وأكد الشامي في حديث لـ »الدستور« »أن الاحتلال الإسرائيلي يريد أن يقلل من حجم تكاليفه« وأضاف: »يريد شارون أن يغير صورة دولته لدى الرأي العام الدولي الذي أخذ ينظر إليها باعتبارها دولة مجرمة وأكثر دولة تهدد السلام في العالم«. ونبه الشامي أيضا على أن شارون يسعى من وراء انسحابه من قطاع غزة إلى إثارة فتنة داخلية في المجتمع الفلسطيني لعله يحقق هدفا إسرائيليا قديما بإشعال فتيل الصراع بين القوى الفلسطينية المختلفة »لكن هذا الهدف لن يتحقق أبدا إنشاء الله«. وأوضح الشامي موقف حركته من مسألة المشاركة في السلطة بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة فقال إن ذلك مرتبط بظروف ما بعد الانسحاب »فإذا تم بلا اتفاقات أو اشتراطات أمنية على السلطة الفلسطينية، فبالإمكان مشاركة حركة الجهاد في السلطة، أما إذا ترتب على الإنسحاب التزام السلطة بأي دور أمني يخدم مصلحة الكيان الصهيوني فإننا نرفض أن نشارك في سلطة تنفيذية تقوم بمهمة إعاقة مقاومة الاحتلال«. ورأى الشامي في تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي لعدوانها في الأيام الأخيرة خاصة في رفح وحي الزيتون بأنه »اندفاع مجنون من قوات الاحتلال نحو توجيه ضربات قاسية للمقاومة والمجتمع الفلسطيني« وقال إن إسرائيل تريد أن تصور أن انسحابها من قطاع غزة لا يعني هروبا من مواجهة المقاومة الفلسطينية، لأن قادة الاحتلال الصهيوني يعتقدون أن تصوير الانسحاب بأنه هروب سيعزز من قوة الروح الجهادية لدى فصائل المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني لا يريد هذا التعزيز«. وأضاف الشامي » لكن إرادة الله سبحانه شاءت أن يذل كبرياء الدولة الصهيونية المجرمة ويذل جيشها الإرهابي، فقلبت عمليات المقاومة وبالتحديد التي نفذتها سرايا القدس في الزيتون ورفح الأوضاع رأسا على عقب وقلبت المشروع الصهيوني بالكامل وأصبح واضحا الآن في المجتمع الصهيوني وفي العالم كله إن الانسحاب إذا تم فهو يتم تحت ضغوط المقاومة الفلسطينية«. وإشارة إلى ما يجرى تدواله حول دور أمني مصري في قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي المتوقع منه أعرب الشامي عن أمله بأن يكون هذا الدور إيجابيا وداعما للشعب الفلسطيني. وقال: »أثق أن مصر لن تقبل بأداء دور أمني يخدم دولة الاحتلال المجرمة« وأضاف: »مصر أعلنت منذ بدأ طرح حطة الانسحاب من قطاع غزة أنها لن تتدخل في الوضع الأمني الداخلي الفلسطيني ولن تحل محل قوات الاحتلال الصهيوني«. وعن زيارة رئيس المخابرات العامة المصرية عمر موسى الأخيرة لمناطق السلطة الفلسطينية وعن اجتماعه مع مسؤولين إسرائيليين قال الشامي أن هذه الزيارة تندرج في سياق الجهود المصرية المتواصلة للمحافظة على وحدة قوى الشعب الفلسطيني، كما تهدف زيارة المسؤول المصري أيضا لترتيب الوضع السياسي والأمني في قطاع غزة، بعد انسحاب قوات الاحتلال الصهيوني منه خاصة بعد أن عادت مسألة الانسحاب إلى واجهة الأحداث واحتلت قلب الدائرة الساخنة في المجتمع الصهيوني بفعل عمليات المقاومة الفلسطينية الباسلة والمؤثرة. |