إخوان مصر يقودونها إلى المحرقة • عقب ساعات قليلة من انتهاء الانتخابات الرئاسية المصرية في جولتها الثانية التي جرت يومي السبت والأحد ( 16 – 17 ) يونيو 2012 م سجَّل إخوان مصر فضيحة غير مسبوقة حينما خرج مرشحهم للرئاسة ( الدكتور مرسي ) ومن حوله مجموعة من عتاولة الجماعة مطلع فجر الاثنين 18 / 6 / 2012 م ليعلن عن فوزه برئاسة مصر قبل أن تستكمل لجان الفرز ما نسبته 20 % من عملية فرز أصوات الناخبين بحسب آخر ما ورد من غرفة عمليات اللجنة العليا للانتخابات المصرية حينها . • وحينما تكون الفضيحة الأولى مسجلة حصرياًّ على لسان إخواني بمرتبة منافس على رئاسة مصر ، فليس أمام صغار الإخوان إلاَّ أن يستقبلوا تلك الفضيحة بمعنويات واستعدادات عالية لتسجيل سلسلة فضائح ستظل وصمات عار في جبين كل إخواني على وجه الكرة الأرضية . • من أصغر إخوانجي إلى أكبر مرشد خرج المهووسون بالزيف يحتفلون ويملأون الشوارع ويهيِّجون الرأي العام ضد نتائج الانتخابات التي لم تظهر ، وضد الديمقراطية التي لا يؤمنون بها مطلقاً ، وضد إرادة الشعب الذي يكفرون بمشيئته ، وضد المدنية والحرية والقانون والقضاء ونواميس الحياة . • خرج إخوان مصر في توقيت خطير وحساس ، يعلنون للعالم أنهم على استعداد لمواجهة كل منطقٍ وكل عُـرفٍ وكل قيمةٍ وكل قانونٍ وكل إرادةٍ وكل مشيئةٍ لا تصب في مصلحة هذه الجماعة ، التي لا تؤمن بمصالح الوطن ولا بإرادة الشعب ولا بنتائج الانتخابات ولا باللجنة الانتخابية ولا بالتشريعات ولا بأية مفردة لا تأتي أكلها سيطرةً إخوانية عاجلةً غير آجلة . • خرج إخوان مصر بناء على دعوة مرشحهم الذي كفر بكل التقاليد الديمقراطية ، وأعلن عن نفسه فرعوناً يستبق الفرز ، يقفز على أصوات الناخبين ، يتجاوز السلطات التنظيمية ، يحصي ما في صناديق الاقتراع ، ويعلم بالنتائج ، يطَّلع غيب ما في 13 ألف لجنة ، ويدرك مكنون ما في صدور وضمائر ما يزيد عن 25 مليون ناخب مصري . • خرج إخوان مصر يستهترون بعقول شعب مصر ، وعقلاء الشعوب الذين يتابعون ما يحدث في مصر ، ومثلهم خرج خونجية الزيف في كل العواصم المجروبة بهم ، يستحثون الشعوب على الحفاوة بفضيحتهم التي توجت سلسلة فضائح اقترفوها على مدار أكثر من عام ، في مواطن وعواصم ومواقع على الأرض وعلى شبكات الزيف الإعلامي التي سخرها لهم أباليس العصر . • خرج إخوان مصر يخنقون شوارع القاهرة وأنفاس المصريين ، ويستبقون الحق والحقيقة بطاووسيتهم المعهودة ، التي بلغت حد اعتقاد ساذج يحاولون تعميمه بأنهم يتفردون عمَّن سواهم بامتلاك الحقيقة المطلقة والحق المطلق في كل زمان ومكان . • خرج إخوان مصر سمعاً وطاعةً لمشيئة كُبرائهم الذين يعلمون أن خروجهم باطل يراد به باطل ، لكنهم خرجوا يرددون هتافات ، يرفعون شعارات ، ويقترفون ممارسات لا تفسير لها ولا معنى سوى الدعوة لمواجهات وصدامات – ليس مع المنافس على الرئاسة وحسب – بل ومع القضاء والمجلس العسكري ، مع الدستور ومع الشعب المصري الذي لا يشك أحدٌ بأنه انتصر لنفسه وإرادته في صناديق الاقتراع ، بصرف النظر عمَّن حصد أغلبية أصواته ، لكن إخوان مصر ليسوا على استعداد لمباركة لحظة انتصار لشعب مصر حتى وإن منحهم الرئاسة . • ليست لحظة طيش أو غلطة شاطر أو هفوة غير محسوبة تلك التي سجلها إخوان مصر، وهم يستبقون إعلان اللجنة الانتخابية انتصار الشعب المصري لنفسه وإرادته وخياراته الديمقراطية ، بل هي نزعة استحواذ جسدها إخوان مصر الذين ليس لديهم استعداد لسماع خبر انتصارٍ لشعب مصر ، حتى وإن كان ذلك الانتصار يصب في صالحهم ، فالأهم عندهم أن ينسبوا لأنفسهم وحدهم أي نصر يتحقق على الأرض . • قد تأتي النتائج النهائية لصالح مرشح الإخوان ، وكان بالإمكان - لإخوان مصر - أن يكونوا شركاء للشعب المصري في تحقيق انتصار يمكنه أن يضع مصر على أولى الخطوات في طريق الاستقرار ، لكن أنانية الإخوان أخرجتهم من معادلة الانتصار بالشعب وللشعب ومع الشعب ، وكشفت عمَّا في جرابهم من مشاريع استئثار وإقصاء وتطرف ، وما يعانون من عقد الإخفاقات والهزائم التي تدفعهم لاستثمار ما يحققه غيرهم من نجاحات وانتصارات ينسبونها لأنفسهم دون حق أو استحقاق . • خرج إخوان مصر بأنانية وحقد وكراهية يقولون - بصريح المخطط - أنهم على استعداد لأية خيارات تدميرية ما لم يكن كرسي الرئاسة من نصيبهم ، وأنهم متأهبون لإلقاء مصر والمصريين في نفق الصدام وسراديب الفوضى التي لم تكن بدايتها كذبة مرسي الكبرى ، ولن تكون خاتمتها وصم نتائج الانتخابات بالتزوير إن جاءت بخلاف ما أعلنه شيطانهم الأكبر مرسي . • يدرك عقلاء مصر وعقلاء الدنيا أن إعلان مرسي الفوز بالرئاسة فضيحة مجلجلة ليست الأولى ، ولن تكون الأخيرة ، لجماعة ليس فيها رشيد يحترم عقول الناس ، ولا مساحة لذرة خجل تحد من السفه الإخواني في الاستخفاف بعقول البشر ومشاعرهم ، لكن الأهم والأخطر من الأقوال والأفعال الفضائحية الإخوانية ، تبعات هذه الممارسات التي تدفع مصر باتجاه كارثة لا يدخر الإخوان جهداً لإحلالها ، ومحرقة يحفر الإخوان بشرهٍ أخاديدها ويجمعون بحقد حطبها . |