خودم في مواكب الفرسان هكذا هم النبلاء الوطنيون الذين جعلوا من اليمن الكبير من قلب المحيط الى قلب الصحراء جسداً واحداً موحداً لا يقبل التجزئة أو التشطير ولا يرضي بغير الدولة المركزية القادرة والمقتدرة والواحدة والموحدة، لأن هؤلاء العظماء احفاد معين وسبأ وحمير امتلكوا رؤية وطنية استراتيجية بعيدة المدى خلاصتها تجميع عناصر القوة القومية للجمهورية اليمنية، لأنهم أدركوا تمام الادراك أن قوة اليمن وعزتها وشموخ ابنائها في وحدة الأرض والانسان والدولة، ولأنهم آثروا لأجيال اليمن القادمة العزة والشموخ، فقد بذلوا الغالي والنفيس من أجل مستقبل الاجيال وقوة التلاحم الوطني فكان من المهرة خيرة ابنائها الافذاذ الذين عشقوا الوحدة اليمنية وجلعوا من علوها وعظمة ابنائها عنوانهم المجيد والألق اليماني الواحد والخالد. نعم كان من ابناء المهرة الابطال الذين تركوا بصمات العز والشموخ والكرامة رجل بحجم اليمن الكبير وقامة وطنية سامقة كان لها تاريخها الشبابي الطموح الذي يمتلك مشروعاً حضارياً كان بمثابة العلامة الوطنية الفارقة في معرفة الرجال الاوفياء والعظماء، نعم كان علماً بارزاً من أعلام اليمن التي لا تنحني هاماتها إلاّ للواحد القهار ولا تقبل بتقسيم أو تشطير ، فقد كان يمتلك حماس الشباب وحكمة النبلاء وطموح الاقوياء ووفاء الكرماء وكرم البسطاء.. إنه خلاصة الوطن الواحد والموحد الذي تربى جسده الطاهر على قدسية تراب اليمن الغالي فكان يمناً واحداً تكونت فيه خارطة اليمن الموحد، فنجده من ميدي وعاهم ومن كمران والجوف ومن باب المندب ومن الخراخير والوضيعة ومن صرفيت ومن رأس عيسى ومن الوادي سيئون ومن حجة ومن سقطرى ومن تعز ومن كل ذرات التراب اليمني الطاهر.. نعم إنه فقيد الوطن اليمن الكبير المناضل الجسور الاستاذ علي محمد خودم عضو اللجنة العامة رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام محافظ المهرة الفارس الوطني الغيور الذي لا يُشق له غبار.. رحل عنا جسداً ويبقى روحاً وفكراً وحدوياً عطراً تنهل من ينابيع أفكاره الوطنية الأجيال القادمة. إننا نشعر بعظيم الأسى وشديد الحزن لأن اليمن خسرت وطنياً فذاً من ابناء الوطن الواحد والموحد ورغم خسارة الوطن لمثل هذا العلم إلاّ أنه هذا البطل الوحدوي الجسور، وأن كنا نشعر بألم فراق فقيد الوطن الكبير إلاّ أننا كذلك نعتز بدماثة أخلاقه وعلو همته وشموخ وفائه وقوة إرادته ونجعل من كل ذلك العلو والهمة زاداً للأجيال القادمة لتدرك أن الرجال العظماء هم من يجعلون وحدة الوطن عنوانهم ومصدر قوتهم واعتزازهم.. وفي الأخير ليس بوسعنا إلاّ أن ندعو الله له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه تعالى في فسيح جناته ويلهم أهله وذويه والوطن كله الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. |