![]() ماذا لو؟ دعوني أستوقف ضمائركم لحظة ولنبدل الأسماء ، ولنخلط الأوراق ولنقلب الحقيقة ،ولنغير الأحداث ولنفترض جدلا أن صاروخا غير المسار وأنطلق من الأرض اليمنية وحط ترحاله فجأة في مزرعة خارجية والضحية كان حماراً لأحد أبناء السعودية . فلننظر كيف يتعاطى العالم في مقتل حمار "السعودية".. سيهب العالم أجمع باسم الدين والإنسانية وسيتباكى أحرار العالم بإسم الحق والحرية ، وتتوالى ردود الأفعال الدولية والوقفات الاحتجاجية ! وتتعالى أصوات الشجب من المنظمات الإنسانية وسيرفع أحرار العالم صورة الحمار "الضحية" ماذا لو كان الضحية حماراً لمزارع ابن "السعودية" ؟! ؛ ستتحرك أساطيل العالم فجأه لتأمين نفط السعودية ضد الضربات الإرهابية وستضاء شموع العالم حزناً على حمار السعودية!! وسينطلق العرب حماسا في أقوى قمة عربية وسيصمت القادة دقيقة حداد لحمار الجارة السعودية وحمار الجارة سيكنى "بفقيد الأمة العربية" .!! وسيصدر بيان إدانة في مقتل "حمار الجارة" .. وستتوالى ردود الأفعال الدولية والاستنكارات العالمية ، وستعج المجالس الأممية بالبيانات الغبية وستصدر قرارات فورية "بحماية حمار السعودية" وتقوم قائمة العالم وستبحث عن مخرج للقضية وتدار حلقات نقاش في شهداء بلا قضية وبلا نقطة دم حقيقية !! لكن ما العمل إن صارت الشهيدة طفلة يمنية ؟!والأرض المغمورة بجثث الشهداء مغمورة بدماء يمنية والصاروخ في قلب سعوان في مدرسة ابتدائية ؛ فالثكلى أم يمنية والضحية طفلة بلباس الابتدائية والجثث تحت ركامات الظلم ،والظلم على أرض يمنية.. فالدماء والدموع وبكاء طفلة ، وصوت انفجار ، والأرض المحروقة والأقلام والحقائب ، والجثث المتناثرة وبقايا مدرسة مدمرة كلها تحمل قبح جرم الجارة السعودية..!! |