|
البركاني: حريصون ان تستمر المسيرات سلمية ونرفض استخدام العنف أكد الشيخ سلطان البركاني -الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام (الحاكم في اليمن ) ان المؤتمر ليس في حالة افلاس تجعله يحتك بالمتظاهرين ويمارس أعمالاً صغيرة تكسب الآخرين تعاطفاً. وقال: ان المؤتمر الشعبي العام لديه أغلبية شعبية وشرعية دستورية سواءً من خلال البرلمان أو في انتخاب الرئيس علي عبدالله صالح.واضاف ان من سقط من ضحايا تقع مسئولية رعاية أسرهم على الدولة وعليها أن تحاسب من ارتكب تلك الأحداث. وأكد الامين العام المساعد في حوار نشرته اسبوعية (حديث المدينة) انه عند اطلاقه لمصطلح «قلع العداد» لم يكن قد تشاور مع أحد وانما هي قناعاته ولاتزال حتى اليوم.. مشيراً الى ان الرئيس عندما قال أنه لن يترشح لفترة جديدة للرئاسة كان صادقاً فيما يطرح. واشار البركاني الى ان عملية الانتماء الحزبي للمؤتمر او الاستقالة منه حق متروك للناس، وأنه لا عيب في ذلك، مؤكداً ان قضية الاستقالات اليوم هي ركوب الموجة. وقال : كنت أتمنى لو ان هذه الاستقالات تمت قبل ان تتم احداث تونس ومصر.. المؤتمرنت يعيد فيما يلي نشر حوار الامين العام المساعد : نبدأ مما حدث مؤخراً، إلقاء القنبلة على المعتصمين في ساحة الحرية بتعز وإصابة (78) شخصاً، هناك شائعة قوية وخطيرة تتهمك بأنك أو أحد مرافقيك وراء إلقاء هذه القنبلة؟ - أولاً: ربما يعرفني كثير من الناس أنني لا أقبل بمبدأ العنف ولا أؤمن به على الإطلاق، ومنذ بداية الإشكاليات التي وجدت كنت حريصاً كل الحرص بل وداعياً الأجهزة الأمنية وكل الأطراف إلى رفض العنف مطلقاً، دعونا نمارس العمل السياسي بشكله الحضاري والطبيعي، ثم إننا في تعز بالذات ننتمي إلى العمل المدني والدولة المدنية وأنا لا أفضل لتعز بأن تكون ساحة عنف لا من قريب ولا من بعيد ولا أن تقلد الآخرين حتى في مبدأ الثارات أو حمل الأسلحة أو العنف ويشهد الله أن حياتي وجدت على هذا الجانب. - وبالنسبة لما حدث في تعز أؤكد لك بل ويعلم الله أني سمعت من التلفزيون، من الجزيرة، المقابلة التي كان يجريها الأخ/ عبدالله المقطري ثم تصريح الأخ المحافظ قبل ذلك لا أعلم بشيء ثم إني ليس لدى مرافقون وسيارات حتى آمرهم برمي قنابل أو إرتكاب أي خطأ أو عنف وليس ذلك ما قلت من طبيعتي ويومها صعقت.. استغربت وأنا أشاهد على شاشة قناة سهيل أن اسمي يرد بأن المرافقين لي، وأنا أعرف سهيل ومالكيها وماذا يستهدفون من سلطان البركاني ويريدون أيضاً إضافة إلى الاستهداف ولما بيننا من خصومة أن ينالوا من علاقتي الطيبة وإنتمائي لتعز وحرصي على أن تكون تعز، كما قلت . تلك المحافظة المدنية سلاحها القلم والكلمة وليس الرصاص والقنابل وغير ذلك. أيضاً كان يفترض على كل عاقل استمع لرد المحافظ على “الجزيرة” ثم لبيان المصدر الأمني الذي أذيع من الفضائية اليمنية وحددوا فيه بوضوح رقم السيارة واسم الشخص، وأن المتواجدين في الساحة كانوا قد قبضوا عليهم، فلماذا تذهب الاتهامات هنا وهناك والنيل من آخرين لا علاقة لهم بالحادث. كان يفترض أن نتجاوز المكايدة السياسية ومحاولة الاصطياد في الماء العكر وفي هذا الوقت بالذات أنا كنت في منطقة أبعد ما تكون إلى موقع الحادث، ثم هل من المعقول أن أكون في سيارة وفي تجمع بهذا الشكل الكبير وآتي لفعل هذه الجريمة؟ هذا أمر غير معقول وغير مقبول وأنا أعتقد أن تعز بشبابها ومثقفيها وعقلائها يدركون الحقيقية ويفرقون بين الغث والسمين ويعلمون كيف هي المحاولات التي تستهدف تعز والقتال بين أبنائها. ننتظر التحقيقات بالنسبة للقبض على المتهمين .. هناك إشاعة أخرى تتهم بعض أقارب المحافظ بأنهم كانوا وراء ذلك، وإحدى الصحف نشرت أن من تم إظهارهم للإعلام بصفتهم متهمين.. اتهموا المحافظ بالضغط عليهم للاعتراف بأشياء لم يقوموا بها مقابل وعود بإخراجهم من القضية فيما بعد، ما رأيكم باتهام أقارب المحافظ؟ وبما أوردته الصحيفة؟ - يا عزيزي كنت على تواصل مستمر يومها مع الأخ المحافظ.. ما حدث كان بالنسبة لنا صاعقة بعد أن أقيم مهرجان جماهيري كبير لأعضاء المؤتمر، أنت تدرك أن القنبلة التي ألقيت شكلت ضربة قاضية لذلك اليوم البهيج، فالمحافظ كان في قمة الانفعال والغضب، أنا لا أعتقد أن المحافظ من السخف بمكان أن يكون في هذا المستوى. ليس المحافظ وإنما أحد أقاربه؟ - لا استطيع أن أدافع عن أقاربه. لكني بالنسبة للمحافظ أنا تواصلت معه ولمست أنه كان حزيناً، كان غاضباً، متألما، مجروحاً، إذا كان هناك أشخاص آخرون أنا لا استطيع أن أبرئ أو أدين ولكن علينا الانتظار وكان يفترض على الأجهزة الأمنية أن تسرع بإعلان نتائج التحقيق للناس وأن تظهر الحقيقة حتى يزال اللبس واللغط ولا يجد المتقولون مجالاً للحديث عن هذا الشخص أو ذاك. هذا الحادث حلقة ضمن سلسلة عنف فيما المتظاهرون المطالبون بتنحي الرئيس وأنصار المؤتمر بمن فيهم من باتوا يسمون بـ”البلاطجة” هل هناك مشكلة لدى المؤتمر في اكتساب الشرعية عبر الشعب ليستنجد بالبلاطجة؟ - أولاً: أصدقك القول وهذا ما أعرفه أنا بنفسي إن كل أجهزة الأمن والقوات المسلحة لديهم توجيهات صارمة بأن لا يحتكوا بالمتظاهرين وأن لا يستخدموا العنف لا من قريب ولا من بعيد وقيادة المؤتمر تجمع على ذلك، وإذا كان هناك خطأ وقع من أفراد فمن الظلم أننا نحمله مؤسسة أو حزباً أو سلطة فخطأ الأفراد يتحملون مسئوليته بأنفسهم، ولو كان المؤتمر الشعبي العام أو السلطة ينوون أي إساءة أو تحرش للشباب المعتصم لكان ذلك من اللحظات الأولى، لكن كانوا حريصين كل الحرص بأن المسيرات السلمية تستمر سلمية وأن نحافظ عليها ويتحمل الجميع المسئولية، لأننا ندرك أن الدماء تورث الدماء، وأن ما هو صغير اليوم بعد الدماء سيكبر ولا أحد يقبل ذلك، ثم إن المؤتمر الشعبي العام لديه شرعية دستورية سواء من خلال