هذان الحيان يقعان شرقي الطريق الرئيس رام الله - القدس، بين الحاجزين العسكريين الاسرائيليين في شمالي القدس قلنديا والرام. في بداية هذا الاسبوع، بدأ المقاولون الاشغال في المنطقة. شاحنات ضخمة، جرافات وتراكتورات وعشرات العمال المحروسين بعشرات الحراس المسلحين نصبوا حواجز حديدية في وسط الطريق الرئيس وبدأوا يعدون البنية التحتية من الواح الاسمنت التي ستنصب هناك، لتنقله من طريق ثنائي الاتجاه، الى طريقين وحيدي الاتجاه، على جانبي السور. مساحة من 300 متر تحددت منذ الان بالوان لامعة، في الطرف الشرقي من السور، الذي يمر في قلب منطقة بلدية. هناك ستنصب وسائل مراقبة ومتابعة. السور والطريقان على جانبيه سيجعلان الحيين منطقة منعزلة يكون المخرج الوحيد الممكن لها تجاه الشمال، باتجاه حاجز قلنديا ورام الله. ومع نصب السور في الاسابيع القريبة القادمة سيكون كل سكان الحيين مطالبين بالوصول الى حاجز قلنديا - سواء كانوا يريدون السفر شمالا الى رام الله ام كانت وجهتهم جنوبا الى القدس. وبعد ذلك فقط يسمح لمن وجهتهم القدس، اذا كانت لديهم التصاريح، بالمرور في الحاجز والعودة على اعقابهم في السفر جنوبا، في الطرف الاخر من السور، من اجل الوصول الى القدس. وفضلا عن الانقطاع عن شرقي القدس، فان هذين الحيين سيفصلان ايضا عن المنطقة الصناعية قلنديا وحي بيت حنينا غربي الطريق الرئيس. العمال، سكان الحيين، العاملين في المنطقة الصناعية والتلاميذ الذين يتعلمون في مدرسة بيت حنينا - والذين يقطعون اليوم الطريق الرئيس فيصلون في غضون دقائق الى غايتهم - سيكونون مطالبين بالسفر بسيارات خاصة او عامة حتى حاجز قلنديا كي يجتازوا الفحص. وفقط عندها سيسمح لهم اذا ما طابت لهم ارادة الجندي الاسرائيلي في الحاجز، بالدخول الى الطريق في الطرف الاسرائيلي من السور، والوصول الى الغاية البعيدة مجرد مئات امتار عن منازلهم. أصحاب المصالح التجارية على طول الطريق الرئيس لا يزالون لا يعرفون اذا كان زبائنهم، من رام الله او القدس، سيتمكنون من الوصول اليهم بعد استكمال السور في هذا المقطع. الحيان بين الحاجزين العسكريين الاسرائيليين اصبحا، في السنوات الاخيرة منطقة مطلوبة من رجال المنظمات الدولية العاملة في المناطق، ونخبة سكان شرقي المدينة وفلسطينيي 48. هذا المكان في الوسط، بين القدس ورام الله، يدفع رجال البنك الدولي، مؤسسات الامم المتحدة والدول المانحة، التي وضعها افضل من وضع السكان الفلسطينيين العاديين، اذ أنه يسمح لهم بالعبور في الحواجز في المسلك السريع - الى ان يأتوا ليسكنوا في هذه المنطقة. وبالتالي فان السور سيضع حدا للمكان المثالي الذي اختاروه. النائب احمد الطيبي، يسكن، مثل العديد من فلسطينيي ،48 في ضاحية البريد. وهو يقول ان اكثر من مائة الف نسمة سيعانون من هذا السور، وانا ساعاني مثلهم. |