|
دفاعاً عن الوطن دفاعاً عن حرية الإعلام ليس هناك ما يوجب أن يطالب بعض أعضاء حزب التجمع اليمني للإصلاح في مؤتمرهم الرابع الذي اختتم أعماله يوم أمس في صنعاء بإنشاء قناة تلفزيونية فضائية خارج الوطن، لأن هكذا محطة ستكون بالضرورة محمولة بشبهات الإساءة إلى الوطن لأنها ستبث برامجها من الخارج إلى الداخل، والإساءة إلى حرية الإعلام لأنها قناة حزبية أيديولوجية ذات بعد واحد. نحن نؤمن بأن حزب التجمع اليمني للإصلاح وطني حتى وأن كان لا يؤمن بالوطنية التي ينكرها الاخوان المسلمون ودعاة العودة إلى نظام الخلافة، ونؤمن أيضاً بأنه ليس معادياً للوطن.. وإذا كان حزب «الإصلاح» يريد أن يشكل سابقة لا مثيل لها بامتلاك قناة فضائية حزبية فمن حقه أن يتقدم بطلب إنشاء محطة طبقاً للدستور والقانون في الجمهورية اليمنية وتحديد أهدافها واتجاهاتها وسياستها. وإذا كان هذا الحزب يسعى (كما يقول) لرأب الصدع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو يخالف بهذا المسعى نهجه المعلن، ويندرج في لعبة مجاراة الأحزاب «العلمانية» لكي يكون له قبول. يقيناً أن هذا المسلك خطأ فادح.. وعلى حزب «الإصلاح» التريث والتحلي بالعقلانية، ومراعاة ما تفرضه المسؤولية الوطنية، خاصة وأن لدى حزب «الإصلاح» كما هو لدى بقية الأحزاب ما يمكن ان يعبروا بواسطته عن آرائهم واتجاهاتهم عبر المؤسسات كمجلس النواب ومجلس الشورى ومنظمات المجتمع المدني ووسائل النشر والصحافة وغيرها من الوسائل المشروعة. في النظم الديمقراطية الحقة لا توجد قنوات فضائية حزبية وأيديولوجية، لأن وجود مثل هذه القنوات يفتح الباب للنزعات الطائفية وهيمنة الرأي الواحد.. وقد حدث في لبنان ما يشبه ذلك فكان خطراً على الوحدة الوطنية وعلى الديمقراطية في آن واحد، الأمر الذي استوجب تقنين امتلاك القنوات الفضائية بحيث تصبح شركات مساهمة تحول دون الهيمنة الحزبية عليها، وتجنب الناس مخاطر التعصب الطائفي والتشرذم الفئوي الذي يضعف الوحدة الوطنية ويثير النزاعات الداخلية والحروب الأهلية. *14 أكتوبر |