|
الرئيس على ناصر: الوحدة اليمنية مثَّلت بداية الثورة الحقيقية لليمن اعتبر الرئيس علي ناصر محمد أن قيام الوحدة اليمنية مثَّل بداية الثورة الحقيقية لليمن، مشيراً إلى أن الوحدة تمت الإساءة إليها من قِبَل البعض بقصد أو بدون قصد، ويحمّلون الوحدة كل أخطاء القيادة؛ والوحدة منهم براء. وأكد في حوار نشرته أسبوعية "الميثاق" أن المشكلة ليست في الوحدة وإنما في من وقَّعوا عليها وهربوا إليها وهربوا منها. منوهاً إلى أنه طالب أكثر من مرة بضرورة تقييم تجربة الوحدة بإيجابياتها وسلبياتها والاستفادة من الدروس والع.بر التي مررنا بها منذ 1990م وحتى اليوم.. ونفى الرئيس ناصر ما يروج له البعض من أن الهدف من خطاباته هو العودة إلى السلطة، وأكد في هذا الصدد أن هدفه البحث عن حل للأزمة الخطيرة التي يمر بها اليمن، وأصبح فيه أكثر من رئيس وأكثر من حكومة وأكثر من جيش وأكثر من ميليشيا.. والوطن لا يتحمل مثل هذه الانقسامات الخطيرة التي أدت إلى تمزيق النسيج الاجتماعي.. "المؤتمرنت" يعيد فيما يلي نشر الحوار: - قِيل إن خطابكم الذي ألقيتموه بمناسبة ذكرى الوحدة الـ 34 قد حظي باهتمام واسع فاق الخطابات الرسمية.. تُرى ما أسباب هذا الاهتمام الشعبي؟ * بدايةً نهنئ عبركم الشعب اليمني بالذكرى الـ34 لعيد الوحدة اليمنية؛ وقد تضمن خطابنا في هذه المناسبة رأينا في أحداث الماضي ومعاناة شعبنا في الحاضر ورؤية لمآلات الأمور في المستقبل؛ وإذا كان هذا الخطاب قد حظي باهتمام من قِبَل المواطنين فأعتقد لأنه كان خطاباً صريحاً وموجهاً للشعب مباشرة وحديثاً من القلب، ونحن لم نقل كل شيء في هذا الخطاب مراعاة للظروف التي نمر بها والتي لا تتحمل مزيداً من الصراحة بدليل ردود الأفعال عند البعض الذين تعرضوا لي بالنقد والشتم.. - هناك من يرى أن توجيه خطاب مسجل يحاكي الخطابات الرسمية يعكس رغبتكم في العودة لمنصب الرئيس؟ * هذه ليست المرة الأولى التي أتحدث فيها عبر تسجيل مصور.. وخطابي هذا هو امتداد لخطاباتي في مثل هذه المناسبة فأنا أعتبر أن قيام الوحدة اليمنية هو بداية الثورة الحقيقية لليمن.. وقد جرت الإساءة للوحدة من قِبل البعض بقصد أو بدون قصد، ويحمّلون الوحدة كل أخطاء القيادة، والوحدة منهم براء.. فالمشكلة ليست في الوحدة وإنما في من وقَّعوا عليها وهربوا إليها وهربوا منها.. وقد أكدت أكثر من مرة على ضرورة تقييم تجربة الوحدة بإيجابياتها وسلبياتها والاستفادة من دروس وعِبَر هذه التجربة التي مررنا بها منذ 1990م وحتى اليوم، وطالبت أيضاً بأن يقوم بعض الأكاديميين الذين ليس لهم علاقة بالصراع بإجراء هذا التقييم؛ ونحن نأمل أن يتحقق ذلك.. - بالمناسبة.. ما صحة الأخبار التي تشير إلى أنه قد تم طلبكم من قوى وطنيه للعودة إلى منصب الرئيس؟ وإذا ما طُلِبَ منكم ذلك فهل توافقون؟ * إن الهدف من مقابلاتي وخطاباتي ليس السعي إلى السلطة والعودة إليها وإنما البحث عن حل للأزمة الخطيرة التي يمر بها اليمن، فقد أصبح في اليمن اليوم أكثر من رئيس وأكثر من حكومة وأكثر من جيش وأكثر من ميليشيا.. والوطن لا يتحمل مثل هذه الانقسامات الخطيرة التي أدت إلى تمزيق النسيج الاجتماعي.. ونحن نصرّ على المطالبة بوقف الحرب واستعادة الدولة برئيس واحد وحكومة واحدة وجيش واحد وبرلمان واحد؛ وفترة انتقالية يُتفَّق بشأنها لاستعادة المؤسسات