الأربعاء, 01-مايو-2024 الساعة: 08:37 م - آخر تحديث: 08:28 م (28: 05) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
دين
بقلم-سعاد الوحيدي -
الإسلام في الصين، وإشكاليّة الأقليّات القوميّة
تتداخل إشكاليات مبحث "الإسلام في الصين" بتفاصيلها المختلفة، مع إشكال الدولة الوطنية، كما يدل عليه المفهوم السياسي الذي ظهر للوجود مع تطورات الأحداث السياسية أعقاب الحرب العالمية الأخيرة، حيث استعانت الصين بالنموذج السوفيتي، لتنظيم التركيبة الفسيفسائية المعقدة للجماعات العرقية التي تضمها الخارطة السياسية الصينية، وقسمت المسلمين إلى عشر قوميات، ضمن الخمس والخمسين قومية المعترف بها رسمياً، والتي تشكل التركيبة الكلية للدولة الوطنية الصينية.على النحو الذي يفرض سؤالاً أساسياً وفق هذه الحقيقة ذاتها وهو:
هل يمكن الحديث عن هذه القوميّات العشر، رغم انتمائها جميعاً للإسلام، ورغم تواجدها في إطار جيوبولتيكي واحد، بنفس المنطق؟ بمعنى: هل يمكن اختصار الإشارة إلى كل هذه القوميّات بأنهم مسلمو الصين ؟ وهل ثمة من إمكان للحديث عن صينيين مسلمين بالإضافة إلى المسلمين الصينيين؟
ما يمكن التأكد منه – فيما يتعلق بمسلمي الصين - بأنه رغم تمكن السياسة الوطنية المركزية، من فرض اللغة الصينية كلغة وطنية مشتركة للإعلام، والتعليم الوطني (المركزي)، عبر برامج تعبويّة مختلفة، ومعقدة وطويلة المدى. إلا أن معظم مسلمي الصين، بالمعنى السياسي للكلمة، لا يتحدثون في حقيقة الأمر اللغة نفسها.
بل انهم لا ينتمون إلى التاريخ نفسه، أو الموروث الحضاري... حيث يكاد يكون لكل قومية منهم لغة خاصة، وتاريخ وواقع ثقافيّ وحضاريّ متميز. بحيث لا يلتقي أو يتقاطع أحد أبناء هذه القوميات العشر مع غيره من أبناء القوميات الأخرى إلا في حقيقة الاعتقاد، وشهادة أن لا اله إلا الله.
على هذا الأساس، وإذا ما أخذنا بوجهة النظر التي تطرحها أكثر النظريّات شيوعاً عن "العرقية" كاتجاه ثقافيّ أو لغويّ صرف لتحديد "الهُويّة"، نجد أن مفهوم "الصينيين المسلمين"، غير صالح لأن يُطبق على غير أفراد قومية واحدة من هذه القوميات العشر المسلمة، وهي قومية "الخوي". فهم وحدهم-بالمعنى العرقي والتاريخي والحضاري والسوسيولوجي، بل الانثربولوجي للكلمة- من ينتمون إلى الأصل الصيني. وهم وحدهم من يستخدم اللغة الصينية، التي هي لغتهم القومية واليومية، ويعيشون ويتوزعون على كافة أرجاء الصين كغيرهم من الصينيين الذين يُعرفون "بالخان".
ومن هنا يأتي الإشكال الأول فيما يتعلق ومسألة الإسلام في الصين: على أي أساس يمكن فصل "الخوي" عن بقية "الخان" وتصنيفهم كأقلية قومية مختلفة ؟ لمجرد اعتقادهم الديني؟
على أنه، في الوقت الذي تحاول فيه الدراسات الأكاديمية المتخصصة، خاصة تلك المتعاطفة مع قضية "الخوي" التأكيد على أن هؤلاء، رغم اعتقادهم بديانة سماوية، وهو الأمر الذي لم ولا تعرفه العقلية الصينية، والتي لم تجعل مكاناً (للما وراء) في تاريخها الفكري، ليسوا عنصراً مختلفاً عن التركيبة الصينية العامة ولا يمكن اعتبارهم بحال عرقاًَ آخر غير العرق الصيني، كما هو موقف (درو جلادني) الخبير الأمريكي في الدراسات الصينية، الذي يذهب في كتابه "الصينيون المسلمون" إلى نحت تركيبة لغوية جديدة في اللغة الإنجليزية للتفريق بين مسلمي الصين، والصينيين المسلمين. مؤكداً على انتماء "الخوي" إلى هذا الفريق الثاني. كذلك موقف (فرانسواز اوبان) الخبيرة الفرنسية في الدراسات الصينية، ومديرة الأبحاث حول الإسلام في الصين بمركز الدراسات الصينية في باريس، والتي تذهب في مقال لها إلى اعتبار حقيقة وديناميكية الإسلام في الصين دليلاً كافياً على تفاهة الأحكام التي كانت تنشرها الدعاية التبشيرية، أو المضادة لها في القرن الماضي، عن كون الصينيين قلما يميلون إلى الروحانيات أو التضحية بحياتهم من أجل هدف ديني. وهي تشير إلى نضال الصينيين المسلمين من "الخوي" في سبيل الدفاع عن معتقداتهم، ومواجهة مختلف العمليات العسكرية القمعية التي كانت تشن ضدهم في محاولة لردهم عن دينهم وصرفهم عنه.
