|
(اخوان اليمن)..خطاب تصعيدي لسقوط قادم..!! استبشر اليمنيون بآفاق جديدة ومستقبل واعد على إثر مخاض الحوار الوطني العسير الذي استمر قرابة "10"أشهر,أكثر من فترة احتضانه المفترضة والمحددة مسبقاً من منظور القضايا والموضوعات التي لاتزال محل جدل وبعضها في غياهب الدجل السياسي.,..نقول ذلك لان فترة ثلاثة أشهر مرت من عمر اليمنيين وأوجاعهم المستمرة دونما اشارة بامكانية الحلحلة,سواء أكان من القوى السياسية او الحكومة(لاأدري) المصابة بالعجز والفشل -حسب رأي مراقبون ومواطنون-..لاأساس لما اتفق عليه بين الفرقاء السياسيون الذي وصل بهم الامر الى التمني ليس بإلغاء الاخر من خصومه ومناوئيه ,بل والاستكثار من وجوده,ولذا يبرز الفعل العدائي على الغائه من الوجود,لإيمان منه أن خصمه الذي يتبنى وينطلق من ذات المنطلق الدعي بأنه يمثل الله وأن الاحقية له في اقامة الدولة الاسلامية الجديدة.,وفي رفع راية الاسلام..وأن ماسواهم وانصارهم ليسوا سوى مسوخ بشرية لايحق لها العيش وبذلك لاتستحق الحياة..استرشاداً بالعقيدة" القطبية" ونهج الولاء والبراء..وبالتالي فان الصراع المحتدم اليوم على مشارف صنعاء ليس الا صورة مقربة لما يريده أرباب هذا الفكر المتطرف أو ذاك المتشدد..فضلاً عن الاهداف والاطراف الاقليمية التي تشجع وتعمل وتدعم على توسع هذا الصراع,وتحويل اليمن الى ساحة صراع لاقطاب دولية وأجندة مشروع امبريالي اسلاموي جديد يناهض ويلغي الاسلام المعتدل الذي نزلت على اساسه الرسالة السماوية..وبذلك يعتقد مراقبون بأن الفكر المتطرف لايمكن ان يكون في خدمة المجتمع او افراده ..ولذلك فان الدين بامكانه ان يتحول الى حصان طرواده لتحقيق الهدف والوصول اليه.. ويرى مراقبون أن مايلفت الانتباه هنا في الصراع "الاصلاحي الحوثي " التيار الديني في اليمن هو تلاقي الاطراف الاقليمية(قطر,ايران) الراعية للارهاب في المنطقة تلاقيهما في دعم ارهاب اليمن ولجعلها بؤرة لصراع اقليمي دولي قادم, من خلال ادوات صراع متنافرة "الاخوان ,والحوثيين"..على اعتبار ان اليمن الحديقة الخلفية للمملكة للعربية السعودية . ماذا بعد الحوار.. ثلاثة أشهر منذ انتهاء مؤتمر الحوار الوطني الذي مثل أمل الغد المشرق بالنسبة ل26مليون عانوا الامرين من أزمة طاحنة لاتزال فصولها حتى اليوم ..في محاولة لانتاج الذات واعادة العجلة الى الخلف..وعلى الرغم من ان هذه الفترة ليست بفترة كافية للبدء بالتقييم,لكن سنتناول هذا الموضوع ,على أقل تقدير من حيث المؤشرات ومقدار التفاعل الوطني مع أجندة يعول عليها اخراج البلاد من براثن التآمر الحزبي والتفكير الرجعي الماحق الذي يحاول بين الفينة والاخرى بعث الروح فيه,او بالاصح استمراء بعض القوى التقليدية في اعادة انتاج فصوله الازماتية لمحاولة فرض شروط وتصحيح اوضاعها السياسية ,التي باتت تهدد مستقبلها,وحظر نشاطها المجتمعي والوطني التفاعلي,.. ثلاثة أشهر لم يلمس المواطن أي بوادر لتنفيذ ما تضمنته من إجراءات للتهيئة إلى الانتقال للمرحلة النهائية من مراحل البناء للمستقبل والتأسيس لليمن الجديد على ركائز العدل والمساواة ووفقاً لماتضمنته المبادرة الخليجية واليتها المزمنة.. أكثر من شهرين مرا على إعلان وثيقة مخرجات الحوار الوطني التي باتت