![]() يستعجلون قيام الساعه !! في الوقت الذي يعاني فيه بعض سكان الأقطار العربيه والإسلاميه من المجاعه في هذا الشهر الكريم عند الله وفي معظم شهور السنه ، والبعض الآخر يعاني من مخاطر السكن في المناطق العشوائيه وعلب الصفيح في فصلي الصيف والشتاء على حد سواء ، في الوقت ذاته تطالعنا بعض القنوات الفضائيه (العربيه) وعلى مدار شهر رمضان بالتحديد ، بعدد هائل من الإعلانات عن كم من المشروعات العقاريه تفوق في إعلاناتها مساحيق التجميل والشامبوهات والمشروبات والمواد الغذائيه . ومن تلك المشروعات المعلن عنها مايفوق السحاب طولاً ، ومنها مايزيد عن المدن المزمع انشاؤها فيها مساحةً ، حتى حدى بالبعض منها الى ردم البحر وانشاء جزر صناعيه بديله لاستيعاب ما لم تستطع المدن على استيعابه ، وكأنهم بذلك يستعجلون قيام الساعه . والأغرب من ذلك أن مابني من تلك المشروعات ، وماهو جاري أو مخطط لبناؤه ، يفوق في استيعابها عدد سكان المناطق التي بنيت عليها ، وبتصاميم وأسعار لايقدر علي شراؤها إلا من يمتلكون في الأصل سكناً يفوق المستوى العادي . وإذا كان ولابد من تصريف أموال الطفره النفطيه الأخيره بالإستثمار في تلك المشروعات ، ( مجبرين أو متكاسلين ) عن الإستثمار في مشروعات أخرى غير العقار ، فلماذا لايخصص (جزء من تلك الإستثمارات أو حتى زكاتها) في مشروعات بناء وحدات سكنيه يستفيد منها محدودي الدخل أو من هم أحق بالسكنى ممن يشاركونهم الوطن والجوار والعروبه والاسلام ، وبتصاميم وأسعار تضمن لهم هامشا ربحيا ، أقدر على حسابه من قام بدراسات جدوى التكاليف والأرباح الخاصه بالمشروعات الكبيره ، خاصة وأن قوانين بعض الدول العربيه تساهم في منح الأرض بالمجان عند الإستثمار في مثل هكذا مشاريع ، وبالتالي توفير تكاليف ردم البحار وتكسير الجبال ، مع العلم أن مشاريع صغيره كهذه يمكن بناؤها وتحصيل قيمتها حتى وإن كان بالتقسيط ، خلال نفس الفتره التي يتطلبها فقط بناء المشروعات الكبيره . وإذا حالت البيروقراطيه والروتين والموانع المعروفه للجميع ، دون قيامهم بذلك إذا قرروا ، فابإمكانهم حينها الإعلان عن ذلك صراحة ، وتحديد الجهه المسئولة عن ذلك ، حتى يمكنهم الخروج من دائرة اللوم والواجب المفروض عليهم دينياً حسب تصنيف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لشروط المؤمن الكامل . عندها يمكنهم مساعدة إخوانهم بإستيعاب العاطلين منهم في مشروعاتهم الحاليه ، وإحلالهم بدل العاملين (العجم) ، خاصة وأن كثير من أعمال البناء لاتتطلب الحصول على شهادات أو كفاءات عاليه ، بالقدر الذي يتطلبه الحفاظ على هويه أبناء أصحاب تلك المشاريع الكبيره والأمن القومي لبلدانهم . [email protected] |