مؤتمر فريد يبحث العلاقات الإسلامية الأمريكية أعلن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" أن مؤتمرا فريدا من نوعه سيعقد في واشنطن خلال الأيام الأولى من أكتوبر 2004؛ لمناقشة مستقبل العلاقات الإسلامية الأمريكية، إثر الفجوة التي أحدثتها أحداث 11 سبتمبر 2001 بين الطرفين. ونقلت وكالة "قدس برس" للأنباء الجمعة 6-8-2004 عن نهاد عوض مدير عام المجلس قوله: إن المؤتمر سيبحث أيضا دور مسلمي الولايات المتحدة في توجيه العلاقة السياسية بين أمريكا والعالم الإسلامي ومستقبل هذه العلاقة. وأشار عوض -المتواجد حاليا في العاصمة الأردنية عمّان- إلى أن المؤتمر سيعقد بمشاركة عدد من القيادات العربية والإسلامية والأمريكية، من بينهم وزير الخارجية الأمريكي كولن باول، والدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، ووزير خارجية باكستان، وعدد من أعضاء الكونجرس المقربين من القضايا العربية والإسلامية. كما أنه بصدد توجيه دعوة للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. وقال عوض: إن تداعيات أحداث سبتمبر، وردة فعل الحكومة الأمريكية تجاهها "أعطت فرصة لبعض المسئولين (الأمريكيين) لتكريس العدائية ضد الإسلام، وأعطت ضوءًا أخضر لعدد من الكتاب والمحللين لتوجيه الاتهامات للإسلام كدين وحضارة، وللمسلمين ووصفهم بأبشع الأوصاف". وذلك "أسهم في تشويه صورة الإسلام والمسلمين في العقلية الأمريكية". كما اعتبر عوض أن بعض الممارسات التي يتم فيها قتل مدنيين أمريكيين على أيدي ملثمين ظهرت وراءهم عبارات "الله أكبر" وغيرها في السعودية والعراق.. أسهمت هي الأخرى في ترسيخ هذه الصورة السلبية، وفق تقديره. وأوضح الناشط الأمريكي من أصل عربي أن هذه الممارسات "تصعب مهمة منظمته (كير) في الدفاع عن الإسلام وتوضيح الصورة". في إشارة منه إلى بعض الممارسات التي استهدفت المدنيين الأجانب في السعودية والعراق في الشهور الأخيرة. نداء لوسائل الإعلام من جانب آخر دعا "كير" وسائل الإعلام الأمريكية إلى تجنب استخدام الأنباء المتعلقة بضلوع رجلين يرتبطان بأحد مساجد مدينة آلباني بولاية نيويورك في شراء صواريخ محمولة على الأكتاف كذريعة للربط بين جميع المسلمين الأمريكيين والعنف. وألقت السلطات الأمريكية يوم 5-8-2004 القبض على رجلين مسلمين، وداهمت مسجدا بمدينة آلباني يتردد عليه الرجلان، ووجهت لهما تهما تتعلق بدعم الإرهاب والسعي لشراء صواريخ محمولة على الأكتاف. وجذبت الحادثة اهتمام وسائل الإعلام الأمريكية، كما عقد جورج باتاكي حاكم ولاية نيويورك مؤتمرا صحفيا للتعليق على تطورات القضية. وفي بيان أمس الجمعة 6-8-2004 قال كير: "إن الاتهامات التي وجهتها الحكومة إلى الرجلين هي مصدر قلق عميق للمسلمين الأمريكيين.. ندعم بقوة أي جهود قانونية تهدف إلى ضمان أمن وسلامة بلدنا". وأضاف البيان "يجب علينا جميعا أن نتذكر -مع تطور التحقيقات في هذه القضية- أن كل متهم بريء حتى تثبت إدانته أمام القضاء، كما علينا أن نتذكر أنه لا ينبغي استخدام الاتهامات الموجهة لبعض الأفراد لطلاء مجموعة بشرية بأكملها (المسلمين الأمريكيين) بلون الإرهاب". وأشار البيان إلى أنه "استُغلت حوادث متشابهة بشكل متكرر في الماضي من قبل أفراد ذوي أجندات سياسية ودينية متطرفة لتشويه صورة المسلمين، ولتجريد صورة الإسلام من صفاته الإنسانية"، في إشارة إلى الهجوم الذي يقوم به بعض رجالات الدين والسياسية على الإسلام، مستغلين بعض الممارسات التي لا تعبر عن الإسلام، ولا يرضى عنها المسلمون. وأكد البيان ضرورة "التركيز على حقائق القضية، وتجنب التعميمات والمفاهيم النمطية التي لن تؤدي إلا إلى زرع الشقاق بمجتمعنا، ونشر التعصب ضد المسلمين". وقال كير: "إن التهم المتعلقة بالنشاط الإرهابي يجب أن يتم معاملتها من قبل وسائل الإعلام والمسئولين بشكل متساوٍ، بغض النظر عن الخلفية الدينية..". ويقوم مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية بشكل متكرر بإطلاق حملات للدفاع عن صورة الإسلام وحقوق المسلمين في الولايات المتحدة؛ في محاولة للحد من الهجمة التي تستهدف المسلمين الأمريكيين، وذلك في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001. |