الثلاثاء, 14-أكتوبر-2025 الساعة: 01:04 ص - آخر تحديث: 11:06 م (06: 08) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
الثورة اليمنية.. وأخطار اللحظة التاريخية
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
موسوعة البروفيسور بن حبتور... حين يُرمم الفكر وجعَ الوطن المكلوم
عبدالقادر بجاش الحيدري
الذكري السنوية الخالدة لثورة 14 أكتوبر 1963م
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*
شجونٌ سبتمبرية وأكـتوبرية
حمير بن عبدالله الأحمر*
علي عبدالمغني.. القائد الذي أشعل فجر سبتمبر
عبد السلام الدباء*
الشهيد المناضل محسن الشكليه الحميري
أبوبكر محمد حسين الشكليه
في ذكرى 28 يوليو.. شراكة المؤتمر وأنصار الله خيار وطن لاصفقة سلطة
توفيق عثمان الشرعبي
آن أوان تحرير العقول
أحمد أحمد الجابر*
الوحدة امتداد طبيعي لهويتنا اليمنية الوحدوية
قاسم محمد لبوزة*
لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة
غازي أحمد علي محسن*
الوحدة.. الحدث العظيم
محمد حسين العيدروس*
مايو.. عيد العِزَّة والكرامة
عبيد بن ضبيع*
في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر
إياد فاضل*
الوحدة التي يخافونها..!!
د. عبدالوهاب الروحاني
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
عبدالقادر بجاش الحيدري -
موسوعة البروفيسور بن حبتور... حين يُرمم الفكر وجعَ الوطن المكلوم
حين تتعب الذاكرة من ضجيج اللحظة، وتبحث الأمة عن صوتٍ يختصر تاريخها بين دفّتي كتاب، يبرز من عمق التجربة مفكرٌ يمانيٌّ أصيل، قاوم بفكره ومواقفه خذلان الواقع ووهن اللحظة، وجعل من قلمه مشعلا ينير دروب الأمل، ومن كلماته جسورا تربط الماضي العريق بالمستقبل المنشود، وقف شامخا لا تنحنيه عواصف الزمن ولا تقلّبات السياسة، بل يزرع في تربة التحدي بذور وحدة الارض والانسان والإرادة، ليحصد وطنًا يقاوم ويبني، متمسكًا بجذوره، وناظرا إلى السماء لاينحني.

إنه الصوت الذي جسّد الحكمة الغائبة وسط دهاليز السياسة حين ضلت البوصلة طريقها، فحمل الرؤية والاتزان، وثبّت الموقف، وجعل من قلمه لسانًا للوعي لا يكلّ ولا يملّ وفي كل المواقف والاتحهات استطاع أن يلملم شتات القلوب، ويصوغ منها إنتاجا فكريا يعانق السماء، وينسج أمل وطنٍ لا يعرف الهزيمة.

ذلك هو البروفيسور الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، المفكر الذي عرفناه في مقدمة صفوف القادة، والذي لم يكتب من وراء المكاتب، بل من قلب الأحداث ووهج التجربة، كتب وألف بين سطور المعاناة والأمل، وصنع لليمن وللأمة إرثًا فكريًا بحجم الحلم، وذاكرةً بحجم التاريخ.

وفي زمنٍ تراجعت فيه مساحة الفكر أمام صخب السياسة، يبرز البروفيسور بن حبتور كصوتٍ مختلف، يعيد للأذهان هيبة الكلمة وعمق الفكرة، ويذكّر الأجيال بأن التوثيق الواعي هو الحارس الأمين لذاكرة الأوطان. فمن بين رفوف كتبه وموسوعاته التي تجاوزت الواحد والأربعين جزءا، تتنفس اليمن فكرتها، وتستعيد الأمة شموخها عبر قلم رجلٍ آمن بأن الفكر لا يُختزل في مرحلة، بل يصنع المراحل كلها.

في سجل الفكر اليمني والعربي، يظل اسم البروفيسور الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، عضو المجلس السياسي الأعلى، منارةً للفكر الوطني، وبصمةً خالدة في مسار الثقافة، ومشروعا معرفيًا متكاملا يعانق التاريخ والسياسة والمجتمع والفكر في آنٍ واحد.

