من يزرع الريح يجن عاصفة .. عقب حادثة نادي الوحدة الرياضي بالشيخ عثمان والتي أدت لمقتل أربعة أشخاص من أبناء عدن المسالمين، كانت بصمات الجهة الفاعلة جلية واضحة في ملامح الحادثة وفي الأهداف ولا تحتاج لكثير من عناء البحث والتكهن والتحليل ، فمن نفذ الجريمة كان له موقف رافض لدورة خليجي20 فاختار هدفا رياضيا، كما أن للفاعل موقف من (الوحدة اليمنية) فاختار (الوحدة) النادي ، ليضرب عصفورين بعملية واحدة. الخميس الماضي رفعت مسيرة للحراك بالضالع صورا للمتهم بحادثة نادي الوحدة (فارس عبدالله صالح) الموجود في قبضة الأمن بعدن، ولمست في وجوه وأسر بمدينة الضالع تعاطفا وألما وحسرة على تورط الشاب ذي الـ(23) ربيعا في هذا المنحدر ، خصوصا وقد نبأ إلى مسامع الناس أن محاكمة عاجلة تنتظره، وفي حال أن أدين فسوف يتم إعدامه في ساحة نادي الوحدة. مسيرة الحراك بالضالع التي رفعت صور فارس، تجاهلت بالكلية صور الضحايا الذين سقطوا في الحادثة المتهم بها فارس، بل لم نر لافتة واحدة تدين الفعلة أو تترحم على أربعة من الضحايا، هم أيضا لهم آباء وإخوان وأبناء وأحباب يذرفون عليهم دموع الحزن صباح مساء. أنا هنا لا أحرض على فارس الذي أنتمي إلى نفس المدينة التي يسكنها، بل أجدني متعاطفا وأشعر بالحسرة على أمثاله الكثير من الشباب ممن هم في عمر الزهور، ويسيرون في هذا المنحدر وتستخدمهم قيادات غير مسئولة متخذة من العنف طريقا لتحقيق نوع من الكسب السياسي وإثبات حضورها وتأثيرها خصوصا في إطار التسابق المحموم بين قيادات مكونات الحراك، غير عابئة بالأرواح التي تزهق ، ومثلها الأضرار النفسية والمادية ومعيشة الناس وأمنهم واستقرارهم وسكينتهم التي ضربتها مثل هذه الأعمال العبثية ، والعنف والرصاص والتفجيرات والتقطعات ، ويدفع الناس ثمنها من قوت أسرهم ، وأمنهم المعيشي، ولنا مثالا حيا في ما تعيشه مناطق الضالع وردفان ومثلهما مناطق أخرى في أبين وشبوة. كثيرا ما صرخنا محذرين من مغبة السير في طريق العنف واستغلال حماس الشباب (العاطلين عن العمل) وتجنيدهم لتنفيذ نزوات بعض القيادات النزقة عديمة الخبرة ، اليوم ومع سلسلة الجرائم التي ارتكبت بفعل هذا المسلك الخاطئ وبعد انكشاف المأساة التي ألحقت بالكثير من الشباب الذين سقطوا قتلى أو في السجون على ذمة قضايا جنائية أو مطاردين تضررت حياتهم وحياة أسرهم، هانحن نسمع مكونات الحراك تتبادل الاتهامات فيما بينها ويحمل كل طرف منها مسئولية رعاية جناح العنف والزج بالشباب في أتون هذه المحرقة.. اليوم فقط شعروا بأنها محرقة ومغامرة لم تكن محسوبة العواقب ولذا يتبرؤون منها، أنا هنا أتذكر حكاية إبليس مع العصاة حين ساقهم في طريق الغواية لكنه في نهاية المطاف أخلى مسئوليته مما صنعوا وقال: ( إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين). يا هؤلاء .. كفاكم عبثا بأرواحكم وأرواح الأبرياء .. بأسركم وأسر الضحايا .. بمناطقكم ومصالح الناس .. بوطنكم وحياة مواطنيه، دم الأبرياء سيكون لعنة علينا جميعا ولن ينبت الزهور، ومن يزرع الشوك لا يجني الورود، والريح الذي تصنعونه بأفعالكم النزقة سيخلق عاصفة وطوفان تقتلع سكينتنا وأمننا واستقرارنا وأنتم أول ضحاياه، فمن يزرع الريح يجني عاصفة ومن يزرع الحب يجني عاطفة. أخيرا وردني اتصال من زميل يسأل: لماذا لا يقوم حراك عدن بنصب مخيم عزاء لضحايا نادي الوحدة الأربعة، وهل سيحضر ممثلو الحراك من مختلف المناطق وخصوصا الضالع للتضامن وتقديم واجب العزاء؟!.أترك التعليق للقارئ ، الذي أثق بقدرته على استنباط فحوى الرسائل المقصودة والظاهرة بقوة بين السطور والكلمات والأحرف. *عن صحيفة أخبار عدن |