|
إني لكم ناصح أمين الشيخ صادق بن أمين أبو راس واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، لايهادن ولا يشتغل على الأزرق ولا في اللون الرمادي. يحدد بوضوح موقفه ضد العدوان جملة وتفصيلاً، ويتحدث عن السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي باعتباره قائد ثورة وصانع نصر وأنه ومعه كل القوى النضالية في ذات الخندق، لايقبلون أدنى تنازل ولا يساومون على مبدأ السيادة الوطنية. هذا موقف واضح. فماذا يريد أولئك الذين يهددونه في حياته أكثر من هذا؟ هل يستهدفونه كشخص مناضل مواجه ناقد له رأيه في مآلات الواقع وما يعيشه المواطن من تعب وضنك؟ ام أنهم يستهدفون الشعبي العام ويريدونه صوتاً مخنوقاً بحيث لاتبقى غير أيديولوجية واحدة، ورأي واحد؟ غير أن هذا مخالف لسنة الله في خلقه لقوله تعالى (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يُذكر فيها اسم الله كثيراً) التدافع البشري والتنوع سنة كونية. لايمكن ابداً ان يكون الشيخ صادق أبو راس رئيس المؤتمر قالباً مصبوباً محدد الجهات والأبعاد كما يريده من يهاجمونه وينعتونه ومن معه بأنه من يطعن في الظهر وبطريقة فجة وإن كانت مضمرة، لكنها تترجم من خلال الحملة الواسعة والمسعورة في حق الشيخ صادق التى تصل الى حد تهديده بمصير عفاش الذي قُتل بعد المولد النبوي.. هذا الأرهاب الفظيع، ومؤاذاة شخصية وطنية واجتماعية كبيرة يخلق شرخاً في المجتمع اليمني، ويخلخل النسيج الاجتماعي، ويحقق أهداف العدوان.. وما الذي يريده السعو إماراتي وزبانيته اكثر من تشقق في الجبهة الداخلية؟! حقيقة لقد فقد البعض من انصار الله الحكمة وتناسوا الاوليات في المواجهة وأهمية تآزر الداخل بكل مكوناته حتى لو كان من قبيل التكتيك وليس القناعة، لمواجهة تحديات مفروضة على الوطن اليمني، متمثلة في العدوان الخارجي. اختراع الطابور الخامس ولصقه على مكون واسع هو عمل يستهدف اللحمة الوطنية، يجر الى مزيد من خلق نوايا سيئة، وكل يتربص بالآخر ويعد العدة ويعمل على أن يقي نفسه شر مكر الداخل في الداخل، وحين تنعدم الثقة يتسرب العدو الخارجي، يسهل عليه خنق هذا النصر المؤزر الذي كان بفضل تضحيات جسام.. من يريدون نبش عداوة مع المؤتمر من خلال الهجوم الشرس على الشيخ صادق بن امين ابوراس، إنما يريدون الوهم أن يكون حقيقة.. الرجل انتقد وضعاً واضحاً، ومظالم موجودة.. لنفترض هكذا أنه يكيد كيداً عليكم ان تبطلوا هذا الكيد بحلحلة ما اوضحه وكاشفكم به لتفوتوا فرصة الطعن في الظهر، لكنكم ذهبتم عبر الأصوات النشاز الى التخوين والتهديد والارهاب، هذا أمر مخيف حقاً ويدعو الكثير من القوى للتراجع عن موقفها، لان كل فرد فيها يتحسس رقبته ويحدث نفسه (كيف أعاودك وهذا أثر فأسك). أنصار الله راجعوا خطابكم الاعلامي الصلف وبشاعة ماتطلقونه من اتهامات جزافاً على رجل هو في الداخل ويتحمل مسئوليته كرجل ثان في الدولة، هل بعد هذا الموقف موقف آخر؟! تمنون عليه أنكم من تقدمون الشهداء بينما هو لايقدم شيئاً، يكفي انه موقف واضح الأبعاد والأهداف وليس ملزماً بتحضير كشوفات من ذهب الى الجبهة او غادرها.. الكثير من المؤتمريين واقفون ضد العدوان وجميع من في الداخل مع قيادتهم ولهم آراء في الفساد والمرتبات.. حسناً لقد قال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ان الوضع مزرٍ وان التغيير الجذري قادم.. لم يخرج الشيخ صادق ابو راس عن ذات الموقف للسيد بل يدعمه ويسنده ويدعو الى تمثله، لكنكم ذهبتم بمغالاة الى التحليق في فضاءات اخرى وقصف جبهة بعيدة تصل الى المؤتمر كتكوين من خلال الشيخ صادق ابو راس، وكأنه قد وقع في الإلحاد ووجب إقامة الحد عليه.. يا انصار الله الصف الوطني متماسك فلا تفتتوه وتحدثوا شروخات وتشققات لاتلتئم.. الجميع ضد العدوان فلا تشتركوا امع زبانية الخارج والخونة في تمكينهم من قضايا عجزوا عن الوصول اليها إلا من خلالكم .. اليوم هناك حملة منظمة من الخونة الذين ينكرهم الشيخ صادق ويراهم عملاء للإشادة به ومواقفه كأنهم يقولون هو معنا ومنا وفينا، هذا مبتغاهم وانتم تندفعون معهم تشاطرونهم ذات التوجه.. الشيخ صادق أبو راس ليس متلوناً ولا تابعاً ولا عميلاً، هو رجل دولة ويتحمل مسئولية كلامه، تبصروا الواقع وتفحصوه هل ترون فيه مغايراً لما جاء به؟! أم انه قدم رؤية صادقة واضحة بدلاً من الوقوف عليها واتخاذ خطوات ضرورية لتفاعل مجتمعي كبير يواجه العدوان، اشتغلتم على التخوين والارهاب واعتباره العدو الاول قبل العدوان وجعل الداخل المؤتمري طابوراً خامساً وكأنهم عملاء ومرتزقة، هذه لغة فجة وسياسة فاشلة. يا أنصار الله انتم دولة والاجهزة المختصة لديكم ما شاء الله قوية جداً أقوى من كل مؤسسات الدولة قادرة على فرز الطابور الخامس والعملاء في الداخل، فاتخذوا اجراءاتكم المعبرة عن سيادة الوطن بمسئولية، وإلا فأهدافكم ومراميكم أمور اخرى هي إخماد المؤتمر ومصادرة ممتلكاته وتركه حينئذ بدلاً من كونه ملموماً منظماً، ليبحث عن جهات اخرى يسير فيها وأنتم تجرونه الى ذلك. المؤتمر سياق واحد، تنظيم واحد، قيادة واحدة، فلا تعبثوا به ليتحول الى مسارات متعددة، وإذا كان لديكم بعض ملاحظات فالشيخ صادق بن أمين ابو راس على هرم السلطة، حاوروه وافتحوا قضاياكم معه بوضوح كما هو واضح وستصلون الى حلول.. بدون هذا أنتم اصحاب مقاصد أخرى ولن تصل بكم الا الى خلخلة النسيج الوطني سياسياً واجتماعياً.. ووالله أنني ناصح أمين ولكنكم لاتحبون الناصحين. |