الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:05 ص - آخر تحديث: 02:18 ص (18: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المستقبل للوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
البروفسور وهيب عبدالرحيم باهديله في رحاب العُلماء الخالدين
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
14 أكتوبر.. الثورة التي صنعت المستحيل
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
زخم الثورة وحاجته لسلوكٍ ثوري
إياد فاضل*
خواطر في ذكرى تأسيس الموتمر الشعبي العام
د. أبو بكر عبدالله القربي
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
رؤية وطنية تلبّي احتياجات الشعب
أحلام البريهي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
ثقافة
المؤتمر نت -

المؤتمرنت - ماجد عبد الحميد -
مركز الدراسات يعتزم تنظيم ندوة في مئوية القاضي الإرياني
أعلن الدكتور عبد العزيز المقالح – المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية - اعتزام مركز الدراسات والبحوث إقامة ندوة ثقافية كبيرة بمناسبة مئوية القاضي عبد الرحمن الإرياني ، مضيفاً إن الندوة ستكون لائقة بهذه الشخصية اليمنية العظيمة.

وأشاد المقالح بتجربة القاضي الراحل عبد الرحمن الإرياني ودوره النضالي كواحد من الرواد الذين تحملوا صنوفاً لا تطاق من المعاناة في سبيل هذا الوطن.

وقال شاعر اليمن الكبير الدكتور المقالح في كلمته التي ألقاها في ندوة (القاضي عبد الرحمن الارياني شاعراً ومفكراً) التي نظمتها أمس الاثنين بصنعاء مؤسسة إرباك وموقع أشياء بالتعاون مع وزارة الثقافة – ": كان القاضي عبد الرحمن الارياني العلامة والأديب والشاعر والمناضل والمفكر والحكيم واحداً من الرواد الذين تحملوا صنوفاً لا تطاق من المعاناة في سبيل هذا الوطن وفي محاولة الخروج به من الليل الإمامي الدامس، ويكفي انه بعد سجن طويل عاد من ميدان الإعدام في حالة اقرب إلى المعجزة وفي سابقة لن تتكرر في تاريخ هذه البلاد.


وأضاف: "ويشهد الذين حضروا الموقف الجليل أن القاضي وهو في طريقة إلى منصة الإعدام كان مبتسماً راضياً يتذكر في إجلال جيلاً من الشهداء الأعلام الذين كتبوا بالدم الزكي الصفحات الأولى من تاريخ الثورة اليمنية ومقارعة الاستبداد والاحتلال".

وأكد المقالح أن القاضي الإرياني بدأ حياته ثائراً متمرداً على أوضاع الوطن المتخلفة في ذلك الحين، ولم يكن يخفي ثورته وتمرده وقيل أنه كان في العشرينيات من عمره عندما بعث إلى الإمام يحيي في صنعاء قصيدة يشكو فيها ابنه النائب في لواء إب الحسن بن يحيي.

وأوضح : إذا كانت هذه الخواطر الموجزة قد أشارت إلى عودة القاضي عبد الرحمن من الإعدام بمعجزة مبهرة فإن التداعيات تقتضي الإشارة إلى سجنه في حجة في فترتين متتابعتين أولاهما في أوائل الأربعينيات 1943م والأخرى في 1948 بعد فشل الثورة الدستورية واستمر في السجن سبعة أعوام كان خلالها رمزاً من رموز المصالحة بين المختلفين والمتصارعين.

مردفاً: كما كان واحداً من الأحرار الذين أحالوا السجن إلى مدرسة إن لم نقل جامعة فقد نقل مكتبة الأسرة من " إريان " إلى سجن القاهرة في حجة وكانت مكتبته عامرة بأمهات الكتب وأحدثها.

وقال : وكان من حسن حظي كواحد من أبناء السجناء الذين كتب عليهم أن يقتربوا من السجون منذ نعومة أظافرهم أن فتحت عيني وعقلي علي بعض ما احتوته المكتبة الإريانية ومنها مجلتا الرسالة والرواية لصاحبها الأديب العربي الكبير احمد حسن الزيات.

وتابع الدكتور المقالح: ومن خلالها تعرفت على احمد شوقي، وطه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم وآخرين من الأدباء والنقاد كما تعرفت على كتابات الشيخ الإمام محمد عبده وجمال الدين الأفغاني والشيخ محمد رشيد رضا وغيرهم من المفكرين الإسلاميين.

وقال: لا ادعي إنني في ذلك الوقت المبكر قد استوعبت كل ذلك الفيض من العلوم والأفكار وإنما كنت مع عدد من زملائي نشعر إننا ومن خلال تلك القراءات نضع الأسس الصحيحة لثقافة موسوعية أو شبه موسوعية

وأردف: ولا أخفي مرة ثانية أنني منذ ذلك الوقت المبكر كنت على صلة حميمة مع القاضي عبد الرحمن الإرياني وزادت توهجاً وحضوراً بعد الثورة وتابعت باهتمام دوره الصعب والمحفوف بالمخاطر في السنوات الأولى لقيام الثورة، وكيف أدار الاختلاف مع الأشقاء المصرين الذين قدموا خدمة لا تنكر لهذا الوطن بدفاعهم عن الثورة.

