بعد أحداث سبتمبر .. صحوة في أوساط مسلمي أمريكا نشر موقع شبكة سي إن إن الإخبارية على الإنترنت مقالا في الثاني من سبتمبر الحالي بعنوان "المسلمون متحفزون سياسيا بعد 11/9" تحدث عن "صحوة" سياسية دبت في أوساط المسلمين الأمريكيين بعد أحداث سبتمبر 2001، وأشار المقال إلى أن المسلمين الأمريكيين طوروا منذ الأحداث نظرة أكثر واقعية للحياة السياسية الأمريكية تهتم بجمع التبرعات السياسية وترشيح أنفسهم لشغل المناصب السياسية والتسجيل للانتخابات بأعداد كبيرة كخير وسيلة للتأثير على الحياة السياسية الأمريكية. وأشار المقال إلى أن أحداث سبتمبر وتبعاتها السلبية على حقوق وحريات مسلمي أمريكا مثلت دافعا هاما لرغبة المسلمين الأمريكيين في المشاركة في العملية السياسية، وأن هذه الرغبة زادت بعد حرب العراق، كما أن المسلمين الأمريكيين أصبحوا أكثر اهتماما بالقضايا الداخلية وعلى رأسها قضايا الحقوق المدنية. كما نشرت جريدة "يو إس إيه توداي" الأمريكية مقالا في السادس من سبتمبر الحالي بعنوان "المسلمين مطالبين بإلحاح بالتصويت" أكد على اهتمام منظمات المسلمين الأمريكيين بتشجيع مسلمي أمريكا على التصويت في انتخابات نوفمبر القادم، وأشار المقال إلى أن قادة أكبر المنظمات المسلمة الأمريكية المشاركين في تشكيل لجنة العمل المسلمة الأمريكية الخاصة بالحقوق المدنية والانتخابات عقدوا اجتماعات سياسية مغلقة للتشاور حول ما إذا كانوا سوف يطالبون المسلمين الأمريكيين بالتصويت ككتلة انتخابية موحدة لصالح أي من مرشحي الرئاسة في انتخابات نوفمبر 2004، وذلك على هامش مشاركتهم في مؤتمر التجمع الإسلامي لشمال أمريكا (إسنا) والذي عقد في مدينة شيكاغو بولاية ألينوي في أوائل شهر سبتمبر الحالي. وجدير بالذكر أن لجنة العمل المسلمة الأمريكية الخاصة بالحقوق المدنية والانتخابات تضم تحالفًا واسعًا من منظمات المسلمين الأمريكيين يضم كلاً من مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) والتحالف المسلم الأمريكي (AMA)، والحلقة الإسلامية لشمال أمريكا (INCA)، والتجمع الإسلامي لشمال أمريكا (ISNA)، والجمعية الإسلامية الأمريكية (MAS)، ومجلس الشئون العامة الإسلامية (MPAC)، وإتحاد الطلبة المسلمين (MSA-N)، ومشروع الأمل الإسلامي (PIH). وقال المقال أن المسلمين الأمريكيين "يتمتعون بأهمية خاصة" في انتخابات العام الحالي بسبب تواجدهم بكثافة في عددٍ من الولايات الحرجة والهامة في الانتخابات القادمة مثل أوهايو ومشيجان وفلوريدا، كما أنهم يتميزون بارتفاع مستواهم التعليمي. وذكر المقال أن القادة المسلمين يشعرون "بالمرارة" تجاه الأسلوب الذي أدار به الرئيس بوش الحرب ضد الإرهاب، ولكنهم لا يعتقدون أن دعمهم لمرشح الحزب الديمقراطي جون كيري هو شيء "مضمون"، كما أشار المقال إلى أن المرشح المستقل رالف نادر حرص على حضور مؤتمر إسنا وسعى بقوة لإقناع المسلمين الأمريكيين بالتصويت له. وتوقع المقال أن يصدر القادة المسلمون الأمريكيون قرارًا نهائيًّا بشأن من سوف يدعمونه في انتخابات نوفمبر القادم خلال الشهر المقبل، كما ذكر المقال أن الرئيس جورج دبليو بوش "لم يسلم بعد بأنه سوف يفقد أصوات المسلمين الأمريكيين" في حين أن جون كيري "خسر بعض الفرص للاستفادة من معارضة المسلمين الأمريكيين للرئيس بوش". كما أبرزت صحيفة "الجارديان" البريطانية في مقال نشرته في السادس من سبتمبر حقيقة أن "قادة مسلمي أمريكا لم يحسموا قرارهم بعد بخصوص المرشح الذي سوف يؤيدنه" في انتخابات الرئاسة الأمريكية الحالية. وأشارت كاتبة المقال راشيل زول في حديث أجرته مع المرشح المستقل للرئاسة الأمريكية رالف نادر إلى شعور نادر بالثقة في أنه أكثر تعبيرًا عن مواقف مسلمي أمريكا مقارنةً بمرشحي الرئاسة الآخرين تجاه عددٍ من القضايا الهامة لمسلمي أمريكا مثل فلسطين والحقوق المدنية. وفيما يتعلق بقضايا مسلمي أمريكا الأساسية في انتخابات الرئاسة القادمة أبرز روبين نفريت - الكاتب بجريدة "دالاس مورنينج نيوز" في مقال نشره في العاشر من سبتمبر الحالي بالجريدة - اهتمام المسلمين الأمريكيين بقضايا الحقوق المدنية ورغبتهم في جعلها قضية أساسية في الانتخابات الرئاسية الحالية، إذ أشار نفريت إلى تعرض المسلمين الأمريكيين للتمييز العرقي بشكل متكرر منذ أحداث سبتمبر، كما قامت السلطات باعتقال العديد من المسلمين الأبرياء ثم أفرجت عنهم بدون إدانتهم بأية تهم وبدون تقديم اعتذار لهم. وأبدى نفريت تعاطفه مع المسلمين الأمريكيين في اهتمامهم بقضية الحقوق المدنية، وقال أن قضية الحقوق المدنية قضية هامة مبديًا معارضته للانتهاكات التي قامت بها السلطات الأمنية في عهد إدارة الرئيس بوش ضد المسلمين الأمريكيين، ولكنه أيضًا أبدى استياءه من موقف المرشح الديمقراطي جون كيري الذي لم يبد اهتمامًا يذكر بالقضية. - الاسلام اليوم |