علماء اليمن..!! كثيرة هي الأمور التي تركت في الحلق غصة وفي النفس حسرة خلال أكثر من عام.. ومن أبرز هذه الأمور فاجعة اختلاف العلماء اليمنيين وانقسامهم على معسكرين. وعلى هول هذه الفاجعة بالنظر الى ما يمثله أطرافها من القامة والقيمة عند الناس فقد ظل الامر مسكوتاً عنه الا من شظايا كلام.. وهو ما يعكس احترام المجتمع للعلماء وخوفه من الوقوع في الخطأ مع رموز علمونا أنهم ورثة الأنبياء ثم أوقعونا في هول المفاجأة. ۹ ولا أرى الا أنهم فرطوا بالورث وهم يسمحون للشقاق السياسي أن يعكس نفسه عليهم بل ويصبحون جزءاً متحركاً منه.. وكنت ومازلت اعتقد بأنه كان بمقدورهم لو توحدوا تجنيب اليمن الكثير من النزيف في الدماء وفي الأموال وفي الاستقرار.. لكن الكثيرين خيبوا الظن فإذا بالفئة الأرشد والأكثر تأثيراً خارج دائرة التأثير الايجابي المأمول. وليس في الأمر سياسة أو تسييس لو قلت أنه كان بمقدور العلماء الظهور وهم موحدون على الكلمة السواء بصورة أفضل من تلك التي هزت ثقة المجتمع فيهم وحولت بعض رموزهم الى مجرد لاعبين سياسيين فاختلط عالم الدين بعالم الحزب. والآن وقد خرج بعضهم الى الأضواء من جديد لا أظنهم يتكبرون على النصيحة بأن يدركوا الحاجة الى اتخاذ خطوة مهمة في المنتصف ينبغي القيام بها وهي تذويب الانتماء الى الجمعية والهيئة والرابطة والأحزاب في دائرة إيمانية تعيد الاعتبار للعلم والعلماء الذين وإن هزوا مشاعر المجتمع الا أن المجتمع سيظل ينتظر منهم دوراً كبيراً يليق بعلمهم وبكونهم يبقون ورثة الانبياء. إن ملفاً كبيراً انفتح في اليمن ولا يجب العمل على إغلاق هذا الملف أو إبقائه مفتوحاً دون أن يكون العلماء روافع نصح ودوافع أمل وعمل.. وإلى الآن يحدث ذلك سأبقى في غاية الحزن. |