المؤتمرنت - جميل الجعـدبي -
اليمن : وفاق وطني خارج المبادرة الخليجية (صور)
كعادتهم في صناعة التحولات التاريخية العظيمة والمكاسب الوطنية والمنجزات التنموية العملاقة لا يترك المؤتمريون نافذة يمكنها الاسهام في إحداث تقارب سياسي وصناعة وفاق وطني لإخراج اليمن من الأزمة الطاحنة إلا وبادروا لفتحها أمام شركائهم في الملعب السياسي والوفاق الوطني .
أمس الجمعة الـ(9) من نوفمبر 2012م في حفل زواج نجل الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام الدكتور/ احمد عبيد بن دغر، شهدت العاصمة صنعاء ما يمكن تسميته وفاقاً وطنياً خارج المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، وذلك حينما كان القيادي المؤتمري بن دغر والاستاذ محمد حسين العيدروس عضو اللجنة العامة بالمؤتمر الشعبي العام والمهندس عوض السقطري عضو الهيئة الوزارية واللجنة الدائمة لالمؤتمر، وصلاح الصيادي – أمين عام أحزاب التحالف الوطني – وعدد من قيادات ومسئولي المؤتمر -حينما كانوا- على موعد لاستقبال الوفود السياسية والقبلية والاجتماعية الذين حرصوا على تلبية الدعوة وتقديم التهاني.
ليست مناسبة اعتيادية ، ولا أتصور احداً سيعيب علينا الحديث عنها وقراءة معانيها فحينما تكتظ كبرى قاعات الأفراح في العاصمة صنعاء بخليط من "البلطجية والثورجية" ويتبادلون الابتسامات على معزوفات وأغاني الفنان فؤاد الكبسي والفنان عمر باوزير، وحينما يتعانق وزراء المشترك مع وزراء المؤتمر تحت سقف واحد وترصد عدسات وشاشات التلفزة ذلك خارج الأطر الرسمية ، فإن ذلك يعني اننا امام فعالية وطنية وإستثنائية بكل المقاييس، ويعني بوضوح إمكانية طي صفحة الماضي ، وأن ثمة مبادرات نوعية لترميم ساحة الملعب السياسي المشققة كعمارة بجولة كنتاكي أو الحصبة ، وأن ثمة جهود نوعية يخطط لها بعناية لإعادة تأهيل جسور التواصل والاتصال وتعبيد الطريق أمام قطار مؤتمر الحوار الوطني المرتقب.
يحرص المؤتمريون على حضور الفعاليات والمناسبات الاجتماعية ومشاركة الآخرين أفراحهم واحزانهم بما فيهم من يخالفونهم الرأي والانتماء السياسي.. والمشهد المماثل بين أيدينا ليس إلا واحدة من ثمار النهج المؤتمري الوسطي المرتكز على قبول وإشراك الأخر وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والضيقة.
صحيح إن الصورة لم تكتمل بغياب عدد أخر من وزراء وقيادات المشترك ، لكن الصحيح أيضا أن الصورة (المبادرة) الوفاقية تستحق الاعجاب وتبعث على الأمل والطمأنينة بإمكانية وأهمية كسر الحواجز النفسية بين شركاء الوفاق الوطني بعد نحو عام ونصف من الشحن النفسي والمعنوي لأنصار طرفي أكثر الأزمات اليمنية تعقيداً.. مثلما تؤكد هذه الصورة مجدداً أن اليمن غير.. وأن اليمن مثلما قلنا ليست تونس واليمن ليست مصر..!!
وختاماً نقول أدام الله السرور للعريس الشاب الخلوق/ عبدالله احمد بن دغر، وصهره الشاب الخلوق /صلاح احمد البشيري.. وتهانينا للأمين العام المساعد ومن شاركوه صنع هذا المشهد الوفاقي.. وتحية خاصة لوزراء وقيادات أحزاب المشترك المشاركين في الفعالية.. ودعوة للمزيد من هذه المبادرات.. فمن يدري لعل العلاقات الإنسانية تنجح فيما عجزت عنه المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن، وتصلح ما أفسد ته المخططات السياسية .؟!!