الهاجس لم يكن النقاش السياسي الذي دار خلال الفترة من 18أغسطس العام الماضي إلى اليوم أكثر من زوبعة في فنجان أحدثها اللقاء المشترك الذي حاول إقناع الرأي العام والمنظمات الدولية بأن المؤتمر أنقلب على الاتفاق الذي أعد بنوده اللقاء المشترك دون أن يعترض المؤتمر الشعبي العام على حرف واحد منه ، وحاولت أحزاب المشترك خلال الفترة الماضية أن تمارس الزيف والمغالطات حتى باتت هي نفسها تصدق مغالطاتها. ويبدو أن القيادات داخل اللقاء المشترك تحاول أن تغطي فشلها وعدم قدرتها على استيعاب المستجدات ولا تحسن التعامل معها ، إما لقصور في الفهم السياسي أو لانعدامه فالذي حدث يوم 18أغسطس2008م أن قيادات أحزاب اللقاء المشترك صحت من نومها بعد كابوس خيم طوال الليل وهاجس شيطاني أوحى إليهم أن ما طرحوه للاتفاق لم يستوعب أي شئ جدي من الإصلاحات الانتخابية - حسب زعم الهاجس الشيطاني الذي اعترف به محمد المقالح -أحد قيادات الحزب الاشتراكي ، ونشره في صحيفة الثوري لسان حال الحزب الاشتراكي اليمني. إن هذا الهاجس الشيطاني الذي سيطر على قيادات أحزاب اللقاء المشترك في وقت واحد أربكهم جداً وأخرجهم من نومهم مذعورين لا يحسنون التصرف مع ما طرحوه للاتفاق وظلوا حتى ساعات متأخرة من نهار يوم 18أغسطس2008م في حالة هوس وحيرة ، تمنوا خلالها لو بقي يوم آخر لكي يناموا من جديد ثم يستفسروا عن الهاجس الشيطاني الذي أربكهم عن كيفية الخروج من هذا الهوس وضغطوا بكل قوة من أجل التأجيل يوماً أخر، غير أن رئيس كتلة التجمع اليمني للإصلاح كان قد حسم الأمر في اليوم السابق بأن قدم باسم أحزاب اللقاء المشترك الأيمان المغلظة وأشَهَد الله والشعب والعالم على ذلك وأنه في حالة عدم وفاء هذه الأحزاب بما طرحته هي من اتفاق فإن المؤتمر الشعبي العام ومجلس النواب في حل من أمره ، ولما لم يجدوا مبتغاهم جاءهم هاجس النهار ليقول بلسانهم : إن المؤتمر الشعبي العام وكتلته النيابية انقلبت على الاتفاق التي طرحته أحزاب اللقاء المشترك وظلوا يدندنوا على هذا الهاجس بل وصدقوه دون أن يضبطوا إيقاعه بين الأعضاء حتى لا يتسرب الاعتراف بالفشل إلى جماهير الشعب التي أدركت حقيقة الأمر منذ لحظة انقلاب المشترك على الاتفاق ، ثم جاء اعتراف المقالح أخيراً من داخل هذه الأحزاب ،ليكشف حقيقة هذه الأحزاب التي تعتمد على الإيحاءات والإملاءات وليس على أهداف إستراتيجية حقيقية تلامس هموم الناس وتطلعاتهم وتصون التجربة الديمقراطية في اليمن وتعمل على المساهمة في تحديثها . ولئن كانت أحزاب اللقاء المشترك خلال الفترة الماضية قد سعت لدى المنظمات الدولية وحاولت الاستقواء بها على إرادة الناخبين اليمنيين الأحرار ، إلا أن الشعب قد أدرك الحقيقة منذ اللحظة الأولى ولم يصدق ما تطرحه أحزاب اللقاء المشترك التي تحلم بالوصول إلى السلطة بأي ثمن وبأية وسيلة. وقد أدرك الشعب هذا التوجه ومخاطره ، ولأنه صاحب المصلحة الحقيقية في الانتخابات فإنه مهما حدث من توافق إلاَّ انه يعرف لمن يمنح الثقة وأين يضعها وعمن يحجبها ، كما أن الشارع على يقين أن هذه الأحزاب تجيد التواصل مع المنظمات الدولية وتستقوي بها ولا تجيد التخاطب مع الجماهير بل تستهين بإرادة الناخب ، الأمر الذي يرفضه الشعب جملة وتفصيلا . ولأن أحزاب المشترك لا تحترم إرادة الناخب وقد بان إفلاسها جماهيرياً ولم تعد تحضى بالقدر الكافي من الاحترام الشعبي لخوض الانتخابات دون الدخول في اتفاقات خارج إطار الدستور والقانون ، فإنها ستستمر في الاستقواء بالمنظمات الدولية على المواطن اليمني ، ولذلك ينبغي التنبه لمثل هذا التوجه والعمل على فضحه وتوعية الناخب بمخاطر ذلك على مستقبل اليمن .. |