الجمعة, 23-مايو-2025 الساعة: 11:19 ص - آخر تحديث: 03:10 ص (10: 12) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
بالوحدة تسقط كل الرهانات
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الوحدة امتداد طبيعي لهويتنا اليمنية الوحدوية
قاسم محمد لبوزة*
لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة
غازي أحمد علي محسن*
الذكرى السنوية ليوم الوحدة اليمنية المباركة
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
الوحدة.. الحدث العظيم
محمد حسين العيدروس*
مايو.. عيد العِزَّة والكرامة
عبيد بن ضبيع*
في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر
إياد فاضل*
الوحدة التي يخافونها..!!
د. عبدالوهاب الروحاني
الوحدة اليمنية عهد لا ينكسر وأمل لا يموت
عبد السلام الدباء*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - حنان محمد فارع
حنان محمد فارع -
التمكـين الحقيقـي للمـرأة
من المؤسف اليوم أن نشاهد من لا يزال يسأل: هل عمل المرأة حلال أم حرام؟!هل الاختلاط جائز أم لا؟! هل يحق للمرأة اختيار شريك حياتها أو لا؟!هناك من يتحدثون لساعات عن فضائل بقاء المرأة داخل البيت ومنع خروجها خوفاً من إشاعة الفواحش ونشر الرذيلة ومساوئ الأخلاق .. هكذا بقيت المرأة مقيّدة بموروث اجتماعي - ثقافي يكرس أنوثتها ويرسخ الصورة النمطية عنها، لاغياً إنسانيتها وفاعليتها في المجتمع.

ثقافة «الحريم» أو «المكلف» التي جعلتها أسيرة خانات معتمة بعيدة عن المشاركة الفعلية في مناحي الحياة والوقوف في وجه طموحها وإرغامها على الاكتفاء بالدور التقليدي وانتزاع حقوقها وقدرتها على الاستقلال بقراراتها وتقويضها وعرقلة كل خطواتها من الأهل والمجتمع ككل خوفاً من عواقب خروجها من تحت السيطرة بدلاً من الدفع بها إلى الأمام للبحث عن فرص لمستقبل أفضل.

بالمقابل انعكست هذه الموروثات في نظرة المرأة لذاتها وتقدير إمكانياتها وإيمانها بقدراتها، وعملت على التجانس مع هذا الوضع والقبول به باعتباره أمراً طبيعياً، واستساغت في داخلها الخوف والخنوع والتبعية، وأصبحت تنفعل وتتأثر وتتشكل بما يعزز سلبيتها وهامشيتها.

إدراك بعض القوى حاجة المجتمع للمرأة والاستفادة من نصفه المعطل جعلته يهتم بشؤونها وتعزيز دورها في المشاركة المجتمعية والتمتع بالفرص المتكافئة مع الرجل على اعتبار أنها مواطن كامل الحقوق، وإيجاد الوسائل الكفيلة لتمكينها على كافة الأصعدة؛ نابعاً من كونها الأقل حظاً في الحصول على حقوقها في الوقت الذي تعد شريكاً أساسياً في جميع ميادين الحياة، حيث وجدت فجوة واسعة بينها وبين الرجل ناتجة عن مواجهتها لنظام اجتماعي يحد من قدراتها وإمكانياتها وليس عن نقص في كفاءتها.

إن مفهوم التمكين يقصد به الدفع بالمرأة للمشاركة الفاعلة والإيجابية في دوائر صنع القرار وتوفير الوسائل الثقافية والمادية والمعنوية والتعليمية لتمكينها وإتاحة فرص الحياة أمامها، وتحرير إرادتها وتوسيع خياراتها وتطوير قدراتها بحيث تصبح النساء قادرات على تنظيم أنفسهن واكتساب المعرفة والخبرة والاعتماد على النفس وتأكيد حقهن في الاختيار المستقل ومحو تبعيتهن للآخر، ومناهضة أشكال العنف والتمييز ضدهن مما يؤدي إلى إحداث طفرة واسعة وتحسين الأوضاع عبر الحد من الفقر وتوفير برامج للقضاء على أميتها وإتاحة فرص أكبر لتعليم الفتيات في المدارس والحد من ظاهرة التسرب المبكر للفتيات وتقديم الخدمات الصحية اللازمة وتسهيل حصولها على القروض الميسرة والوصول إلى الأسواق وإدماجها في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

نتيجة قلة الوعي والمعرفة بدورها الإنساني تعتبر مسألة بناء الوعي والتغيير الجذري في نظرة المرأة لنفسها وحقوقها ونظرة المجتمع لها والتصدي للمعتقدات التقليدية المسيئة لها وتصحيح المفاهيم الاجتماعية المغلوطة والأفكار الجامدة التي تنظر بقصور للمرأة وتغيير القناعات الخاطئة هي خطوة لا يمكن تجاوزها واستباقها.

قد تكون عملية بطيئة لكنها عميقة، ففي ظل غياب الوعي وعدم فهم الدور الحقيقي للمرأة في كافة نواحي الحياة حتماً سيفشل أي برنامج يسعى للتمكين الحقيقي كونه تجاوز سلم الأولويات والتركيز على الأصل، كما أن التشريعات القانونية المنصفة لحق المرأة تلعب أيضاً دوراً أساسياً في تقوية مركزها واحترام المجتمع لها.

التمكين الحقيقي ينطلق أولاً وأخيراً من أن المرأة (إنسان) ويخلق بيئة تساعدها على إدراجها في الحياة العامة وينفي تهميشها وإقصاءها اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً.











أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025