البرلمان أو انتخابات الرئيس علي عبدالله صالح ولديه أغلبية شعبية، وهو ليس في حالة إفلاس وليس في حالة تجعله يمارس أعمالاً صغيرة تكسب الآخرين تعاطفاً كبيراً، بغض النظر عن أن هناك من يرفع السقف ويطالب ويسيء لرئيس الدولة أو المؤتمر أو الحكومة، هذا نتحمله باستمرار ونعتقد بأنه علينا أن نضبط أعصابنا كثيراً، ولا أعتقد أن المؤتمر ساهم أو يساهم في مثل هذه الأمور. ارفض البلطجة في مسألة البلاطجة” البلاطجة الآن أصبحوا واقعاً يا شيخ سلطان.. والأمر غير قابل للمكابرة؟ - أنا لا أستطيع أن أنفي ما حدث من مشادات أو أعمال تسيء لهذا العمل الديمقراطي لكني لا أتحدث عن مؤسسة وإنما عن أفراد، ويوم الثلاثاء التي تحدثت عنها أنا كنت متابعاً منذ الظهيرة وقلنا ابتعدوا عن الآخرين تماماً بمسافة أكبر، وأنا أتمنى من كل من يحبون الرئيس علي عبدالله صالح أو المؤتمر الذين ينتمون إلى المؤيدين أن لا يمارسوا عملاً سيئاً وأن لا يقترفوا مثل هذه الأخطاء وأن يبتعدوا لأنه حتى إذا قلنا أن البداية جاءت من ذلك الطرف، فمجرد الاقتراب أعتقد أنه خطا لا داعي للاقتراب بين الفريقين، كل واحد يبقى على بعد مسافة ويمارس حقه بشكل طبيعي. ايذاء الآخرين حشد المؤتمر لأنصاره في الأيام الماضية ربما كان يأمل منه إثبات حضوره الشعبي، لكن في ميدان التحرير بصنعاء تحديداً يقال أن الروائح الكريهة أصبحت تعم المكان بسبب قلة نظافة المعتصمين، والتجار بدأوا بتقديم شكوى بسبب تعطل أعمالهم ألا تعتقد أن هذه العناصر التي تم حشدها من غير تنظيم جيد قد تسببت بالإساءة للمؤتمر من حيث لا يدري؟ - أولاً: دعني أتعامل مع الموضوع كمبدأ من حق المؤتمر أن يعتصم هنا أو هناك ومن حقه أن يتجمع في ميدان التحرير وأن يكون تجمعه ليوم أو ليومين أو لأسابيع لأن ذلك جزء من الممارسة التي يمارسها الآخرون، وما أشرت إليه من مضايقات أو من روائح أنا أعتقد أنه يفترض بالقائمين على هذه المخيمات أن يكونوا في مستوى المسئولية كون ذلك يسيء للبلد وليس للمؤتمر فقط نحن نريد عملاً منظماً لا يؤذي أحداً لا من حيث أرزاقه ولا من حيث مشاعره ولا من حيث الجانب الصحي فيه. أنا لأول مرة أسمع مثل هذه الكلام منك، لكن من حيث المبدأ يفترض أن القائمين عليها يكونون في مستوى المسئولية وإلا لا داعي لذلك إذا لم يكونوا قادرين على تحمل مسئوليتهم بشكل أفضل . فمن العيب أن نؤذي الآخرين، أو نؤذي مشاعرهم أو نؤذيهم في أرزاقهم كما قلت. هناك قائمة وزعت في عدد من المواقع ووسائل الإعلام الإلكترونية تتهم بعض قادة المؤتمر الشعبي العام منهم حافظ معياد وأنتم وأمين جمعان بأنهم وراء تمويل وإذكاء وجود البلاطجة؟ - دعني أقول لك حتى التسمية التي تسوق عبر الصحف ووسائل الإعلام بوصف الآخرين بالبلطجية أيضاً ما كان ينبغي أن تفعل.. دعونا نكون خصوماً سياسيين باحترام وبشكل حضاريين بتسميات معقولة ومحترمة، هذا الموضوع أنا أحسست من كثير من الناس أنهم يستفزون من هذه التسمية. هي لوصف من قاموا بالاعتداءات يا شيخ.. أشخاص مسلحون تم تصويرهم وتداولت صورهم وسائل الإعلام؟ - نسميهم مرتكبي جرائم أفضل مما نسميهم بلاطجة، لأنه أنت تعرف الجانب الاجتماعي والتقاليد في اليمن، نسميهم مرتكبي جرائم ليس في ذلك عيب وبالنسبة لي أو لحافظ معياد ربما أنت لا تعرف حافظ معياد وأمين جمعان أيضاً حافظ معياد أعرفه جيداً وأعرف أن الرجل يحمل من القيم والأخلاق والمبادئ وهو حريص جداً،وبالنسبة لي يتهموني بماذا؟ أنا الآن لست في موضع الاتهام حتى أبرئ نفسي.. لكن أقول للآخرين أنا قيادي في المؤتمر وبإمكاني المشاركة في حملات دعم المؤتمر لكن لدي ارتباطات أكثر من العمل في هذا الجانب تحول دون قيامي بالمشاركة بشكل كبير وليس هناك عيب في أن أشارك أما أمين جمعان فهو يعمل بعقل تاجر وليس بعقل عسكري مشاغب أو بعقل قبيلي، يعرف كيف يتصرف، فلا نظلم الآخرين بمجرد التكهن أو الشائعات، فمن هلك هلك عن بينه ومن حياً فليحيا على بينة، ولا داعي لأن نطلق التهم جزافاً. - حينما تم الاعتداء على الزميل عبدالله غراب مراسل بي بي سي قيل إن الذين قاموا بالاعتداء عليه اقتادوه إلى عند حافظ معياد ومعياد هاجمه قائلاً تغطيتكم غير مهنية وأنتم تروجون للافتراءات والأكاذيب ونحكمك هذه كانت بالنسبة للمراقبين والوسط الصحفي شبه إدانة لحافظ معياد؟ - أنت عارف أنا تواصلت مع عبدالله غراب بعد أن سمعت بالحادث، وكان مستاءً من حافظ معياد بل قال لي إن السيارة سيارة حافظ معياد، وعندما اتصلت بحافظ معياد عاتبته بشكل شديد لأنه أنا أعرف حافظ وأعرف مكنون نفسه وأعرف سلوكه وأخلاقه، وطلبت منه أن يتواصل مع عبدالله غراب فأكد لي حافظ وأقسم أنها ليست سيارته، ثم إن عبدالله كان في حالة انفعال، عبدالله وقع عليه خطأ جسيم لا يحتمل، لأنه هل نحن من يقيم أداء الآخرين، هذه وسيلة إعلامية تأخذ الطريقة التي تراها مناسبة، المهم إذا أردنا أن نعاتب نفعل ذلك في حالة العمل غير المهني، لكن لا نستخدم العنف ولا نستخدم التقريع ولا نهزئ.. هناك وسائل إعلامية كثيرة تقوم الآن بالتغطية بعيداً عن المهنية وتستخدم أسلوب التحريض، لكن هل من حقنا أن نحاسبها نحن علينا أن نجادل بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. بخصوص الشهداء الذين سقطوا.. ما الذي ستقومون به كحزب حاكم أو سلطة لإنصافهم؟ - أعتقد أن على الأجهزة الأمنية أن تتابع مرتكبي الأخطاء أينما كانوا، ومن سقطوا ضحايا فذلك مسئولية الدولة، في الأصل أن تحاسب من ارتكب الخطأ أو يتحمل مسئوليته لكن إذا غاب الأشخاص ولم نجد أثراً فعلى الدولة أن تتحمل مسئولية أسر هؤلاء الشهداء من باب الواجب لأنهم مواطنو دولة والحكومة هي المسئولة عنهم وعن رعاية أسرهم. نعود لموضوع ترشيح الرئيس من عدمه للانتخابات.. أنت كنت صاحب المصطلح الشهير الذي أصبح عنوان الأزمة بين المعارضة والسلطة الذي هو مصطلح “ قلع العداد” والذي قلعه الرئيس فيما بعد رافضاً الفكرة وقائلاً: إنها مجرد اجتهادات لا أساس لها.. ألا يشعرك هذا بالحرج؟ - هذه قناعتي.. أنا لا أشعر بالحرج من شيء أقتنع به.. وأقول لك صراحة .. عندما قلت ذلك المصطلح في حديثي لـ”السعيدة” لم أكن قد تشاورت فيه مع أحد ولا أملاه عليَّ أحد.. هذه قناعتي وحتى اليوم وبعد أن أكد الرئيس علي عبدالله صالح بأنه لن يورث ولن يترشح أنا قناعتي لم تتغير لحظة واحدة،والمنطلق الذي انطلقت منه في تلك الحكمة مازال قائماً لدي، لكنني لا أستطيع أن أملي على الرئيس وهو يقدر الأمور أكثر مما أقدرها أنا، وستثبت الأيام بأن علينا أن نضع برنامجاً شاملاً للإصلاحات.. الرئيس علي عبدالله صالح في رأيي هو الأقدر على تحقيقها وهو الأقدر على تكييف الظروف القادمة. هذا الكلام نحن نقوله في الداخل، ويقوله أصدقاؤنا وأشقاؤنا في الخارج لكن عندما تكون الأمور في مثل هذه السخونة ، جوانب الحسبة أحياناً تتغير، ومع ذلك أنا لا أتحرج ولا أقول: إن رفض الرئيس لذلك المبدأ أو إعلانه صراحة هذا شأنه لأنه من يملك القرار ولسنا من يملك القرار عليه وسأظل صاحب هذه القناعة وستثبت الأيام، وأنا أتمنى أن لا نصل في اليمن إلى ما وصلت إليه بلدان سبقتنا ودخلت في إشكالات كبيرة، أنا أتمنى من كل الفاعلين السياسيين أن يتحملوا مسئوليتهم بشجاعة وأن يغلبوا مصلحة اليمن وتقدمه وأمنه واستقراره على كل العواطف وعلى كل الرغبات، وأن يكون الحوار ومبدأ الإصلاحات والاتفاق على إصلاحات شاملة وجذرية لأننا لا نستطيع أن نقول إننا “سمن علي عسل” هناك أخطاء كبيرة وهناك تجاوزات وهناك اختلالات علينا أن نمد أيدينا ونعمل جميعاً على تحقيق برنامج وطني شامل لإصلاحها وذلك هو الأفضل، خير من الضجيج وخير من التصعيد. هل أنت واثق من جدية الرئيس من عدم ترشحه في 2013م؟ - أولاً- أنا لست ضميناً عليه حتى أقول لك أنني واثق، أنا أعرفه، الرجل كان صادقاً فيما يطرح فهو جاد فيما يطرح واليوم ربما تتابع صحيفة الثورة أكد ذلك من قبل ناطق رسمي فمازال لديه حتى 2013م مهام كثيرة يتطلب منه إنجازها ليخلده التاريخ، ويكفي أنه عاش فترة طويلة في الحكم، عليه أن يخرج وهو رافع الهامة، موفور الكرامة، لكن بعد أن ينجز مهاماً مطلوب إنجازها ومطلوب لهذا البلد تحقيق تطورات كثيرة تنهض به وتجعله آمناً مستقراً. لم لا تكون إقالة أقاربه من الأجهزة العليا في الدولة وبالذات في الجيش ضمن هذه المهام.. حتى يطمئن الناس لعملية التداول السلمي للسلطة؟ - بدون أن نسمي أشخاصاً، نحن نتحدث عن بناء جيش على أسس وطنية، كان هذا هماً كبيراً ومطلباً في لقاءاتنا الخاصة والرسمية وإذا لجأنا إلى هذا الأسلوب فيكون هناك مبدأ الكفاءة ومبدأ القدرة هو السائد وليس غيره. لكن من المهم جداً أن يكون الجيش الوطني من جميع أنحاء اليمن ولا يتم تغليب منطقة على منطقة أخرى؟ - نعم على أسس وطنية بغض النظر عن الأشخاص من يكون لديه القدرة والكفاءة فليكن من أين ما كان. أسمح لي.. القدرة والكفاءة هل هي متوافرة في عائلة الرئيس فقط؟ - أنا أقول في اليمن كفاءات وقدرات كبيرة، أنا قلت لك ابتعد عن التسميات ولنتحدث عن بناء جيش على أسس وطنية وبالمعايير الدولية والسائدة في العالم لأننا نحن لن نصنع العجلة، العجلة مصنوعة في الأصل، معروفة في العالم كله، فعلينا أن نقفز بما هو سائد في العالم نحن كبلد لا نريد بعد رحيل علي عبدالله صالح أن نختلف ونتمزق فإن هذا الرجل أسهم إسهامات كبيرة وقاد تحولات أخرها إسهاماته الكثيرة في قيادة دولة الوحدة، عليه أن يحافظ على هذا المنجز على تاريخه لقيادة تحولات جديدة تجعل مستقبل أبنائنا مضموناً وآمناً. استقالات قديمة اليوم استقال تقريباً تسعة أعضاء من مجلس النواب، من المؤتمر الشعبي العام من ضمنهم نسب الرئيس محمد عبداللاه القاضي، وقبل ايام استقال النائب الدكتور عبدالباري دغيش، وقبله استقال النائب عبدالكريم الأسلمي.. ليبلغوا 11 عضواً بمجلس النواب مستقلين من المؤتمر بسبب قمع الاحتجاجات.. أنت كرئيس لكتلة المؤتمر ما تعليقك؟ - أولاً عملية الانتماء والاستقالة هذا حق متروك للناس، وأنا لا أرى في ذلك عيباً في الأصل، نعم هم يسببونها بما يريدون وبعضهم كان قد استقال من المؤتمر قبل أشهر طويلة، ممن وردت أسماؤهم في الاستقالة. - مثل من؟ - أعضاء صعدة الذي قدموا استقالتهم اليوم كانوا قد قدموا استقالتهم في السابق وأعلنت عبر مواقع ووسائل إعلامية كثيرة مثل عبدالسلام هشول وعبد الكريم جدبان، أنا استغربت أن يرد الاسمان ضمن من قدموا استقالتهم من المؤتمر فيما هم قد قدموا استقالتهم منذ زمن ومع ذلك نقول مبدأ العنف كلنا نرفضه، وكان يفترض على هؤلاء بالدرجة الأولى أن يمارسوا هذا الرفض من داخل المؤسسات ، لكن اختاروا طريق الاستقالة ذلك شأنهم لأننا لا نريد أن نجبر احداً على البقاء أو المغادرة ثم إننا لو سمينا أسماء أنت تعرف كعبد العزيز جباري وعبده بشر كانوا ناقدين للمؤتمر ولكثير من الإجراءات وذلك لأن المساحة مفتوحة داخل المؤتمر لعملية النقد وهذا ما يتميز به المؤتمر، ولا أعتقد أن في ذلك حرجاً على المؤتمر. - هناك توقع أن يزداد عدد النواب المستقلين من عضوية المؤتمر الشعبي العام بسبب أعمال العنف التي حصلت مؤخراً.. هل يثير هذا مخاوفكم؟ - لماذا نخاف.. العنف نرفضه جميعاً من حيث المبدأ، أما قضية الاستقالة اليوم هي ركوب لموجة، كنت أتمنى لو أن هذه الاستقالات تمت قبل أن تتم أحداث تونس، وقبل أن تتم أحداث مصر، كنتم ستنتقدون بدلاً من الصمت، ومع ذلك هناك نواب كانوا ينتقدون ولا نستطيع أن نقول أنهم كانوا صامتين. - هناك قمع في الميدان دفعهم إلى الاستقالة الآن، قبل تونس ومصر لم يكن هناك خروج إلى الشارع ولم يكن هناك قمع؟ - أنت تتحدث عن قمع كأن الدماء تسيل أنهاراً، نعم إن قطرة الدم الواحدة نحن نستهجنها ونرفضها ونراها خسارة كبيرة، لكن إلى اليوم على الأقل وبالرغم من أننا بلد مسلح ورغم الموروث القبلي والاجتماعي في هذا البلد، إلا أننا مازلنا في المكان الآمن، وأؤكد مرة أخرى بأن كل قطرة دم هي خسارة على هذا البلد. نرفض العنف مع تقديري لوجهة نظرك هناك جرحى يومياً، وفي تعز القنبلة تلك وحدها خلفت ما يقرب من 90 جريحاً، المسألة ليست بسيطة؟ - عندما يحدث الخطأ لا يستطيع الواحد أن يحدد، لكن إلى اليوم نحن نعمل بكل ما أوتينا من قوة على تجنب هذا الموضوع وليست القصة قصة قمع فقط ولكن علينا أن نتحدث بصوت مبحوح ومرتفع بأننا علينا ان نتجه لرفض العنف بكل أشكاله ولإجراء إصلاحات وتطور سياسي، وإن تجاوز هذه الأزمة خير من استمرارها وخير من البقاء في الاعتصامات والمسيرات، لأن الإجراءات الجادة والصادقة التي تطمئن الناس على مستقبل أفضل ستتجاوز مثل هذه المشكلات وتنهيها إلى الأبد إن شاء الله. - عادة ما كان سلطان البركاني رأس حربة المؤتمر في المواجهات بين المؤتمر والمعارضة.. البعض يتساءل لماذا يضع سلطان البركاني نفسه في وجه المدفع؟ لماذا لا يتصدر المشهد شخص آخر غيرك؟ - سلطان البركاني أمين عام مساعد ورئيس الكتلة البرلمانية، تضعه الظروف في خط المواجهة في مجلس النواب. - هناك أمناء عموم مساعدون آخرون أعضاء مجلس نواب، هناك ياسر العواضي نائب وأمين مساعد مثلاً؟ - كرئيس الكتلة البرلمانية بالدرجة الأولى هذا فيما كان يدور داخل مجلس النواب أعتقد أن ذلك مسؤوليتي أولاً، لكن سلطان البركاني ربما ظلم كثيراً، فسلطان البركاني ما يقوله في الغرف المغلقة وفي الاجتماعات التنظيمية للمؤتمر يقول كلاماً واضحاً وجلياً حول إجراء إصلاحات شاملة ويمارس عملية النقد، وأنا إذا دافعت عن المؤتمر في العلن فأنا أنقده في السر وفي الاجتماعات الرسمية، وربما زملائي في اللجنة العامة أو في الاجتماعات المشتركة يعلمون ذلك، وعندي قناعة كاملة بأن العمل مع الرئيس علي عبدالله صالح والوصول إلى قناعات كاملة بإجراء إصلاحات خير من الصمت أو المعارضة لأنه في المعارضة سأتحدث كيفما أشاء ولا أستطيع أن أغير شيئاً من واقع الحال، وأنا كنت أتمنى أن هذا الجهد الذي يبذل اليوم بحكاية الرحيل والاعتصامات، أن يبذل ويوجه بدعوة جادة من المؤتمر ومن المعارضة ومن الشباب لإجراء إصلاحات شاملة ولتحقيق برنامج وطني شامل للإصلاحات. - اخشى التيه أعود لقضية الساعة التي هي الاعتصامات في بعض المحافظات لمطالبة الرئيس علي عبدالله صالح بالرحيل.. ما رأيك في الاعتصام الذي يحدث في ساحة الحرية بتعز (صافر)؟ وبماذا تعلق على مطالب المعتصمين؟ - مبدأ الاعتصام أمر مقبول ليس فيه غضاضة وليس فيه زعل كما يقال، من حق الناس أن يعتصموا، من حق الناس أن يرفعوا مطالب لكن في الإجابة السابقة أنا قلت كنت أتمنى على الفاعلين في المؤتمر، وعلى قيادات اللقاء المشترك وعلى كل الحريصين، وعلى المعتصمين أينما كانوا في تعز أو في عدن أو في صنعاء أن ينشدوا المطالب بدلاً من أن نتوه بالحديث عن رحيل رئيس الدولة لأنه منتخب انتخابات شهد لها العالم، علينا أن نوجه كل مطالباتنا واهتماماتنا لنصلح الأوضاع الاقتصادية وإجراء إصلاحات سياسية وتجفيف منابع الفساد والعمل على بناء دولة المؤسسات دولة النظام والقانون، ذلك هو الأصل، ولو أن المعتصمين هنا أو هناك رفعوا هذا الشعار أعتقد أنه ليس “ثمانية” من كتلة المؤتمر سيقولون “قمعاً” وإنما أنا سأكون أول من ينتمي إلى أولئك الذين يرفعون شعار الإصلاح وأعتصم معهم بل وأرفع صوتي في المقدمة. - ماهي رؤيتك لحل الأوضاع الآن في اليمن ؟ وهل تعتقد أن بإمكان الرئيس أن يستمر؟ - أولاً عليك أن تدرك أن لكل منا قناعاته في الأصل.. والرئيس علي عبدالله صالح منتخب وصوت له قرابة 4 ملايين ونصف ناخب في انتخابات شهد لها العالم كما قلت لك في إجابة سابقة، أما الحديث عن الرحيل.. فنحن لا نريد أن نقلد موضة مصر أو تونس، نريد أن نُحترم إننا بلد على الأقل مشهود لها في العالم أنها تمارس العمل الديمقراطي، وإن كانت هناك شوائب وقصور في العمل الديمقراطي، لكن العالم يشهد لها بأنها الدولة الأفضل في إطار المنظومة العربية أو محيطها أو عالمها العربي، فنحاول أن نحترم عمل المؤسسات، نحترم إرادة الناخبين، والرئيس علي عبدالله صالح محدد له في الدستور دورتين عليه أن يكملهما بإجراء إصلاحات وبدلاً من العمل والعمل المضاد أو الدخول في مهاترات، علينا أن نجلس جميعاً على طاولة حوار وأن نقدم قائمة مطالب مشروعة سواءً على مستوى المحافظات أو المديريات أو على المستوى القومي. - مسألة إقالة أقارب الرئيس.. هل هي ضمن رؤيتك الشخصية للإصلاح؟ - أنا وبعيداً عن تسمية الأشخاص، أرى أن الحل بناء جيش على أسس وطنية، ومن لا ينطبق عليه المعيار فسيغادر مباشرة وأقارب الرئيس لن يكونوا عقبة وبمجرد أن نتحدث عن دولة المؤسسات فقانون تضاد المصالح سيكون قائماً. - بناءً على هذا الكلام هل الجيش الحالي هو جيش غير وطني؟ وهل الدولة الحالية ليست دولة نظام وقانون؟ - علينا أن لا نحاول توظيف المصطلحات، لو أن دولة المؤسسات بكامل فروعها قائمة واحترام الدستور والقانون، لما حدثت كثير من المشكلات القائمة، الوضع الاقتصادي هذا محمول بمعايير أخرى، لكن الجوانب الأمنية الإدارية والسياسية في قصور، ولا يستطيع حتى أي مؤتمري وإن كان مجادلاً أن يقول إننا في دولة أفلاطون، هناك أخطاء علينا أن نعمل على إصلاحها وعلينا أن نمد أيدينا جميعاً.. إذا لم يكن الحكم والمعارضة وكل الخيرين في هذا البلد والمنتمين إليه والمثقفين والعلماء مشاركين في إصلاحات حقيقية، بحزمة من الإصلاحات.. دعنا نقول إننا لدينا حزمة من المشاكل أو سلة من المشاكل علينا أن نفككها وأن نجعل السنوات القادمة سنوات بناء لا سنوات جدل. |