|
دول العالم تحيي غداً اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني تحيي العديد من دول العالم يوم غدٍ السبت، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني والذي يصادف الـ 29 من نوفمبر من كل عام، وذلك تذكيراً بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 عام 1947م والذي قضى بتقسيم فلسطين . ونظمت الأمم المتحدة بهذه المناسبة اجتماعاً خاصاً الاثنين الماضي في مقرها في جنيف بالتنسيق مع بعثة دولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، وبحضور ممثلين من كافة البعثات الدبلوماسية ومؤسسات المجتمع المدني وممثلين عن الجالية الفلسطينية في سويسرا. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رساله خاصة بالمناسبة لهذا العام والذي اعلنته الامم المتحدة عاماً دولياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني "لقد اجتزنا عاماً محزناً كئيباً مؤلماً آخر بالنسبة للفلسطينيين والإسرائيليين ولكل الذين ينشدون السلام". واوضح بان كي مون في رسالته والتي نشرت على موقع الأمم المتحدة الإلكتروني، ان "العالم شهد على مدى 50 يوماً بالغ القسوة هذا الصيف حربا شرسة في غزة، حرباً تمثل ثالث صراع من هذا القبيل تشهده غزة في 6 سنوات". وأشار الامين العام الى جهوده في هذا الاطار من خلال زيارته إلى الشرق الاوسط مرتين خلال الأشهر القليلة الماضية، وهدفت الأولى للمساعدة في إنهاء القتال، والثانية لمعاينة ما خلفته الحرب ودعم جهود إعادة الإعمار الضخمة. ورأى إن تحقيق الاستقرار على المدى الطويل يتوقف على معالجة الأسباب الكامنة وراء النزاع .. مؤكداً ان ذلك يعني إنهاء الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة ووقف احتلال الأرض الفلسطينية المستمر منذ نصف قرن ومعالجة شواغل إسرائيل الأمنية المشروعة. ودعا الامين العام للمنظمة الدولية كافة الجهات المانحة الى مواصلة دعمها القوي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والى إعادة إعمار غزة بعد الحرب الاسرائيلية والتي دمرت القطاع . وأعرب مون عن قلقه العميق إزاء الوضع في القدس الشرقية والضفة الغربية .. داعياً جميع الأطراف إلى الوقوف في وجه قوى التطرف وممارسة ضبط النفس واحترام الأمر الواقع الذي يحكم هذه المواقع المقدسة .. مكرراً ادانته للمشاريع الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية المحتلة. كما أكد أن إنهاء النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين لن يتحقق إلا بتسوية سياسية تفاوضية عادلة تقوم على قرارات الأمم المتحدة الصادرة في هذا الشأن .. معتبراً "أن الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي يواجهان مصيراً مشتركاً على أرض مشتركة.. ومحو الآخر من الوجود أمر محال". كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة في ختام رسالته الطرفين في هذا اليوم الدولي للتضامن، إلى التراجع عن حافة الهاوية .. قائلاً "دوامة التدمير العمياء يجب أن تتوقف.. وحلقة السلام المثمرة يجب أن تبدأ في الدوران". الى ذلك تستعد الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة في اطار احياء هذه المناسبة، لتنظيم العديد من الفعاليات التضامنية مع الشعب الفلسطيني يوم غدٍ السبت, والتي تدور فعالياتها في مقر الأمم المتحدة في نيويورك وفي مكاتبها في جنيف وفيينا. وقالت الحملة الأوروبية إن الفعاليات التضامنية ستُنظم في المدن والعواصم الأوروبية للمطالبة بإنهاء الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة, والمسارعة في إعادة الإعمار