برنامج عمل لكل القوى والفعاليات السياسية والوطنية وعلى رأسها الحكومة,لكن لاجديد .. وكل ما تم اتخاذه لتنفيذ تلك المخرجات لا يعدو عن كونه إجراءات شكلية لا ترتقي إلى مدى الأهمية التي تشكلها تلك المخرجات بالنسبة للمواطن الذي كان يتوقع أن يرى توجهات حقيقية للبدء بانفاذها كنوع من الاحساس والشعور بالمسؤلية الوطنية.. ليس تشكيل لجنتي تحديد الأقاليم وصياغة الدستور كل شيء فالأهم من كل ذلك هو الوضع الاقتصادي والامني المتردي والذي يزداد تردياً يوماً بعد اخر,والتي ينبغي البدء بتنفيذها ليلمس المواطن أن هناك نوايا حقيقية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه فهذا مايؤكد عليه محللون,.. تجارب"اخوانية" مريرة.. < وعلى الرغم من التجارب المريرة التي اوصلت المواطن الى قناعة عدم وجود نوايا لدى بعض الاطراف المتزمتة وفكرها المتطرف ,الذي تريد انفاذه,للسيطرة على المستقبل,وليس أدل على ذلك هي حالة الفجور السياسي التي تتبعها قيادة حزب الاصلاح "اخوان اليمن" لاظهار انها المعتدى عليها في فصول صراع صفري لن يلحق الضرر الا باليمن ارضاً وانساناً وليس بحزب او فئة او طائفة بعينها.. وحتى لانتهم بالتحامل على هذا الطرف او ذلك فاننا لن نخرج عما أكدت وثيقة مخرجات الحوار الوطني والتي تحث كافة الاطراف:" على ضرورة تهيئة الأجواء المناسبة لإخراج اليمنيين من حالة التناحر والتصادم إلى حالة الشراكة والمشاركة الفاعلة في بناء اليمن الجديد، وإزالة كل العوائق التي قد تعترض طريق تنفيذ تلك المخرجات وفي مقدمتها الوضع الأمني.. كما أكدت الوثيقة على التزام كافة المكونات السياسية والمدنية بالتخلي عن الخطاب التحريضي والعدائي وانتهاج خطاب إعلامي متزن يساعد على تهيئة الأجواء وتنفيذ تلك المخرجات.. إلا أن الواقع يكشف غير ذلك.. حكومة واق الواق.. ورغم التزام وتأكيد حكومة الوفاق الوطني,التي يبدو انها تعيش خارج السرب او ان مهمتها معالجة اوضاع بلد اخر, بالعمل على تهيئة الأجواء لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني إلا أنها لم تقم بأي خطوة في هذا الاتجاه.. فالصراع المسلح في أكثر من منطقة زاد حدة متنقلاً بين مختلف المحافظات والمناطق "شمال الشمال" ,ويبدو انه لن يستثني احد فمازال يأخذ نطاقه التوسعي الطائفي الفتني القائم على الكراهية والعنف ,مايضع مستقبل اليمنيين اما تحد مستقبلي خطير في امكانية تجاوز الاعباء التي يعمل الفرقاء المتصارعون اليوم على انتاجها.. و يتجدد المشهد في محافظة عمران الذي يواصــل الاطاحة بقـيـادات الإخـوان ..فبعد إطاحتها بأولاد الأحمر واخراجهم مهجرين من منطقتهم وعقر دارهم ورمزهم التاريخي والقبلي, ومحافظها الإصلاحي دماج يأتي الدور اليوم على اللواء حميد القشيبي قائد اللواء 310 الذي وجه جنوده ومعهم مليشيات الإصلاح اعتراض المواطنين ومنعهم من الدخول إلى عمران للمشاركة في التظاهرات السلمية التي تداعت لها القبائل والقوى السياسية هناك الاسبوع الماضي. اعتراض جنود القشيبي ومليشيات الإصلاح أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المواطنين واختطاف عدد آخر منهم. رغم التوجيهات الصريحة من رئيس الجمهورية ووزير الدفاع بعدم اعتراض المواطنين أو الاحتكاك معهم