مسلمو بريطانيا: شكسبير جزء من تراثنا يستعين مسلمو بريطانيا بالشاعر البريطاني وليام شيكسبير في تحسين صورتهم. ورغم ان شيكسبير كان مسيحيا أبيضاً وانه مات قبل 400 عام فقد صار هذا الاسبوع محور اسبوع للوعي الاسلامي في محاولة لتسليط الضوء علي اسهام مسلمي بريطانيا البالغ عددهم 8.1 مليون نسمة في المجتمع. وفي اطار هذه الحملة يجري عرض صور متنوعة للثقافة الاسلامية علي الجدران الخارجية لمسرح (ذا جلوب) وهو مسرح شيكسبير المفتوح علي ضفاف نهر التيمز. وسيستضيف المسرح وهو صورة طبق الاصل لمسرح من العصر الاليزابيثي سوقا عربية وحفلا تتلي فيه اجزاء من نسخة نادرة من مسرحية (عطيل) وهي مأساة صور فيها شيكسبير نبيلا مغربيا قاتل من أجل مدينة البندقية المسيحية. وقال الشيخ حمزة يوسف وهو احد العلماء المسلمين انه سيلقي محاضرة عن شيكسبير والاسلام في مسرح ذا جلوب هذا الاسبوع (مسرحيات شيكسبير ليست بشأن الخير مقابل الشر ولا بشأن عالم أنت فيه اما معنا او علينا). واضاف (شيكسبير يرفض الانغماس في هذه الرسوم الكاريكاتورية للخير والشر. مسرحياته أكثر تعقيدا من ذلك). ويقول يوسف انه سيكون من الافضل للمسلمين البريطانيين الشبان ان يهتموا بالمعاني العميقة في كلمات شيكسبير اكثر من الرسائل التي تخدش الاذان التي يلقيها عليهم سياسيون وزعماء دينيون. وقال يوسف في مقابلة في مسرح ذا جلوب (الشعراء لديهم قدر هائل مما يمكن ان نتعلمه منهم... اننا نستمع كثيرا الي مهندسينا الاجتماعيين وعلمائنا الاجتماعيين ولا نستمع بالقدر الكافي لشعرائنا). ولا يبدو شيكسبير للوهلة الاولي شخصية تصلح لان تكون محور حملة من أجل التسامح الديني. فشخصية شايلوك المرابي الجشع في مسرحيته (تاجر البندقية) مثلا كثيرا ما يوجه اليها اللوم في تعزيز الصورة الذهنية النمطية لليهود واذكاء العداء للسامية. وتحفل مسرحيات شيكسبير التي كتبت في عصر صراع ديني وقبل وقت طويل من مقدم الرشاد السياسي بالشخصيات التي تظهر ما يمكن ان يتوقعه المرء من المواطن العادي في العصر الاليزابيثي من عدم ثقة بالاجانب. لكن يوسف وهو امريكي اعتنق الاسلام ويرأس مؤسسة اسلامية في كاليفورنيا يقول ان تصوير شيكسبير للمسلمين ليس معاديا تماما. وعطيل نبيل وجندي ذو خلق واستقامة يقود معركة البندقية ضد الاتراك المسلمين قبل ان يتعرض لخديعة قاتلة من ياجو الشرير المسيحي اسما. والامير المغربي في (تاجر البندقية) شخص عريق المحتد يتقدم لخطبة بورشيا بل وارون المغربي الشرير في مسرحية (تيتوس اندرونيكوس) لا يخلو من ملامح جديرة بالاعتبار. |