عقب الهجوم الأخير على القطاع مطلع يوليو 2014م. واضافت ان ذلك إلى جانب الدعوة لفتح معبر رفح البري المنفذ الوحيد للمحاصرين في قطاع غزة، ومنح سكان قطاع غزة حقهم في ممر مائي يربط القطاع مع بقية العالم. وأوضحت إن مدن عدة في فرنسا والسويد وألمانيا والنمسا وانجلترا والدنمارك وإيرلندا وعواصم ومدن أوروبية، سينظمون وقفات احتجاجية رافضة للحصار وتطالب بفتح معبر رفح بشكل دائم, وعدم استخدامه كذريعة للتضييق على سكان القطاع, وضرورة تحييده عن كافة الأوضاع السياسية في المنطقة. ودعت الحملة كافة الأحرار والمتضامنين في العالم إلى اتخاذ خطوات مماثلة للتضامن مع قضية الشعب الفلسطيني.. مؤكدة أنها ليست قضية الفلسطينيين وحدهم, بل هي قضية إنسانية تشغل كل من يملك ضميراً حياً. وكانت الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة قد نظمت أبريل الماضي, يوماً أوروبياً لكسر الحصار عن غزة, انطلقت من خلاله أكثر من 50 تظاهرة في عدة مدن أوروبية، رفضاً للحصار المفروض على قطاع غزة للعام الثامن على التوالي. واستجابة لدعوة موجهة من الأمم المتحدة، تقوم الحكومات والمجتمع المدني سنوياً بأنشطة شتى احتفالاً باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وتشمل هذه الأنشطة على إصدار رسائل خاصة تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وتنظيم عقد الاجتماعات وتوزيع المطبوعات وغيرها من المواد الإعلامية وعرض الأفلام. وتكون مراكز ودوائر الأمم المتحدة للإعلام في شتى أنحاء العالم على استعداد لمساعدة الحكومات والمنظمات غير الحكومية، وغير ذلك من الجهات الراغبة في تنظيم أنشطة خاصة فيما يتصل بالاحتفال، وذلك بتزويدها بما يلزم من معلومات ووثائق. وكانت الجمعية العامة طلبت في ديسمبر 2005م من لجنة وشعبة حقوق الفلسطينيين في إطار الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، تنظيم معرض سنوي عن حقوق الفلسطينيين بالتعاون مع بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة، وتشجيع الدول الأعضاء على مواصلة تقديم أوسع دعم وتغطية إعلامية للاحتفال بيوم التضامن. ويهدف الاحتفاء بهذا اليوم إلى إعادة التذكير بما لحق بالشعب الفلسطيني إثر نكبته الأولى والاحتلال الاسرائيلي لباقي الأراضي الفلسطينية وذلك من خلال اقامة مجموعة من النشاطات والفعاليات التي تظهر حقيقة ما يتعرض له هذا الشعب تحت الاحتلال. وأٌختير الاحتفاء بهذا اليوم الموافق الـ 29 من نوفمبر من كل عام، لما ينطوي عليه من معانٍ ودلالات بالنسبة للشعب الفلسطيني، كونه اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة للامم المتحدة عام 1947م قراراً أصبح يعرف باسم قرار التقسيم. ونص القرار على أن تُنشأ في فلسطين (دولة عربية) و(دولة يهودية) مع اعتبار القدس كيانا متميزاً يخضع لنظام دولي خاص، في الوقت الذي لم يعلن فيه إلا عن دولة واحدة هي (إسرائيل). ويعيش الشعب الفلسطيني منذ ذلك اليوم مرارة الاحتلال في ما يسمى باراضي 48م والضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967م، بما في ذلك القدس، والتشرد في مخيمات اللجوء في العديد من الدول العربية المجاورة . وعادة ما يوفَّر اليوم العالمي للتضامن فرصة لأن يركز المجتمع الدولي اهتمامه على حقيقة أن قضية فلسطين لم تُحل بعد، وأن الشعب الفلسطيني لم يحصل بعد على حقوقه غير القابلة للتصرف على الوجه الذي حددته الجمعية العامة، وهي الحق في تقرير المصير دون تدخل خارجي، والحق في الاستقلال الوطني والسيادة، وحق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أُبعِدوا عنها. سبأ |