|
الزنداني حين يحرم الخروج على الحاكم وينظر للقاعدة لم يترك رجل الدين المتطرف عبد المجيد الزنداني حجراً ولا شجر ولا بقرا ولا بشرا ولم يترك بحثا ولا اكتشافا ولا اختراعا إلا وجيره لنفسه وربطه بملف "الإعجاز العلمي" الذي استغله للترويج لنفسه كعالم رباني ورجل دين وفقيه عارف وعالم ضليع في الرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلم الأجنة والفلك "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه" .. وساعده في ذلك الإدعاء ثلة من الجهلة وأنصاف المتعلمين الذين أدمنوا الجلوس بين قدميه ونفاقه في مجالسه وترديد خزعبلاته. إلا أن ما لم يدر في خلد مقدم ومعد برنامج أصداء اليوم لـ قناة السعيدة "الفضائية" ومتابعي القناة "ليلة أمس الاول" ، أن يحول الزنداني مسار البرنامج الذي خصص لرصد موقف العلماء من الحوادث الإرهابية التي تستهدف أفراد القوات المسلحة والأمن مؤخرا .. إلى حلقة لشرح مواهبه المعروفة سلفا في الفذلكة الفقهية الخرقاء وقدراته في ربط كل شيء ولأي شيء بالسيد (الإعجاز العلمي) . هكذا .. فاجأ الزنداني مقدم البرنامج عقب سؤال له حول رأيه فيما حدث أمام كلية الشرطة ؟، ليجيب الزنداني بقوله : "الضحايا الأبرياء الذين قتلوا ولا يدرون فيما قتلوا والذين قتلهم القاتل وهو لا يدري لماذا قتلهم.. كنا نقرأ في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ فترة طويلة ونعجب لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا نتساءل كيف سيكون هذا الحديث فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " والذي نفسي بيده ليئتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قتل ،ولا يدري المقتول على أي شيء" . إذا (والعهدة على رجل الدين الزنداني) : فجريمة الاعتداء على ميدان السبعين وجريمة الاعتداء على طلاب الشرطة وغيرها من جرائم القتل التي تقوم بها عناصر تنظيم القاعدة "الإرهابي" بحق أفراد القوات المسلحة والأمن كل ذلك جاء ليزيل عجب الزنداني وطلابه حول جدلية (القاتل والمقتول) الذي لا يعرف احد منهما الآخر وفق الحديث النبوي المشار اليه ، وبالتالي فكل تلك الأحداث تضاف لموسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ولا حاجة لإدانة أو تنديد أو برقية تضامن مع اسر القتلى والمفجوعين بفقد أحبائهم . الزنداني عاد في اللقاء ودماء العشرات من طلاب كلية الشرطة لم تجف بعد ليجدد مطالبته بالحوار مع تنظيم القاعدة "الإرهابي" .. وقال: "نريد أن يتم التفاهم بين الحكومة وبين حاملي السلاح هؤلاء .. جميع حملة السلاح والمتمردين بالسلاح على الدولة" ، غير أن أبرز ما قاله في اللقاء التلفزيوني كان سحبه لبراءة الإختراع التي منحها الشباب في ساحة الاعتصام "أمام جامعة صنعاء" عندما بارك خروجهم على النظام وأشاد بدعواتهم لإسقاط النظام ،واعتبرها جهادا في سبيل الله ...متناسياً انه التف يومها على دعوة الرئيس السابق للجمهورية لتحكيم كتاب الله .. لكنه يعود اليوم ليربط العلاقة بين الحاكم والمحكوم بمبدأ "السمع والطاعة .. وإن جلد ظهرك وأن آخذ مالك " ـ وإن تولى عليكم عبد حبشي على رأسه زبيبة ، ما لم تروا كفرا بواحا ـ بواحا ـ أي ظاهرا جليا " والكلام للزنداني" قناة السعيدة التي اتصلت هاتفيا برجل الدين المتطرف ليلة الأربعاء الموافق 11ـ 7ـ 2012م في برنامج "أصداء اليوم" وبعد ساعات من جريمة الاعتداء الإرهابي على طلاب كلية الشرطة أثناء توجههم لقضاء إجازتهم الأسبوعية وذلك بغية توضيح موقف الشرع من العمليات الإرهابية التي تتم في اليمن ، لم تخرج كما كان واضح بأي نتيجة تذكر من ضيف اللقاء الزنداني الذي راوغ كثيرا واستطاع التهرب من إدانة تنظيم القاعدة والعمليات الإرهابية التي ينفذها التنظيم ضد منتسبي الأجهزة الأمنية والعسكرية بجر النقاش نحو مواضيع جانبية ، ليقولها في نهاية المطاف بكل وضوح وردا على السؤال الذي أعاد مقدم الحلقة طرحه أكثر من مره (ما هي نظرة الشريعة الإسلامية إلى منفذ مثل هكذا عمليات) ، ليأتي رد الزنداني : (لست القاضي الذي أبين الحكم الآن ، فالقاضي له شأنه وله منهجه وله خطواته التي يصدر حكما) . |