بالدراسة.. لا بالحماسة ينتصر الاسلام كل المسلمين اليوم (من أصحاب القلوب الحية) تعود دماؤهم ويغلي وجدانهم مما يشهده العالم الإسلامي اليوم. ويحاول العلماء من خلال خطب المساجد والمنابر وأجهزة الأعلام أثارة عواطف جياشة في نفوس الشباب خاصة فهل تكفي العاطفة وحدها، تتصاعد ثم لا تعرف أين تصب؟ وهل تُصلح حماسه خطبة ما غفل عنه المسلمون سنين طويلة؟ أم أن الأمر يحتاج إلى جهود جبارة تترجم هذه العواطف إلى اخلاق إلى عمل ودراسة مخلصة وتدبير محكم ليلاً ونهاراً حتى يتحقق للمسلمين النصر الذي وعدهم الله ربه؟ أنقل لكم ما يقوله الشيخ محمد الغزالي في هذا الباب: "العرب بالطريقة التي يعيشون بها لا يستحقون نصراً، لكي يستحق العرب النصر يجب أن يسألوا أنفسهم: هل نكون بأخلاق الجبابرة الذين سكنوا بيت المقدس قديما فبعث الله اليهم "يوشع بن نون" فدمّر عليهم، واستوقفهم الشمس فلم تغرب حتى الحق بهم الهزيمة؟ إذا كان العرب باخلاق الجبابرة الاقدمين فليأخذوا مصير الجبابرة الاقدمين.. أظن ان العرب يدخلون بيت المقدس مرة أخرى يوم يدرسون أخلاق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): يكن داخلاً في موكب الخيلاء.. بل كان الرجل يخوض بناقته بركة ويرى أن يعرض الإسلام بتواضع. متى يدخل العرب فلسطين وبيت المقدس؟ يوم يرون رجلاً كصلاح الدين. قالوا: جمع الغبار من معاركه وأوصى أن يكون وسادة له في قبره، حتى إذا حوسب قال للملائكة: هذا الغبار كان في سبيل الله!!. أين أخلاق صلاح الدين.. اين أخلاق عمر؟ وبعبارة أخرى: لن يستخلف المسلمون في الأرض حتى يملكوا مقومات الاستخلاف: أولها الاخلاق، وثانيها العلم وثالثها: المال. فهلاّ حيينا طاقات شبابنا في هذه الينابيع الثلاثة فندلهم على أول الطريق؟.. |