|
قراءة تحليلية لمضامين بيان المؤتمر في ذكرى الاستقلال الـ53 يأتي بيان المؤتمر الشعبي العام بمناسبة تحرير الأرض اليمنية وتطهير تربتها من الوجود الاستعماري البريطاني في الذكرى الـ53 للاستقلال كتعبير موضوعي للموقف الوطني الثابت تجاه كل اشكال الغزو والاحتلال للأرض اليمنية. مجسداً بذلك ثوابته الوطنية التي في مجملها تكثف تاريخ الحركة الوطنية اليمنية المقاومة للاستعمار والاستبداد والطغيان والعمالة والارتهان للقوى الخارجية والذي يشكل ما يجري اليوم من عدوان وغزو واحتلال تأكيداً على محاولة اعادة ماضي التجزئة والتقسيم والتشظي الذي عمد اليه المستعمر البريطاني لتأجيج احتلاله للأرض اليمنية الا أن الشعب اليمني كان دوماً لهذه المخططات بالمرصاد، مطوراً أشكال مقاومته الاجتماعية والسياسية والنقابية، مستفيداً من تجاربه ومن المتغيرات الداخلية على المستوى اليمني والاقليمي والدولي وصولاً إلى الكفاح المسلح الذي شكلت ثورة 26 من سبتمبر عام 1962م تحولاً جذرياً في المسار النضالي الوطني التحرري لشعبنا فكانت الثورة اليمنية 14 أكتوبر 1963م ضد المستعمر البريطاني وادواته الداخلية والمعبر عنها في السلطنات والإمارات التي كبلها المستعمر بمعاهدات الحماية . وهذه المعاني والمضامين بالغة الدلالة التي حملها بيان المؤتمر الشعبي العام بمناسبة يوم الاستقلال 30 نوفمبر 1967م الذي كان تتويجاً لمسار تاريخي كفاحي طويل لشعبنا في الشمال والجنوب قدمت فيه تضحيات كبيرة وعظيمة وقوافل من الشهداء في سبيل الثوة والجمهورية والاستقلال والوحدة والديمقراطية وهي اليوم مكاسب وطنية دافع عنها المؤتمر الشعبي في صدارة القوى الوطنية في مسار الانتصار لها . وهنا يقدم بيان هذا التنظيم الوطني الديمقراطي الرائد مقاربة للمشروع الاستعماري البريطاني وما تقوم به دول تحالف العدوان من مساعٍ يحاول تكرار تاريخ يستحيل أن يتكرر بعد أكثر من نصف قرن منطلقاً بذلك من ثقته بكل الاحرار المناضلين على مستوى اليمن والمحافظات الجنوبية والشرقية بصفة خاصة معيدين هذا التاريخ إلى مساره الصحيح . وها نحن اليوم وبعد ستة أعوام لهذه الحرب العدوانية التي يشنها تحالف اقليمي دولي من أجل استعادة مشاريعه القديمة وتحقيق مطامعه الجديدة بهيمنة استعمارية لن تكون في محصلتها أمام مقاومة ومواجهة شعبنا الا محض سراب وسيحولها شعبنا بمواقف أبنائه المتصاعدة ضد تلك القوى إلى أوهام وهشيم تذروه الرياح . لقد حمل بيان المؤتمر الشعبي العام في الذكرى الـ53 للاستقلال اشارات تشخيصية نقدية لما يحصل اليوم من عدوان وخيانات، معتبراً كل هذا نتاجاً لأخطاء نصف قرن شاركت في صنعها كل الأطراف السياسية التي وقعت في حبائل شباك المؤامرات الخارجية التي لم تتوقف يوماً عن ابقاء اليمن ضعيفاً مثقلاً يسهل الهيمنة عليه وجعله تابعاً، وبالمقابل لم يتوقف كفاح ابنائه ونضالهم في مواجهة كل تلك المخططات وصمودهم الاسطوري وانتصارهم طوال ستة اعوم تضعنا امام حقيقة تاريخية وهي أن هذا الشعب لا يقبل الغزاة والمحتلين ويرفض الهيمنة، معبراً بذلك عن سجيته الحضارية العظيمة وتاريخه العريق. وفي هذا السياق جدد دعوته لمراجعة المراحل السابقة وبرؤية تتجاوز احقاد الماضي وتعلي التسامح والتصالح والحوار بين كافة القوى الوطنية المدافعة عن السيادة والوحدة واستقلال القرار اليمني لحل قضايا ازماتها ومشاكلها واختلافاتها بعيداً عن التدخلات الخارجية مستوعبةً دروس الماضي , فبالحوار نستطيع أن نتجاوز الماضي ونتجه معاً لبناء الدولة اليمنية الموحدة والمستقلة والديمقراطية الحديثة القوية والقادرة والعادلة من أجل الحاضر ومستقبل أجيال هذا الشعب الحضاري العريق والعظيم. |