أي أنها لا تتحدث هنا عن "الخوي" إلا باعتبارهم صينيين ككل الصينيين، وهو ما يشكل بدهيّة في خطابها الحضاري حول الصين نفسها كدولة وطنية. مع ذلك، فان هذا الموقف المتعاطف - إن صحّ التعبير- سيجد نفسه في مواجهة مع مشاعر الخوي أنفسهم ! الذين ظلّوا يقاومون مختلف استفزازات الانصهار مع "الخان"، تمسّكاً بدينهم، وخصوصيّتهم الحضاريّة. على هذا الأساس كانوا يذهبون قدر الإمكان للتميّز عن هؤلاء، سواء في مأكلهم أو ملبسهم، ومسكنهم، والانعزال عنهم. بل إلى وضع حدودٍ صارمة وشاملة بينهم وبين الخان، بحيث لا يأكلون من طعامهم، ولا يجعلون من يأكل لحم الخنزير مثلاً – وهو الطعام السائد في البلد – يقترب من أوعية مأكلهم.. أو.. أو. حتى إنهم قد يذهبون للقول بأنهم "كخوي" عرق مختلف عن "الخان"!


الإسلام في الصين وإشكالية الأقليّات القوميّة المسلمة

من خلال هذه التقسيمات "القومية" كما أشرنا، كانت الدولة الصينية تؤسس لآليات ضرورية لفرض قبضتها على مختلف الشعوب والأعراق التي أطبقت هيمنتها السياسية والعسكرية عليهم. لكن الإشكال الذي يبقى أمام أي محاولة لدراسة الإسلام في الصين
– فيما يهمنا هنا – بالقياس إلى مثل هذا الخيار السياسي، هو إذا ما صحّ الحديث عن مسلمي الصين هؤلاء، وفق منطق واحد؟ بمعنى هل تصلح أدوات التحليل التي قد نستعملها في دراستنا للويغور مثلاً لأن تطبق على الدونغشيانغ، أو على الخوي، أو على الطاجيك ؟ ولكل من هذه الأعراق لغة مختلفة، وتاريخاً مختلفاً، وحاضراً اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً مختلفاً ومختلفاً..؟!
إن ما يمكن التأكد منه – من خلال هذا العرض السريع للموضوع – هو أن انتماء كافة المسلمين القاطنين أراضي الدولة الصينية، للدين الإسلامي هو واحد بعينه.
وإنه لا يكاد يفصل أو يفرق بين ممارساتهم وأعيادهم، وأفراحهم في هذا الاتجاه أي فاصل. بل تكاد الهُويّة الإسلامية أن تتحوّل إلى "هُوِيّة" جامعة لكل هؤلاء.
مع ذلك، يظل الجانب الثقافي والتاريخ السياسي والحضاري والحاجز اللغوي يفصل بين هؤلاء ويميّز بينهم. ومن هنا يأتي الإشكال البحثي الذي كثيراً ما جرّ الدراسات المستعجلة التي حاولت التعرّض لموضوع "الإسلام في الصين، إلى مزلق مذهبيّ صعب. ففي حقيقة الأمر يكاد يستحيل مثلاً تعميم أي من الملاحظات الميدانية:السوسيولوجية منها أو الأنثروبولوجية أو حتى السياسية، التي قد يتم جمعها عن المسلمين الويغور على غيرهم من مسلمي الصين.
فلا يمكن القول – على سبيل المثال – إن فكرة الجامعة التركية هي ما يزهر قلب سكان هضاب البامير من "الطاجيك الفرس" أو أن أشعار "الكشغري" هي نزهة المشتاق للأدب أو الشعر عند "البوان" من المنغول، أو إن "الخوي" "كالويغور" يسعون للانفصال عن الدولة الصينية!
