة بمكافحة الإرهاب .. منوهين ببرنامج الحوار الذي تبنته اليمن مع المغرر بهم من العناصر المتهمة بالأعمال الإرهابية .

وكان سفير اليمن في واشنطن عبدالوهاب عبدالله الحجري،بحث الاسبوع الماضي مع ممثلي فريق محاميي المعتقلين اليمنيين بغوانتانامو أخر التطورات و أهم المعطيات الخاصة بملف المعتقلين اليمنيين بالقاعدة الأمريكية،وذلك في أطار مساعي القيادة السياسية و الحكومة اليمنية للإفراج عن المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو و إعادتهم إلى أرض الوطن.

وخلال اللقاء الذي عقد الثلاثاء الموافق 24 يونيو 2008م بمقر البعثة اليمنية بواشنطن أشاد المحامون الأمريكيون بجهود و مساعي الحكومة اليمنية الحثيثة للإفراج عن موكليهم اليمنيين في قاعدة غوانتانامو العسكرية.

و نوه المحامون بأهمية قرار المحكمة الدستورية العليا الأمريكية الصادر مؤخراً و الذي نص على حق معتقلي غوانتانامو في الطعن قضائيا في قانونية اعتقالهم أمام المحاكم المدنية الأمريكية بموجب الدستور الأمريكي.

من جانبه أشار السفير الحجري الى أن الحكومة اليمنية سلمت السفارة الأمريكية بصنعاء برنامجاً متكاملاً لإعادة تأهيل المعتقلين العائدين من غوانتانامو، مضيفاً أنه خلافاً لما تشير إليه الصحافة فإن اليمن تسعى ملياً لعودة مواطنيها.
و أعتبر الحجري بقاء المعتقلين اليمنيين بدون توجيه اية تهم إليهم بالرغم من قرار المحكمة الأمريكية العليا بمنح المعتقلين حق استئناف قرارات اعتقالهم أمام المحاكم المدنية الأمريكية أمراً مخالفاً للأنظمة و التشريعات الدولية.

ووجه المحامون انتقادات للإدارة الأمريكية في تعاملها مع ملف المعتقلين اليمنيين معلقين أمالهم بأن لا تقف السياسات الداخلية (الأمريكية) كحجر عثرة في طريق عودة المعتقلين مع العلم بأنهم يمرون بظروف قاسية لما يزيد عن الستة أعوام إلى يومنا هذا.

وأدى قرار المحكمة العليا إلى بروز انقسام في السلطة القضائية الأمريكية حول إيجاد حلول ومبررات لإبقاء المعتقلين الأجانب بغوانتانامو بدون توجيه أية تهم رسمية لهم .

وكان اليمن أعلن في مارس الماضي عن إعداد برنامج لإعادة تأهيل المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو بعد تسلمهم من الولايات المتحدة الأمريكية ،وتم تسليم تفاصيل البرنامج إلى السلطات الأمريكية عبر سفارة واشنطن في صنعاء.

وقالت مصادر مطلعة إن اليمن أعدت برنامجاً لإعادة تأهيلهم فكرياً وثقافياً وإدماجهم في المجتمع. مشيرة إلى أن البرنامج أيضاً يشمل الحوار الفكري والديني لتصحيح المفاهيم المغلوطة من خلال عقد جلسات حوار يديرها علماء ومشائخ دين متخصصين من لجنة الحوار الفكري التي تمكنت خلال السنوات الماضية من إقناع الكثير من المتشددين بالتخلي عن الأفكار المتطرفة والعودة إلى جادة الصواب وبما ينسجم والقيم الإسلامية لديننا الحنيف المرتكزة على الوسطية والاعتدال.

وأشارت المصادر إلى أن البرنامج المعد كفيل بتأهيل المعتقلين اليمنيين وإدماجهم في المجتمع إنطلاقاً من حرص القيادة السياسية والحكومة اليمنية في متابعة وحل قضايا المواطنين اليمنيين.

وتؤكد السلطات اليمنية أن واشنطن تحاول فرض شروط معينة على اليمن فيما يخص مطالب الأخيرة بتسليمها المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو .

وأبدى الرئيس علي عبدالله صالح في حواره الصحفي الأخير الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ) الأسبوع الماضي استغرابه من السياسية الأمريكية فيما يتعلق بمطالب اليمن تسليمها معتقليها في جوانتانامو ،حيث قال الرئيس "نحن عملنا على مسارين في الحرب ضد الإرهاب المسار الأول الترغيب لمن يريد أن يتخلى عن الإرهاب ويعود كمواطن صالح في المجتمع نعطيه الأمان بشرط أن يبتعد عن تنظيم القاعدة وفي نفس الوقت يوفر لنا ذلك معلومات لمتابعة العناصر المتشددة، الشق الآخر هو المسار الذي نتابع عبره عناصر القاعدة بقوة وبحزم.

وأضاف : الولايات المتحدة الأمريكية كانت في البداية غير راضية عن الحوار مع القاعدة وهم يعتقدون بأن الحوار وإصلاح هذه العناصر خطأ في الوقت الذي نجري فيه الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية حول تسليمهم العناصر اليمنية المحتجزة في معتقل غوانتانامو وقالت الولايات المتحدة الأمريكية سنسلمكم إياهم لكن نريد منكم أن لا تلحقوا بهم ضررا وأعيدوا تأهيلهم وهم يفرضون شروطاً لإعادة تأهيل هذه العناصر ومن ضمنها إقناع هذه العناصر بالتخلي عن العنف والحقيقة نحن في حيرة من السياسة الأمريكية لان العالم يتابع ما يجري لهؤلاء المحتجزين في معتقل غوانتانامو.

وناشدت نقابة المحامين في اليمن في ختام مؤتمرها العام الخامس المنعقد الأسبوع الماضي الحكومة وكافة المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني والمهتمين بقضايا حقوق الإنسان تكثيف الجهود وممارسة الضغوط على الحكومة الأمريكية من أجل إطلاق سراح المعتقلين اليمنيين في معتقل جوانتانامو خاصة وان اعتقالهم يأتي بالمخالفة لكافة المبادئ والأعراف والمواثيق المتعلقة بحقوق الإنسان.

وكانت اليمن تقدمت بطلب رسمي إلى الولايات المتحدة الأمريكية بتسليم المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو بأسرع وقت، كما أكدت استعدادها محاكمة أي شخص منهم يتم تسليم أدلة أو براهين تؤكد تورطه في ارتكاب أعمال عنف أو إرهاب .
وقوبل ذلك الطلب بموافقة مبدئية من قبل السلطات الأمريكية على تسليم اليمن (13) من المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو كدفعة أولى ستليها دفعات أخرى .

وقالت مصادر يمنية رسمية :إن أمريكا ستسلم اليمن 13 شخصاً من المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو على أن يتم تسليم بقية المحتجزين على دفعات وعلى أن يتم محاكمة أي شخص بثبت تورطه في أعمال إرهابية واستكملت الأدلة ضده ووفق الإجراءات القانونية اليمنية بحيث يتم إحالة أي متهم إلى المحاكم على أساس المصوغات وأدلة الإدانة.

وكان وفد أمني من اليمن زار مؤخراً معتقل غوانتانامو والتقى بـ86 معتقلاً يمنياً واطلع على أوضاعهم .
يذكر أن زهاء 90 معتقلاً يمنياً يقبعون في سجن جوانتانامو للاشتباه في علاقتهم بتنظيم القاعدة وحركة طالبان دون أن يقدموا للمحاكمة أو توجه إليهم أي تهم من قبل السلطات الأمريكية .