الجمعة, 23-مايو-2025 الساعة: 09:11 ص - آخر تحديث: 03:10 ص (10: 12) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
بالوحدة تسقط كل الرهانات
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الوحدة امتداد طبيعي لهويتنا اليمنية الوحدوية
قاسم محمد لبوزة*
لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة
غازي أحمد علي محسن*
الذكرى السنوية ليوم الوحدة اليمنية المباركة
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
الوحدة.. الحدث العظيم
محمد حسين العيدروس*
مايو.. عيد العِزَّة والكرامة
عبيد بن ضبيع*
في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر
إياد فاضل*
الوحدة التي يخافونها..!!
د. عبدالوهاب الروحاني
الوحدة اليمنية عهد لا ينكسر وأمل لا يموت
عبد السلام الدباء*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - علي ربيع
علي ربيع -
ثم ماذا بعد أثابكم الله؟!
إن التغيير في فهم الإنسان البسيط هو التغيير باتجاه معيشة أفضل من تعليم وصحة وأمن وعدل وفرص متكافئة، الإنسان البسيط لا يعنيه من يحكم ولا من يستأثر بالسلطة بقدر ما يعنيه توفر أموره الحياتية بسهولة ويسر، والحاصل الآن أن الاحتقانات التي يعيشها السياسيون وقادة النخب والمكونات الاجتماعية في الغرف المغلقة ووراء الكواليس قد خرجت إلى الشارع وظهرت للعام والخاص، فمنذ أكثر من سنتين والمعارضة اليمنية، تهدد بالشارع والسلطة ترد عليها بأنها ستلجأ للشارع أيضا، فالشارع هو مرجعية الجميع، ولم تستطع المعارضة التجرؤ على النزول للشارع حتى هبت الأحداث تترى من تونس ومصر، فاستسهلت المعارضة النزول للشارع تحت شعار الثورة، بغية إسقاط النظام والحلول مكانه .

لكن منذ ثلاثة أشهر والشارع يقابل بالشارع، والمظاهرات بالمظاهرات، وربما قد تيقن العالم في الداخل والخارج أنها ليست ثورة كما سارع الإعلام إلى تسويقها ولكنها أزمة سياسية واحتقان بين فرقاء العمل السياسي في اليمن انعكس جماهيرياً وهذا هو كل ما في جعبة اليمنيين من أمر رياح التغيير، فلو كانت ثورة كما يزعمون لما اشرأبت أعناق الساحات إلى الجولات المكوكية للمبادرات الخليجية، ولا انتظرت أو اعترفت بتحركات المشترك وقياداته العتيدة ولا هللت وكبرت لزياراتهم للمنصات في ساحات الاعتصام ناهيك عن استقبال كل عتاولة الفساد الذين سارعوا إلى التنصل من النظام الحالي بغية موطئ قدم في نظام قادم .

إن الثورة حين تجيء لا تبقي ولا تذر، ليس لها قيادة ولا تتلقى التعليمات من أحد ولا تراوح مكانها بانتظار كواليس السياسيين، وهذا هو الأمر الذي يجب أن يستوعبه الداخل والخارج، هناك تباينات وتناقضات في الساحات على كافة الأصعدة، هذا التناقض والتباين هو انعكاس لتناقضات قيادات المعارضة نفسها فهي غير مستوعبة للخطوة التالية ولا واثقة منها لسبب بسيط هو أن السلطة لديها شارعها وأنصارها ولديها المزيد من الأوراق، وأن الاتجاه نحو التصعيد والتصادم سيكون مرتفع الكلفة وقد لا يحقق مرامها، وفي الوقت ذاته ترى أن البقاء في الساحات لن تجني منه شيئاً سوى حنظل الانتظارالممل، لهذا فهي ترى في أي مبادرة خارجية طوق نجاة لها من هذا المخنق الذي وقعت فيه .

ولا أظن أن الحال كان سيصل إلى ما وصل إليه لو لم تؤجل الانتخابات النيابية منذ سنتين، ولو لم تؤجج صقور المعارضة والسلطة حدة الخلاف والاختلاف ليصل إلى حالة سياسية مرضية تقوم على الفعل ورد الفعل دون أن يكون لدى أي فريق رغبة حقيقية للخروج من هذا المعترك وفق رؤية وطنية حسنة النوايا ومبرأة من وعثاء السياسة وأدرانها التي دأبت مع إصرار وترصد لجعل الوطن شماعة فقط لتصفية حساباتها مع خصومها .

والآن يا سادة يا كرام: نحن نشعر بالملل والغثاء، الساحات الثورية تحولت إلى مقايل تخزينة وهتافات وصلاة وخطب، وتمارين كشافة حسب توصيف أحد أصدقائي الثوار، ومن يتخذ القرار فيها يوحى إليه من الغرف المغلقة، والناس كلهم معلقون عيونهم على مجلس التعاون الخليجي، الأمين العام جاء الأمين العام رجع، الأمين العام اتصل، المعارضة رفضت السلطة وافقت، المعارضة وافقت السلطة رفضت، هناك تعديل أول وتعديل ثاني وثالث ورابع، العربية نقلت، الجزيرة أكدت، عزمي بشارة قال، سفير قطر وعد، والخلاصة إن أي شعب لا يستطيع أن يحسم خياراته داخلياً سيظل خانعاً ومتعلقاً بأستار الخارج أبد الآبدين، صحيح أننا جزء من المنطقة لكن من العيب أن نظل حديقة خلفية وساحة لنقل صراعات الأشقاء والأصدقاء على حساب كرامتنا كشعب وأمة .

إنها ثلاثة أشهر ونحن في عنق الزجاجة، ثلاثة أشهر تستدعي أن نتساءل بشدة ثم ماذا بعد؟ البلد توشك على انهيار اقتصادي مريع إن لم تكن بدأت تعيشه بالفعل، ضاقت معيشة الناس وشحت أرزاقهم، لا دبة الغاز في متناول اليد، ولا دبة البنزين يمكنك الحصول عليها بسهولة، والعملة الصعبة تستنزف لشراء متطلبات الناس من الخارج، والخوف من المجهول بدأ يستبد بالناس، وأخشى أن ينفرط ما بقي من صبر الناس قريباً، وحينها سيتسع الخرق على الراقع، فلا الحوار حينها سيجدي ولا دعوات ضبط النفس، لأن الجائع لا يعرف إلا نداء بطنه، فرفقاً بهذا البلد ففيه من المواجع ما يكفيه !








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025