منصور يدعو لإنشاء فضائيات تقدم الإسلام الحقيقي للعالم قال مندوب اليمن الدائم لدى جامعة الدول العربية ورئيس مؤسسة المنصور الثقافية للحوار بين الحضارات الدكتور عبد الملك منصور إنه في عصر الفضائيات والشبكات المعلوماتية لم يعد الإعلام كما كان حاملاً محايداً لمضمون ثقافي بل هو محور الصناعات الثقافية وأساس الاستراتيجيات المعرفية ومرتكز العلم . وأضاف في ورقة عمل قدمها في مؤتمر الإعلام المعاصر بين حرية التعبير والإساءة للدين تحت عنوان الإعلام الثقافي الإسلامي الرشيد خصائصه ومتطلباته أن التمييز بين وسائل الإعلام ووسائطه المتمايزة الذي كان قائماً لم يعد له معنى منذ أن اتحدت الكلمة والصورة والنص في الشبكة العنكبوتية من خلال تقنيات الإتصال الجديدة . وقال إن الوضع الجديد طرح على المسلمين تحديات جديدة خطيرة في مرحلة يتركز النظر على المسلمين خصوصاً بعد أحداث (11) سبتمبر التي كانت هزة رهيبة كشفت عن عمق الهوة التي تفصلنا عن الغرب استغلها أعداء ديننا وأمتنا لإطلاق كل أشكال الدس والتشويه على ثقافتنا وقيمنا وتراثنا . موضحاً أن استعراض أشكال الخطاب السائد لدينا يبين أن ردة الفعل لدينا لا تزال محدودة وهشة التأثير لم تصل إلى مستوى التحدي وجديته . وصنف الدكتور عبد الملك الخطاب السائد حول الإسلام بين اتجاهات ثلاثة : خطاب تمجيدي ، صدامي ، تقليدي تراثي . وقال إن الخطاب التمجيدي تغلب عليه العاطفية والانطباعية الوجدانية وينبع من حرارة الإيمان ووشائج الولاء للمعتقد أساسه التقديس أما الصدامي تغلب عليه الحدة ولغة الصراع لا يرى في الأخر إلاَّ العداوة ويتوهم المؤامرة في كل رأي وموقف يعتبر الأمة محاصرة بالأعداء من كل ناحية والدين مستهدفاً دوماً بالدس والتشويه ، الخطاب التقليدي التراثي عاجز عن فهم مستجدات العصر ومتغيرات التاريخ يختصر الإسلام في بعض تأويلاته وتفسيراته ويبسط القداسة على ما ليس سوى فهم محدود ونظر مخصوص . وأشار إلى أن الخطاب الإعلامي الرشيد يتميز بخصائص محورية تتمثل في إبراز الإسلام في بعده الإنساني وجانبه التنويري . واستعرض آليات الخطاب الإعلامي الرشيد والتي وزعها على ثلاث آليات في الإعلام الفضائي والوسائط المعلوماتية والترجمة . ودعا إلى ضرورة إنشاء قنوات فضائية ناطقة بعدة لغات تتوفر فيها مقاييس العالمية والمهنية لتقدم الصورة الناصعة للإسلام في أبعاده . وقال إن حضور الثقافة العربية الإسلامية في الوسائط المعلوماتية هامشي وضعيف وأنه يتعين تصميم مواقع جذابة وثرية تعرض مادة إعلامية رصينة باللغات العالمية الأساسية وتفتح نوافذ للحوار الموضوعي مع الآخر . موضحاً أن حركة الترجمة لا تزال ضعيفة ومحدودة التأثير في السياق العربي الإسلامي مما يفسر عجزنا الفادح عن إبلاغ صورتنا الموضوعية للآخر . وأكد أن تجديد الخطاب الإعلامي الإسلامي الرشيد يقتضي في آن واحد العمل على تجديد الخطاب الثقافي والحضاري الذي هو مضمونه والتفاعل الإيجابي مع إستراتيجيات الإعلام البديل المطروحة في السياق العالمي الذي تنتمي إليه . |