مواجهة التمرد قضية يمنية خالصة يزعم البعض وبسطحية شديدة أن العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة ضد المتمردين في بعض مديريات صعدة إلى أنها حرب بالوكالة تدار رحاها داخل الأراضي اليمنية . زعم للأسف الشديد نجده يتكرر في بعض من كتابات وأحاديث هؤلاء السطحيين وبصورة تبعث على حالة من الاستياء لدى الرأي العام اليمني – الذي لا يوافقهم على هذا القول بالمرة لإدراكه العميق أن ما يعتمل من تمرد وتخريب في بعض مديريات صعدة يمثل بحد ذاته خطراً فادحاً على حاضر ومستقبل اليمن - ويعلم أيضاً أن فلول التمرد والتخريب هي أدوات لتنفيذ مخططات خارجية تصر على مواصلة غيها وهدفها على وطنها إرضاءً لمن باعوا أنفسهم لهم . ومما يعزز ثقة الرأي العام اليمني ورغبته الجامحة في وضع حدٍ لعبث المتمردين هو توالي اكتشاف الحقائق الراسخة التي توضح فظاعة ما يرتكب في حق الوطن اليوم من جريمة ومن تهديد صارخ لإنجازاته في الثورة والجمهورية والوحدة والتنمية وأمنه وسلامه الاجتماعي، وهذا التهديد الصارخ والواضح يدفع بالكثير من المواطنين الغيورين على وطنهم إلى سؤال أصحاب وصف حرب بالوكالة عما إذا كانت هذه الإنجازات الوطنية التي يحاول المتمردون النيل منها تستحق بجدارة حالة الاصطفاف الشعبي العارم إلى جانب القيادة السياسية والقوات المسلحة والأمن في مواجهة التمرد والتخريب الحوثي الذي إذا ما استمر فإنه سيفضي إلى نتائج كارثية بحق الوطن والشعب وفي حق مستقبل أجياله . إذن فتلك المزاعم لا تمثل سوى واحدة من الأقوال العبثية التي يجد أصحابها للأسف الشديد التلذذ في جلد ذواتهم وتجريح مشاعر أبناء شعبهم والسخرية من عظمة الدماء التي يقدمها شعبنا من أجل حماية مكتسباته ومن أجل ألا تظل اليمن رهينة للتآمرات الخارجية . ولابد من التأكيد أنه من غير المنطق والموضوعي أن يصور هؤلاء البعض ما يقولونه وكأن الأمر أن اليمن قد خصصت جزءاً من أرضها لحرب في الوقت الذي لا ناقة لها ولا جمل فيها. والخلاصة أن مواجهة التخريب والتمرد الحوثي في صعدة يمثل مطلباً شعبياً وواجباً دستورياً وقانونياً على الدولة قيادة وحكومة وقضية يمنية خالصة بغض النظر عن التداعيات السلبية لهذا التمرد على الأمن الإقليمي أو العالمي . كما أن الوطن وبقناعاته هذه سيواصل اصطفافه في مواجهة التمرد حتى تبسط الدولة سيطرتها على مختلف التراب الوطني وحتى يكون الدستور والقانون هو المنطلق الأول والأخير الذي يحكم مسار الدولة اليمنية وعلاقاتها مع كل فئات الشعب . كما أن القوى المعادية للشعب ستجد نفسها قد خسرت الرهان ذلك أن شعبنا بفضل اصطفافه وبفضل التضحيات الجسيمة لقواته المسلحة والأمن سينجح في استئصال هذه البؤرة الشيطانية الخبيثة التي تستهدف أمن اليمن أرضاً وإنساناً . |