وما أثلج الصدور حقًا أن نرى البروفيسور بن حبتور يصدر موسوعته الفكرية الموثّقة، التي بلغت حتى اليوم واحدًا وأربعين جزءا، تمثّل تتويجا لمسيرة طويلة من البحث والتأمل والعمل الأكاديمي .
لم تكن هذه الموسوعة مجرد تجميعٍ للنصوص أو توثيقٍ للأحداث، بل مشروعا وطنيا علميا متكاملا، يعيد قراءة التحولات اليمنية والعربية بعيون المفكر المسؤول، ويؤرخ للذاكرة الوطنية بوعيٍ ومسؤوليةٍ رفيعة.

ومن خلال هذا العمل الضخم، يؤكد البروفيسور بن حبتور أن المعرفة ليست ترفًا ذهنيا بل واجبا وطنيا ورسالةً أخلاقية، وأن التوثيق ليس حفظا للماضي فحسب، بل ضمانٌ لمستقبلٍ لا تضيع فيه الحقيقة، فكل صفحة من موسوعته تحمل روح الوطن، وتوثّق نبضه في لحظات التحول والتحدي والصمود.

ومن يقرأ أعمال البروفيسور العظيم بن حبتور يدرك أنه أمام عقل موسوعي نادر، يجمع بين دقة الباحث الأكاديمي، وبصيرة رجل الدولة، وعمق الفيلسوف، إنه المفكر الحصيف الذي لا يكتب من برجٍ عاجي، بل من قلب التجربة ووهج الواقع، وقد استطاع أن يحوّل مسيرته الطويلة في ميادين التعليم والإدارة والسياسة إلى إرث فكري راسخ، أغنى المكتبة اليمنية والعربية بمضامين أصيلة تعالج قضايا الوطن والإنسان بلغةٍ واعيةٍ ومسؤولة.

تميّزت مؤلفاته بعمقها الإنساني وانتمائها الوطني، إذ يرى أن المثقف الحقيقي هو من يسهم في بناء وعي أمته، وأن الكلمة الصادقة هي أولى لبنات النهوض. لذلك ظلّ البروفيسور بن حبتور يؤمن بأن الفكر أسمى أشكال المقاومة، وأن القلم لا يقلّ شرفا عن البندقية حين يكون في خدمة الحق والوطن.

فالموسوعة التي بلغت واحدًا وأربعين جزءًا ليست نهاية المسار، بل محطة في رحلةٍ فكرية لا تتوقف، تعبّر عن إيمانٍ عميقٍ بأن الفكر لا يموت ما دامت هناك عقولٌ حيّة تكتب، وتفكر، وتؤرخ.

إنه لمصدر فخرٍ واعتزازٍ أن نحتفي بالبروفيسور عبدالعزيز بن حبتور، لأن الاحتفاء به هو احتفاء بالعقل اليمني الخلّاق، وبالقدرة الوطنية على إنتاج المعرفة رغم كل التحديات. فكل مؤلفٍ جديد يصدر عنه هو رسالة أملٍ متجددة بأن اليمن ما زال حيًّا بعقول أبنائه، وأن رجال الفكر مازالوا يصنعون التاريخ بالكلمة كما يصنعه الآخرون بالسلاح والاقتصاد.

إن هذه الموسوعة الثمينة، التي تزخر بها الساحة اليمنية، تمثّل إنجازا فكريا ووطنياً وإنسانيا متقدما، يليق بتاريخ اليمن العريق ومكانته الحضارية، ويضع صاحبها في مصافّ المفكرين الموسوعيين الذين تفتخر بهم الأمة وتستضيء بفكرهم الأجيال القادمة.

لله درّك أيها المفكر اليماني الأصيل،
على ما تحاول به بكل محبةٍ وعطاء، أن ترمّم بنور فكرك وجع الشتات والصراع الذي ينهش وطننا المكلوم.

ودمتَ للوطن ذخراً وللأمة نبراساً، وللحكمة عنواناً، بروفيسورنا اليماني العظيم.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025