الجمعة, 23-مايو-2025 الساعة: 03:15 ص - آخر تحديث: 03:10 ص (10: 12) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
بالوحدة تسقط كل الرهانات
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الوحدة امتداد طبيعي لهويتنا اليمنية الوحدوية
قاسم محمد لبوزة*
لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة
غازي أحمد علي محسن*
الذكرى السنوية ليوم الوحدة اليمنية المباركة
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
الوحدة.. الحدث العظيم
محمد حسين العيدروس*
مايو.. عيد العِزَّة والكرامة
عبيد بن ضبيع*
في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر
إياد فاضل*
الوحدة التي يخافونها..!!
د. عبدالوهاب الروحاني
الوحدة اليمنية عهد لا ينكسر وأمل لا يموت
عبد السلام الدباء*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - د. زيد علي الفضيل
د. زيد علي الفضيل -
اليمن بين شرعية الدولة ومشروعية الفراغ ..!
بداية لا يسعني كمراقب متابع لتطور الأحداث في اليمن حاليا إلا أن أتقدم ومعي كل أبناء الجزيرة العربية ووطننا العربي بجزيل الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله والقيادة الرشيدة في مملكتنا الغالية، لما بذله من جهد لوقف أعمال الاقتتال البيني بين أبناء الشيخ عبدالله الأحمر والقوات الحكومية الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، لاسيما بعد إصابة الأخير وعدد من كبار مسؤولي حكومته بجروح متفاوتة بين الخطيرة والخطيرة جدا، جراء استهدافه بقذائف صاروخية وهو يؤدي صلاة الجمعة بمسجد قصره الخاص.

وقد جاء ذلك الاعتداء الذي لم يراع حرمة لبيت الله والمصلين، ليكون بحسب رأي البعض بمثابة الانتقام لحادث الاعتداء على منزل الشيخ عبدالله الأحمر بالحصبة، حال تفاوض الوسطاء المبعوثين من قبل الرئيس مع الشيخ صادق وإخوانه، من أجل إيقاف الاشتباكات الدائرة بينهما، التي نتج عنها إصابة اللواء غالب القمش مدير الأمن السياسي ومقتل عدد من المشايخ القبليين ومنهم الشيخ محمد أبو لحوم، وكان أن تبنت عدد من الوسائل الإعلامية في حينه فرضية أن يكون ذلك بتدبير من الرئيس نفسه، على أني كنت ولا أزال أستبعد أن يكون ذلك صحيحا لاعتبارات كثيرة ليس مجالنا الآن الحديث حولها؛ كما وفي المقابل فقد استبعدت ومنذ الوهلة الأولى لحادث الاعتداء على الرئيس صالح، فرضية تبني آل الأحمر له، على الرغم من تصريح الرئيس في خطابه الشفوي بذلك، وطالبت في حديثي إلى الإعلامي المتألق علي الظفيري في برنامج حديث الثورة، بأن نبتعد كمراقبين سياسيين عن مسار الاتهامات والاتهامات المضادة، التي حتما ستكون لها نتائجها السلبية على طبيعة الوضع في اليمن بشكل عام.

وواقع الحال فإن المتتبع لمسار الأحداث ليشعر أن مُخططا يسير بهدوء يهدف إلى تجذير حالة فراغ مشروع الدولة المؤسسية المدنية، لصالح مشروع آخر له صفته الظاهرة المتمثلة في تأييد مجاميع متنوعة من شريحة القبائل، وله عمقه الباطني المتمثل في طبيعة ما يحمله من أفكار ورؤى دينية متشددة، تؤمن بأن مصلحتها الحركية ونشاطها المسلح يقتضي دخول اليمن في حالة عميقة من الفراغ المؤسسي أسوة بأفغانستان مثلا؛ كما أن ذلك الهدف ليس قاصرا على ذلك المشروع الديني المتشدد، بل يتقاطع معه العديد من كيانات المافيا المتخصصة بالاتجار بالبشر، وتسويق الرذيلة، وتجارة السلاح، وعصابات الاتجار بالمخدرات، التي باتت مصلحتها واضحة في بلوغ اليمن تلك الحالة من الفراغ المؤسسي، حتى يتسنى لها العمل براحة بال وحرية كاملة، لاسيما وأن اليمن يحظى بموقع استراتيجي مُطل على ساحلين طويلين، وطبيعة جغرافية منيعة، وإطلالة مثالية على منطقة الخليج العربي بما تعكسه من أهمية اقتصادية وتسويقية.

أمام هذا المشهد القاتم يحتدم الصراع دون إدراك بين فرقاء الصراع السياسي والشعبي في اليمن، ويمشي شباب الثورة خلف رغباتهم دون وعي أو تفكير، بل ويقف اللقاء المشترك عاجزا عن إدراك خطورة مسار الحالة السياسية مستقبلا في حال تغير الوضع بشكل مأساوي، فالدم في مجتمع قبائلي مُسلح لا يورث إلا الدم، والعنف لا يولد إلا عنفا، وكم هي أمنيتي لو يرتقي السياسيون وقادة الحركة الشبابية في ساحة التغيير فوق خلافاتهم السياسية مع السلطة، ورغباتهم الشخصية بانتهاء حكم الرئيس صالح، ويعمدوا إلى إعلان رفضهم لكل أشكال الاقتتال، والرقص على الدماء، لاسيما وأن حادث الاعتداء على غريمهم قد تم في بيت من بيوت الله، وفي ساعة تتوجه فيها القلوب والأبصار إلى بارئها رغبة ورهبة، انطلاقا من إيمانهم بسلمية الثورة والتغيير، وتخوفا من أن يفقد اليمنيون أمانهم وهم بين يدي الله وفي بيته المحرم، فتنعدم حرمة كل الساحات بعد ذلك بما فيها ساحة التغيير ذاتها. إنها الحكمة اليمانية التي أتمنى ألا تغيب عن الأبصار، ولا تتلاشى في لحظة نشوة إعلامية عابرة، أو رغبة صارخة في تقليد مسار شباب الثورة في تونس ومصر، إذ لكل قطر ظروفه وطبيعة تكوينه السياسي والاجتماعي الخاص.

فهل يستوعب أهلنا في اليمن لخطورة أي تغيير ملطخ بالدماء، ويسعوا جاهدين (سلطة ومعارضة وشباب مستقل) إلى إنشاء حكومة انتقالية مستقلة من التكنوقراط، تعمل على إعادة الأمن، وإجراء التعديلات اللازمة للدستور، والتجهيز لانتخابات رئاسية وتشريعية جديدة بإشراف ومشاركة دولية مباشرة ؟!
[email protected]

عن المدينة السعودية








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025