وأضاف: أما عندما تولى القاضي عبد الرحمن رئاسة المجلس الجمهوري فقد كنت خارج الوطن ومنغمساً في هموم الدراسات العليا، وكنت أرثي لحاله كما ارثي لكل من يتولى حكم بلاد خارجة من عصور ظلام كثيف و كثيراً ما كنت أتذكر كلمات منسوبة إلى السياسي الهندي اللامع جواهر لا ل نهر تقول " إن السلطة لم تكسبني سوى مزيد من الأعداء أما الأصدقاء فهم بعض من أولئك الذين عرفتهم قبل السلطة "، يضاف إلى ذلك ان من يقبل تحمل أعباء السلطة تحت ضغوط محلية و خارجية لا بد ان يتحمل أخطاء المشاركين له في إدارة هذه السلطة ومع ذلك فإن معايير الحكم على الشخصيات التي أسهمت في صنع التاريخ و القاضي عبد الرحمن الإرياني واحد من هؤلاء دونما شك أو ريب .

من جانبه قال الدكتور أبو بكر المفلحي – وزير الثقافة ان القاضي عبد الرحمن الإرياني استطاع في سنوات حكمة لليمن أن يجمع شمل اليمنيين وأن يطفئ حرائق الحرب التي اشتعلت منذ الأيام الأولى للثورة ونجح أيضاً في تكوين قيادة حكيمة لشؤون الدولة الداخلية والخارجية وانعكس أفقه الثقافي الواسع على الحياة الثقافية والسياسية في البلاد، حيث نشط المثقفون والمبدعون وأقيمت عدد من المؤسسات الثقافية والحزبية والتعليمية.

وأضاف المفلحي: لقد جمع الإرياني في شخصيته مجموعة من الصفات الرئيسية التي ميزته عن غيره من السياسيين فهو رجل الدين العالم، والفيلسوف الشاعر والسياسي الثائر". وأعتبر وزير الثقافة شعر عبد الرحمن الإرياني أنه لم يكن بعيداً عن قضايا الوطن ولعله كان يكتب الشعر لهذا الغرض

وقال : وما دمنا نتحدث عن الجانب الإبداعي في تجربة القاضي الإرياني، فمن المهم أن نذكر سعة علمه وغزارة معارفه وثقافته، والدور المتميز الذي قام به في إطار الحركة الوطنية المناهضة للحكم الأمامي ابتداء من ثورة 1948م وما سبقها من أحداث، وحتى ثورة سبتمبر 1962م . مؤكداً أنه كان يخوض العمل السياسي بروح المثقف وعقل المفكر وعدل القاضي، وقد اشتهر بحكمته في معالجة متغيرات السياسة وتقلباتها.

وأشار المفلحي إلى أن الحديث عن مآثر القاضي عبد الرحمن الإرياني يطول ولا ينتهي، مبيناً: ان مداخل عديدة إلى فكره وحياته يمكن أن تمتد بامتداد جهوده وأعماله.

وعبر وزير الثقافة عن سعادته لانعقاد هذا اللقاء ليبحث في موضوع مثير للاهتمام، موضوع الشعر والسياسة في شخص القاضي عبد الرحمن الإرياني ، والمثقف التنويري الذي عرف بحكيم اليمن. قائلاً : كانت الحكمة السياسية طريقته في الحكم وأسلوبه في النضال الوطني ضد النظام الإمامي وطغيانه.

من جهته قال السفير عبد الملك عبد الرحمن الإرياني : إن تقدير والده للثقافة وإدراكه لارتباطها الوثيق بالسياسية وأهميتها في حياة الأمم قد جعل ارتباطه بها قويا واعتماده عليها أصيلا ، مبيناً أن أكثر شعره كان متوجها للناحية السياسة ونقد الوضع السياسي ، وعندما بدأت الحركات الشعبية تقاوم الاستعمار في عدن وجنوب الوطن دعمها القاضي الارياني ببحوث دينية تشجع عليها وتقدم للمقاومة المصوغ الديني لمقارعة الاستعمار مضيفاً أن الزمان قد حفظ منها دراسة حول نظرية الجهاد في الإسلام ، ورسالة في مشروعية العنف ضد الاستعمار .

وأضاف نجل القاضي الارياني: ولا يكاد الوالد المرحوم يبتعد عن أمور السياسة المباشرة ولو قليلا حتى ينثني إلى النشاط الفكري والأدبي ففي أواخر سنين سجنه في حجة مثلا بعد أن أصبح حصول السجناء على الكتب مسموحا قام بتحقيق ديوان القاضي عبد الرحمن الانسي في الشعر الحميني إلى جانب مشاركة احمد المعلمي في ديوان عمارة.

