الانتصار الديمقراطي

الإثنين, 28-أبريل-2003

المؤتمر نت -
الانتصار الديمقراطي

في الموعد المحدد يوم الأحد السابع والعشرين من إبريل 2003م، توجه الملايين من الناخبين المسجلين في المراكز والدوائر الانتخابية بمختلف محافظات الوطن من المهرة إلى صعدة إلى صناديق الاقتراع، للإدلاء بأصواتهم في اختيار 301 عضو لمجلس النواب الجديد من بين 1396 مرشحاً يمثلون 22 حزباً وتنظيماً سياسيا منهم 405 من المستقلين بينهم 11 امرأة.
وإقبال الناخبين على النحو الذي شهده الجميع لم يكن مفاجأة لأحد، لان اليمنيين هم الذين صنعوا وأبدعوا هذا الإقبال المنقطع النظير.
لكن لا بد من الاعتراف بأن إقبال الناخبين المتدفق من كل حدب وصوب على مراكز الاقتراع فاق توقعات المراقبين والمتابعين والمهتمين في شئون الانتخابات
ومن خلال قراءة أولية وسريعة لتفاصيل المشهد الانتخابي، ولعدد الذين شاركوا في هذه الانتخابات يمكن استخلاص مجموعة من العوامل أهمها تمكن فيمايلي:
أولها: إحساس كل يمني ويمنية بأهمية الديمقراطية ومبدأ التداول السلمي للسلطة والاحتكام إلى صناديق الاقتراع..، والحرص على المشاركة الصادقة في صنع القرار السياسي عبر انتخاب من يمثله تحت قبة البرلمان ممن يحترم الدستور وسيادة القانون ويضع مصلحة الأمة فوق المصالح الأنانية والذاتية.
ثانيها: شعور المواطن العادي بضرورة وجود المجلس النيابي المعبر عن إرادة الشعب، والاعتقاد بأن مهمة البرلمان هي التشريع والمراقبة والمحاسبة.. والعمل بصدق ومسؤولية عند سقف الطموحات الوطنية.. ويتصدى لقضايا تهم الوطن والمواطن بأكبر قدر من الأمانة والجدية والمسئولية.
ثالثها: عندما ذهب اليمنيون إلى مراكز الاقتراع بمظهر حضاري ومنحوا أصواتهم لمرشحيهم عبر بطاقة الاقتراع وبصورة سرية وحرية تامة..، كانت قلوبهم وعيونهم تتبنى مداميك على البناء الديمقراطي.. مع الاعتراف بحق الأخلاق والرأي والرأي الآخر.
ويمكن القول رابعاً أن هذا الخروج الجماهيري الواسع والتفاعل الخلاق يمثل بحق ترجمة عملية لصدق الانتماء الوطني وقفزة نوعية أخرى لمسيرة الديمقراطية اليمنية. ويزداد الإعجاب أكثر حين تقع العين على الطوابير الطويلة للنساء اللاتي وقفنا ساعات طويلة أمام اللجان الانتخابية. وحرصناً على الإدلاء بأصواتهن رغم قلة عدد المرشحات.. إلى هذه الدورة الانتخابية ومع ذلك أثبتت المرأة اليمنية إنها أكثر وعياً اليوم بدورها وحضورها في المجتمع ولتؤد بذلك حقها الديمقراطي، واستعدادها للمساهمة في صنع المستقبل المنشود دون وصاية من أحد.
وهي بذلك -أي المرأة- تسجل نقطة مضيئة في قلب الحدث الديمقراطي كخطوة أخرى نحو تعزيز مواقعها ومشاركتها في صنع القرار وإدارة دفة الاختيار.