إلا أن ما قام به افراد اللواء 310 ومليشيات الإصلاح كان مرتباً ويراد به ارباك المشهد السياسي وزيادة عتمة وبالذات في ظل تكالب الدول الاقليمية في السعي لحظر انشطتهم وتحجيم سلطتهم الشعبية وقمع توسعاتهم الارهابية.. ويرى مراقبون ان اصرار الاخوان على اتباع النهج العقائدي العنيف مع المظاهرات والاحتجاجات في عمران بالقمع والبطش والتنكيل فانه سيعجل من فصول نهايتهم وستكون الدماء التي سالت وتسال القشة التي ستقصم ظهر بعير الاخوان وتطيح بمن تبقى من رموزه الحزبية والعسكرية محافظة عمران او غيرها من المحافظات.. جوبلز الخونة.. الخطاب الإعلامي الرسمي والحزبي هو الاخر مبعث قلق يناهض ماتم التحاور بشأنه والاتفاق عليه في أروقة" موفمبيك" فكلاهما ,واذا ماستثنينا الحزبي, فانه يتبنى وجهة نظر طرف سياسي معين ويعمل على زيادة الاحتقان السياسي وتأجيج حدة الصراعات القائمة.. أما بالنسبة لخطاب" الاخوان" فلن ,كمايبدو واضحاً لدى كثير من المتابعين والمهتمين, يخرج من نظرته الانتقامية العدائية للاخر..ف"جوبلز"الاخوان لن تهدأ في استنشاط لغة التحريض والعنف ضد أطراف أخرى شريكة في العملية السياسية, وهو الامر الذي يؤكد نوايا مبيته لدى هؤلاء لعرقلة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.. كما لن تهدأ ماكنة المطبخ في انتاج مايسمى بخطباء وحملة التوعية برسالة الاسلام,في تكرار حماقات سابقة كانت دلائل ولاتزال على عدوانية ومجازر ارتكبها ذلك الفصيل ضد قادة سياسيين ورموز وطنية عملوا على اخراج البلاد من مآلات العمالة والارتزاق والمصير المجهول..ومن جديد اليوم وكأننا أمام خطاب ساحة الستين لذات الابواق و"الجوقة" الجوبلزية للبدء بتجييش الشارع وكسب تعاطف المغرر بهم والذي وصل حد التهديد باقتحام منزل الرئيس السابق الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام وتكرار جريمة جامع دار الرئاسة يندرج في إطار العراقيل التي يضعها هذا الحزب أمام تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.. وهذه هي الاخرى دلائل لاينبغي ان تفوت جهات الرصد والتحليل والمتابعة للسفور الاخواني الذي يقول مراقبون انه تجاوز عن حده,ولابد من قطع دابر تطاوله على كل شيء واسترخاصه لكل شيء من أجل تحقيق مصالحه فقط.. جرائم ..ودلائل وعلاوة على ذلك فان الصراعات التي يفجرها حزب التجمع اليمني للإصلاح في أكثر من مكان تقودنا أيضاً إلى معرفة الطرف الرئيسي الذي يعمل جاهداً لنسف التسوية السياسية برمتها إن لم يتم الاستجابة لمطالبه والتي منها نزع السلاح من الحوثيين ليبقى هو الحزب الوحيد الذي يمتلك ترسانة أسلحة ومليشيات ومعسكرات وهذا يعد هروباً من تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي أكدت على نزع الأسلحة من كل المكونات وبقاء السلاح حكراً على الدولة..وهذا بتواطؤ حكومي بدليل قيام باسندوة الاسبوع قبل الماضي بتشكيل لجنة لإقناع الحوثيين,وحدهم, التخلي عن سلاحهم وتشكيل حزب سياسي والتعهد بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني..اذ يرى مراقبون في مسعى باسندوة,انه لولا تقهقر حزب الإصلاح وهزائمه المتلاحقة لما فكر ,أو بالأصح, لما تلقى باسندوة أوامر بتشكيل هذه اللجنة..