وتابع السفير: لقد كان للبيئة الثقافية التي نشأ فيها الوالد رحمة الله وارتباط تلك النشأة بالفقه الديني والفكر والثقافية الحديثة أثرا دامعا في مجمل حياته ومواقفه وأطروحاته وكان للرؤى الفكرية والدينية والثقافية اليد الطولي في توجهاته السياسية ونشاطه العام .

مبدياً إعجابه باختيارهم لموضوع هذه الندوة وما سبقها من ندوات، والتفاتهم الذكي إلى جانب هام من جوانب البحث في الشخصيات السياسية والقيادية في اليمن وهو الجانب الفكري والثقافي بعيدا عن البحث فيما أصبح معتادا من تفاصيل النشاط السياسي وأحداثه التاريخية على أهميتها.

وقال إن البحث في الجوانب الثقافية والفكرية للقادة والسياسيين ربما يكون أكثر عمقا وأكثر جدوى وفائدة في تحليل وفهم المواقف التاريخية من متابعة الحدث بحد ذاته فالمواقف والخيارات التي يتخذها هذا القائد أو ذاك والتي في نهاية الأمر تسهم في صياغة مسار التطور والتغيير في بلده في هذا الاتجاه أو ذاك إنما هي الانعكاس الواقعي لفكر وثقافة ذلك السياسي أو القائد ولهذا فإن فهمنا لفكر وثقافة السياسي تساعدنا ولا شك في الوصول إلى فهم أكبر وأدراك أعمق لمواقف ذلك السياسي واختياراته.

من جانبها قالت هدى أبلان – أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين أنه من حق الأجيال أن تقترب من هذه المناطق الفكرية والثقافية والإبداعية لتكتشف هذا الإرث الإبداعي الخلاق وهذه القدرات الفكرية الرصينة التي ساهمت في صياغة الحياة السياسية اليمنية في أحلك الظروف وأقساها.

وأضافت: ربما من الأشياء التي يعتز بها اتحاد الأدباء - الذي تأسس مطلع السبعينات وحدوياً رافضاً التشطير والرؤى الضيقة - أن يتذكر ميلاده الذي كان في عهد القاضي الإرياني الذي سارع آنذاك إلى دعم هذا الوليد الوحدوي..

وقالت: نقف اليوم إجلالاً وإكباراً في حضرة مثقف وسياسي وفقيه ووطني كبير من عمالقة الرجال الذين أنجبتهم الأرض اليمنية الزاخرة مكاناً وإنساناً وفي حضرة المعرفة التي كان لها دورها في إدارة وطننا اليمني في أصعب الظروف .. مضيفة: القاضي عبد الرحمن الإرياني له صولاته وجولاته في ميادين السياسية والأدب، جمع المعرفة من أطرافها وقاد وطنه بروح الشاعر ووجدان الصوفي وزهد العالم، في محيط كان يعج بالجهل والتخلف والتشطير. ومبينه أنه : ليس لنا اليوم غير الوقوف متأملين شاعريته التي من حقها علينا أن نصعد لكشف أهم ملامحها الوطنية والإنسانية.

وقدمت خلال الندوة التي شارك فيها نخبه من الأدباء والمثقفين أوراق عمل لأدباء ونقاد منها : ورقة نقدية بعنوان عتبات النص والتلقي من ديوان القاضي الارياني لـ أحمد العرامي ، وورقة بعنوان على أمل أن نعود لـ عبد الرقيب الوصابي ، إلى جانب ورقة أخرى قدمت نبذةً مختصرة عن حياة القاضي عبد الرحمن الارياني للباحث علوان الجيلاني .

الجدير بالذكر أن القاضي عبد الرحمن بن يحيى الإرياني كان من أبرز الشخصيات التي ناهضت الحكم الملكي في اليمن، وتولى رئاسة الجمهورية في الشمال (قبل الوحدة) من 5 نوفبر 1967م إلى 13 يونيو 1974م، وتوفي في دمشق عام 1998م.
وينتمي الراحل لأسرة عريقة في اليمن، اشتهرت بالجمع بين الاشتغال بالأدب والقضاء، وله ديوان شعر مطبوع إلى جانب اشتراكه مع آخرين في تحقيق مخطوطات متنوعة.

ومن أعماله:
1- ديوان.. ملحمة من سجون حجة: شرحه وصححه أحمد عبد الرحمن المعلمي.
2- تحقيق مجموعة رسائل في علم التوحيد: محمد إسماعيل الأمير وآخرين تصحيح وإشراف عبد الرحمن الإرياني.
3- ترجيع الأطيار بمرقص الأشعار: عبد الرحمن الآنسي، تحقيق: عبد الرحمن الإرياني – عبد الله عبد الإله الأغبري.
3- تحقيق الأبحاث المسددة في فنون متعددة لصالح بن مهدي المقبلي








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024