وعلى الرغم مما قد يجمع ما بين القازاق والأوزبك والقرغيز والتتار مع الويغور من تاريخ ثقافي ولغة ذات أصول مشتركة، إلا أن عامل الانتماء للأرض – وهو المؤشر الذي أثار دهشة مختلف الدراسات- يجعل من الويغور وحدهم أصحاب شرعيّة مطلقة في مناطق التركستان الشرقية أو ويغورستان، بينما وفد إليها الآخرون من الخارج.
هكذا يرفض الويغور أي منطق يحاول أن يجعل من كل هذه الشعوب التركية على مستوى واحد معهم، فيما يتعلق وانتمائهم لأرضهم الأم، أو أن يعطي لكائن غيرهم نفس الحق في تلك الواحات الويغورية الوارفة. لذلك فهم ما فتئوا ينتفضون ويقاومون أي محاولة منهجيّة، أو عملية قد تسعى في هذا الاتجاه.
على هذا الأساس – ورغم كل ترحيبهم بإخوانهم في الدين للإقامة بينهم – إلا أنهم يصرّون على أن ذلك لا يعطي لهؤلاء، أي حق نهائي في أرضهم.
ويمكن أن نلاحظ في هذا الخصوص أن العديد من المصادمات المسلحة كانت تقع بين الويغور وإخوانهم في الدين من "الخوي" (وهم الصينيون المسلمون)، ممن تمّ تهجيرهم نحو مناطق الويغور بقرار سياسي، في إطار السياسية التدريجيّة للحكومة المركزية، لدمج التركستان الشرقية نهائياً بالدولة الصينية، وذلك، لأن الويغور كانوا يعتبرون الخوي
– وإن كانوا مسلمين مثلهم- صينيين بالأساس، لا يختلفون عن غيرهم من الصينيين "الخان" الذين جاؤوا لاحتلال أراضيهم.
على هذا الأساس، لابد لمقولة "مسلمي الصين" أن تحمل بالضرورة كل هذا التنوع والاختلاف، لأنها تفقد، دون هذا، معناها إذا ما تم جرها للحديث عن عرق واحد من هذه الأعراق بمعزل عن البقية.
من ناحية أخرى، فإن مقولة "الصينيون المسلمون" لا تكون صالحة للإشارة لغير قومية "الخوي"، من الصينيين. إذ إن الانتماء العقائدي والنفسي والثقافي للدين الإسلامي، يجعل من مشاعر كل هؤلاء تتبلور بعمق فيما يمكن تسميته "بالهُويّة الإسلاميّة"، وهي ما يحاول "الخوي" أن يؤكدوا عليه من خلال إصرارهم على هذا الاختلاف عن "الخان" وفق هذا المعنى. هكذا استطاعوا أن يطوّروا لغة صينيّة خاصة بهم، يزركشها الشباب منهم خاصة بالمفردات العربيّة والتعابير الإسلاميّة، كالحديث عن شهر رمضان الذي لا يعرفه "الخان"، أو السؤال عن "الجماعة" والتي يُقصد بها هنا جماعة المسجد... إلى غير ذلك.
هذه اللغة صارت تُعرف في القاموس الصيني بـ "خوي خوى خوا" وهو تعبير تصعب ترجمته والذي يعين "لغة الخوي" أي لغة المسلمين من الصينيين خاصة. وهذا التعبير يتخذه هؤلاء لإعلان هُوِيّتهم الإسلاميّة المتميّزة.
مع ذلك، يصعب النظر إلى هذه "الهوية" – إن صحّ التعبير- خارج الهُوِيّة الوطنيّة الصينيّة ذاتها؛ لأن هؤلاء المسلمين من "الخوي" كانوا قدموا حتى اليوم، ودون حدود، ملايين الشهداء في سبيل أرض الوطن "الصين"، أمام مختلف أشكال العدوان التي تعرّضت له الصين عبر تاريخها.
ولهذا كانت لهم مكانتهم الخاصة في قلب الكيان الوطني الصيني الذي لا ينظر إليهم إلا باعتبارهم أبناء الوطن المسلمين. هذه الحقيقة يقابلها نضال "الويغور" وجهادهم في سبيل الاستقلال بوطنهم الأم "ويغورستان" عن الأراضي الصينية، والانفصال عن هذا الكيان السياسي "الصيني" الذي لا يحملون له أي ولاء.
نقلا عن موقع الاسلام اليوم









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "دين"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024