وكما يعتقدون انه ليس هدف باسندوة هو تنفيذ مخرجات الحوار أو ان همه الاول الدولة المدنية ولا من أجل أمن واستقرار اليمن, لكنه من أجل أمن الإصلاح وإبقائه الحزب الوحيد الذي لديه سلاح ويمكنه مقاومة الدولة او الجهود المبذولة فيها,كما هو اليوم,على النحو الذي يذهب الى تحقيق مطامعهم واهدافهم في السيطرة على الحكم وفرض هيمنتهم على كل مكوناته ومؤسساته..كما انه نوع من انواع الضغط على الرئيس هادي ليسلم بمطالبهم وشروطهم التي كثيراً مانسمع عنها وتتداولها وسائل الاعلام وبالذات في اقحام الجيش "المنهك" بفعل منهجية التدمير"الاخوانية" التي مورست ضد فصائله وكتائبه, في حرب جديدة لانقاذ الاصلاح من المصير الذي ينتظره. هدف الاخوان.. وبطبيعة الحال فإن الهدف الرئيسي لحزب الإصلاح "اخوان اليمن"أن يبقى نداً للدولة أو أن يكون هو الدولة فعلاً، وكل ما يقوم به الآن هو تأكيد على رفضه لمخرجات الحوار التي تحض على التوجه صوب دولة مدنية يسودها النظام والقانون والعدالة والحقوق المتساوية بين الجنسين وهو الذي يتعارض مع منهجيته التي تعتبر المرأة مجرد وسيلة لاطفاء رغباتهم الجنسية.. خلاصة.. ماسبق ليس سوى محاولة رصد لمدلولات خطيرة تنبىء بحالة تصعيد "اخوانية"سافرة من شأنها ان تنسف بالمرحلة الانتقالية الثانية,كالحال الذي عانته الاولى من المبادرة الخليجية, التي حقق فيها الاخوان مايخصهم بينما تركوا الامر على عواهنه ليشكل تركة من مخلفات الحكم الفاشي الدموي لهم وبصمة عار على جبينهم وتاريخهم الاسود.. الخطاب التصعيدي لحزب الإصلاح متعدد الاتجاهات من منابر المساجد والمنتديات السياسية والتصريحات والتسريبات الاعلامية ليست سوى ملامح تعبر أن حزب "الاخوان" مستعد للذهاب صوب تفجير الوضع من جديد،..وبحسب تفسير المحامي محمد المسوري,محامي ضحايا جريمة مسجد دار الرئاسة, وثانيها الضغط على رئيس الجمهورية لإطلاق من تبقى من المتهمين في تفجير جامع دار الرئاسة .. بيد ان الهدف الرئيس من هذه الهجمة هو صرف الأنظار عن المواجهات المسلحة التي يخوضها حزب الإصلاح مع الحوثيين والقبائل الموالية لهم..ومحاولة الهاء الشعب في قصص جديدة واوضاع مرشحة للانفجار اقتصاديا واجتماعيا ًوووالخ.. ولعل الايام القادمة كفيلة بكشف المستور من وراء هذا التخبط الاخواني.. صمت الرئيس.. هذه التهديدات الواضحة التي معظمها صادر من على منابر قريبة من منزل رئيس الجمهورية ولايكاد يغفلها سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية والمبعوث الأممي للأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر غير أن جميعهم يغضون الطرف عنها ولايعتبرونها تهديداً للتسوية السياسية والمبادرة الخليجية ،ولا حتى تهديداً لمخرجات الحوار الوطني التي أكدت في مضامين نصوصها على الكف عن الخطاب التحريضي النزق والعمل من أجل تهيئة الأجواء لاسيما إعلامياً لتنفيذها. إن استمرار حزب الإصلاح بهذا النهج التدميري واستمرار هذا الصمت المريب من قبل رئيس الجمهورية ورعاة المبادرة الخليجية والمبعوث الأممي جمال بنعمر لا يؤكد سوى شيء واحد وهو أن خطاب حزب الإصلاح هو الخطاب الإعلامي المطلوب لتنفيذ مخرجات الحوار..، وهو الخطاب الذي يحث على البناء والإخاء والتسامح والمحبة وطي صفحة الماضي!!.. |