والتحضير للانتخابات البرلمانية والرئاسية، وإنجاز الدستور بشكله النهائي بما لا يتعارض في مواده مع مصالح الشعب والوطن العليا.. وعن سؤالكم حول ترشيح بعض القوى الوطنية لي للعودة إلى السلطة، فبالرغم من احترامي لهذه القوى إلا أني أرى أن الأولوية الآن يجب أن تنصب في تكاتف وتعاون جميع القوى الوطنية لإخراج الوطن من هذه الحروب والصراعات التي يمر بها وأدت إلى تدمير الدولة ومؤسساتها الاقتصادية والبشرية والعسكرية.. والقضية اليوم ليست قضية الوصول إلى السلطة بل هي قضية إيجاد مشروع وطني لا يقصي ولا يستثني أحداً؛ وعقد مؤتمر وطني تشارك فيه جميع القوى الوطنية والخروج برؤية ومرجعية وطنية واحدة.. - بالعودة لخطابكم بمناسبة ذكرى الوحدة، ما الجديد الذي حمله في ثناياه ومثَّل دفعة جديدة للوحدة وتعزيز مسارها؟ * الجديد أننا تحدثنا بصراحة حول بعض الأمور التي تهم الشعب والوطن، والشعب يبحث عن المصارحة والحقيقة المغيَّبة، ومع الأسف أن معظم القيادات اليوم لا تولي أهمية للمعاناة التي يمر بها الشعب كانقطاع الكهرباء والماء وانعدام الأمن والخدمات وانهيار العملة وارتفاع الأسعار وغير ذلك.. الأمر الذي أدى إلى حالة من التذمر والسخط العام؛ وكنا نتمنى على القيادة أن تبادر لمعالجة هذه المشاكل التي أشرنا إليها بدل الهروب من مواجهتها.. - بالمناسبة دعا الشيخ صادق بن أمين أبو راس -رئيس المؤتمر الشعبي العام- إلى منح المحافظات صلاحيات كاملة غير منقوصة.. في نظركم إلى أي مدى تستجيب هذه الدعوة لمتطلبات تعزيز المشاركة الشعبية الفاعلة وقدرتها على حل المشكلات التي تعتور نشاط الحكم المحلي؟ وهل تمثل واحدة من المعالجات الناجعة للأزمة باليمن؟ * نحن نحترم وجهة نظر الشيخ صادق أمين أبو راس رئيس المؤتمر الشعبي العام، ونقدّر اهتمامه بمشاركة الشعب في الثروة والسلطة.. وكما ذكرنا بأن هذا حل كغيره من الخيارات وجميعها قابلة للحوار والنقاش؛ والخيار الأخير للشعب.. - محللون يرون أن خطابكم مثَّل مواجهة مع التيار الانفصالي.. وآخرون يرون أنه مثَّل تطميناً لهذا التيار.. ما تعليقكم؟ * خطابي ليس موجهاً ضد أحد فقد كان موجهاً للشعب؛ وإذا كان البعض قد فسر مثل هذه التفسيرات فهذا شأنهم وأنا أحترم جميع الآراء؛ وكنت أرجو عدم اللجوء إلى مثل هذه الأساليب أو القراءات الخاطئة لأقوالي.. وأعتقد أن أغلبية شعبنا لن توافق على مثل هذه الآراء ولن تنطلي عليه مثل هذه المزايدات لأنه عانى سابقاً من مثل هذا التطرف والتصنيف الخاطئ للآخرين.. - تأثير الإقليم على حاضر ومستقبل الوحدة لم تتم الإشارة الكاشفة له في خطابكم بالرغم من تأثيره البالغ.. ما تعليقكم؟ * لقد أشرنا بالفعل في خطابنا إلى أهمية العلاقة مع الدول المجاورة والإقليمية بما يخدم أمن واستقرار اليمن واستقرار المنطقة، لأن استقرار اليمن هو استقرار للمنطقة.. ونحن ندرك أهمية العلاقة مع الدول المجاورة ونؤكد على احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية من قِبَل كافة الأطراف كما نؤكد على أهمية الدعم الإقليمي لليمن لمساعدته على تجاوز آثار هذه الحروب.. - إذاً من وجهة نظركم كيف يتم التعامل مع الإقليم لتعزيز التوجه الوحدوي؛ وهل بإمكان اليمنيين السير نحو هذا الهدف دون الإقليم؟ * أنا مع الوحدة اليمنية في الماضي والحاضر والمستقبل لأن ولائي لليمن، وفي حالة الانفصال فلن يكون الجنوب جنوباً ولا الشمال شمالاً، وستقوم فيهما أكثر من دويلة مما يؤدي إلى الصراعات والحروب وعدم الاستقرار في اليمن والمنطقة، لذا فمن مصلحة الإقليم أن يتعامل مع دولة واحدة قوية بدلاً من المراهنة على تقسيم اليمن وتمزيقه وإضعافه.. ونرجو من دول الإقليم مساعدة اليمن على استعادة استقراره وأمنه وسيادته واستثمار خيراته، فاليمن يمتلك ثروات هائلة تؤهله للاعتماد على نفسه كغيره من الشعوب.. - هناك محللون يرون أنه لابد من حل ابتكاري للوحدة باليمن.. كيف ترون هذا الحل الابتكاري؛ وهل الحكمة اليمانية عجزت عن بلوغه؟ * لقد أكدنا أكثر من مرة على أهمية الحفاظ على وحدة اليمن، الوحدة القائمة على العدل والمواطنة المتساوية ومشاركة المواطن في الثروة والسلطة، ونعتقد أن ما يساعد في تحقيق ذلك، أولاً وقف الحرب ثم العمل على قيام دولة اتحادية من إقليمين كما أكدنا على ذلك في مخرجات مؤتمر القاهرة أو عدة أقاليم، كما أشار إليها مخرجات الحوار الوطني أو ممكن أن تكون أقاليم على مستوى كل المحافظات وكل ذلك قابلاً للحوار للوصول إلى رؤية مشتركة بين كل القوى الوطنية ثم تُعرض على الشعب في استفتاء ليقول كلمته.. - في ظل التطورات الراهنة والمتسارعة التي تشهدها العلاقات الدولية بشأن اليمن.. هل ترون أن هناك مؤشرات قد تخدم اليمن وتعزز من وحدته، أم أن الأمر ما زال رهناً بغموض المواقف الدولية؟ * نحن نتابع التطورات في اليمن منذ بداية الحرب في 2015م، وتقدمنا بمبادرات بشأن وقفها إلى دول المنطقة وإلى المبعوثين الأمميين الذين تعرفت إليهم كجمال بنعمر وإسماعيل ولد الشيخ ومارتن جريفيث وهانس غريندبيرغ.. كما نتابع الجهود التي تقوم بها سلطنة عمان مع المبعوث الأممي لوضع خارطة سياسية للحل وقد جرى ذلك بالتشاور مع القيادة في السعودية وأدى إلى سلسلة من اللقاءات في مسقط وصنعاء والرياض، وكان من المفروض ان تعلن نتائج هذا اللقاء في بداية هذا العام ولكن التطورات في فلسطين وحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة وما نتج عنها من تطورات في البحر الأحمر حالت دون انعقاد هذا المؤتمر في مكة المكرمة.. وقد أكدت للمبعوث هانس، ان مفتاح الحل في اليمن وإنهاء الحرب بيد الدول الإقليمية.. واستشهدت بحرب الملكيين والجمهوريين 1962-1967م التي أوقفها الرئيس جمال عبدالناصر والملك فيصل رحمهما الله؛ وعلى هامش انعقاد مؤتمر القمة العربية الرابع في الخرطوم.. ونحن لا نقول إن الحل يجب أن يتم بمعزل عن اليمنيين، ولكن يجب العمل على عزل وتخطّي المستفيدين من استمرار هذه الحرب وهم تجار الموت والحروب والسلاح.. - بصراحة متناهية ما الذي يقلقكم على حاضر اليمن ومستقبلها؟ وكيف يمكن مواجهة ذلك؟ * لقد نبهت منذ بداية الحرب أن المنتصر فيها مهزوم، وأكدت على الاحتكام للحوار بدلاً عن السلاح وتعرضت لحملات واسعة لأن تجار الحروب لا يريدون نهاية لها، وكل ما يقلقني هو استمرار هذه الحرب وتقسيم اليمن إلى دويلات، وأكدت أن الحل هو بوحدة اليمن أرضاً وشعباً.. اليمن الموحد المستقر والمزدهر والذي يتمتع بموقع استراتيجي في باب المندب والبحر الأحمر والمحيط الهندي وبحر العرب؛ ونحن ندفع ثمن هذا الموقع عبر التاريخ.. ويهمنا اليوم أن يستعيد اليمن عافيته ودوره والحفاظ على وحدته.. وإذا فشلت كل الخيارات المطروحة لوقف الحرب فعلينا أن نبحث عن خيارات سلمية بالاعتماد على الشعب وبالتعاون والتفاهم مع كل المحبين للسلام في اليمن والمنطقة.. - واضح أن خلافات الماضي لم تفارق عقلية وذاكرة العديد من القوى، هل يساعدها ذلك على العبور الآمن بالوطن؟ * لقد مرت اليمن شمالاً وجنوباً بصراعات وحروب في كل شطر وكذلك بين الشمال والجنوب، وقد احتكمنا في الماضي إلى الحوار لتجاوز آثار تلك الحروب.. والأهم هو الاستفادة من دروس وعِبَر الماضي وليس تغذية الخلافات والصراعات والمراهنة على الخارج، هذا هو الطريق الآمن إلى المستقبل.. - دور الأمم المتحدة في حل الازمة اليمنية، هل ترونه بات عاجزاً بفعل تدخُّل قوى كبرى في الشأن اليمني؟ * سبق وأن أشرنا إلى دور الأمم المتحدة ومبعوثيها إلى اليمن، والمطلوب من الدول الكبرى هو دعم هذه الجهود الأممية وألا تقف عائقاً في طريق الحل السلمي والوصول إلى السلام والأمن والاستقرار، لأن من مصلحة الدول الكبرى أن ينعم اليمن بالأمن والاستقرار والازدهار، وليس المراهنة على الصراعات والانقسامات والحروب وإخضاع إرادة الشعوب التي تدفع الثمن.. وما يحدث في اليمن يحدث اليوم في فلسطين؛ فبعض هذه الدول العظمى استخدمت الفيتو ضد وقف الحرب على غزة، بل مدت قوات الاحتلال بسلاح حرب الإبادة اعتقاداً منهم بحسم الحرب لصالح إسرائيل، والنتيجة ما نراه اليوم من استمرار الحرب لأكثر من سبعة أشهر.. وبهذه المناسبة لا يسعنا إلا أن نحيّي الشعب الفلسطيني الصامد ضد حرب الإبادة، وكذلك نحيّي مواقف الشعوب والطلاب في هذه الدول الكبرى والتي تعارض مواقف حكوماتها باستمرار الحرب.. - ما هي خارطة الطريق التي تراها بحكم خبرتك السياسية والقيادية؟ * لقد أجرينا اتصالات خلال الأشهر الماضية مع كافة الشخصيات الوطنية المؤمنة بوقف الحرب واستعادة الدولة والحفاظ على الوحدة اليمنية والعلاقة الأخوية مع الجيران، وتم التشاور بشأن وضع مشروع وطني يشارك فيه الجميع دون إقصاء؛ وقد توصلنا إلى مشروع يتضمن التأكيد على وقف الحرب واستعادة الدولة برئيس واحد وحكومة واحدة وفترة انتقالية لا تقل عن سبع سنوات يجري فيها استعادة مؤسسات الدولة والتحضير للانتخابات البرلمانية والرئاسية وتشكيل لجنة للانتهاء من إعداد التعديلات الدستورية بما يستجيب لمصالح الشعب وتطلعاته في الحاضر والمستقبل.. - كلمة أخيرة للقوى اليمنية والإقليم والولايات المتحدة وبريطانيا؟ * لقد دخلت الحرب عامها العاشر، وقد دمرت كل معالم الحياة في بلادنا حتى أنها وصلت إلى تدمير الآثار التاريخية وتهريب بعضها الآخر وبيعها في المزادات العلنية في تل أبيب والدول الغربية.. كما مزقت النسيج الاجتماعي ودمرت الدولة ومؤسساتها وراح ضحيتها مئات الآلاف، وشردت الملايين في الداخل والخارج، وأصبح أكثر من 80% تحت خط الفقر وبحاجة لمساعدات إنسانية كما أشارت لذلك العديد من تقارير الأمم المتحدة.. ونحن نطالب اليوم جميع القوى الوطنية اليمنية والدول الإقليمية والدولية بالارتفاع إلى قدر المسؤولية لوقف هذه الحرب التي لم يستفد منها إلا تجار الموت والحروب كما أشرنا أكثر من مرة، والشعب اليمني هو من يدفع الثمن من دمائه وأمنه واستقراره وسيادته وازدهاره.. وقد آن لهذا الشعب أن يعيش بسلام ويستثمر خيراته كغيره من الشعوب في المنطقة والعالم.. |