![]() البروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب في زمن اصبح فيه تزييف الحقائق فنا متقنا وفي عصر تلاشت فيه الفواصل بين الحقيقة والوهم يظل هناك رجال يكتبون التاريخ بمداد الصدق بعيدا عن التزييف والانحياز الاعمى، ومن بين هؤلاء يبرز دولة الرئيس البروفيسور الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، ليس فقط كسياسي مخضرم بل كمثقف موسوعي ومفكر يحمل هم الحقيقة ويدافع عنها في وجه محاولات الطمس والتشويه، كـ شاهد على عصر مضطرب يحاول بكل ادواته الفكرية اعادة رسم الصورة الحقيقية للأحداث بعيدا عن التشويه الاعلامي والتلاعب بالسرديات. مقالته الأخيرة حول سرديات الاخ علي سالم البيض لم تكن مجرد تحليل سياسي عابر بل كانت شهادة تاريخية موثقة تنبض بالوضوح والصدق لم يلجأ الى العاطفة في الطرح ولم يسع الى تسجيل نقاط سياسية، بل قدم قراءة موضوعية مبنية على الحقائق متجاوزا التفسيرات الانتقائية التي يحاول البعض فرضها على الوعي الجمعي لقد، وضع القارئ امام حقائق مجردة وأعاد ترتيب المشهد التاريخي وفق معطيات موثوقة دون تحيز او مغالاة. ما يميز كتابات البروفيسور بن حبتور انه لا يكتب فقط من موقعه كسياسي بل من موقعه كمفكر ومؤرخ يدرك خطورة الكلمة وتأثيرها على وعي الاجيال القادمة كثيرون يكتبون عن الاحداث السياسية لكن قلة منهم فقط يمتلكون الجرأة على تقديم قراءة متماسكة تكشف زيف السرديات المشوهة وهنا يكمن الفارق الجوهري بين من يكتب لتمرير اجندة معينة وبين من يكتب ليضع الحقيقة فوق كل اعتبار. في مقالاته لا يعتمد بن حبتور على السرد المباشر فقط بل يتسلح بالتحليل العميق مستندا الى خبرة تراكمت على مدى عقود من العمل السياسي والاكاديمي فهو يدرك ان التاريخ ليس مجرد قصص تروى، بل مسؤولية اخلاقية تتطلب النزاهة والشجاعة في مواجهة حملات التشويه التي تمارسها بعض الاطراف لتزوير الماضي وإعادة تشكيله وفق مصالح آنية. لقد اثبت في مقالاته الاخيرة انه ليس مجرد ناقد بل رجل يحمل رؤية متكاملة لإعادة قراءة التاريخ بعيون الباحث الموضوعي، لا بعيون السياسي المنحاز وهذا ما جعل صوته مختلفا اذ لم يقع في فخ الشعارات ولم ينجرف نحو التفسيرات السطحية بل تعامل مع القضايا بروح الباحث الذي يضع الوثيقة قبل العاطفة والمعرفة قبل المصلحة. ما يجعل كتابات البروفيسور بن حبتور ذات قيمة استثنائية انها تأتي في وقت باتت فيه الحقيقة عملة نادرة في عالم تتحكم به الدعاية السياسية وتتشابك فيه المصالح يصبح قول الحق تحديا خاصة حين يكون في مواجهة روايات رسختها وسائل الاعلام والاقلام المأجورة ومع ذلك لم يتردد في تسليط الضوء على الحقائق المغيبة ولم يخش من تبعات ذلك لأنه يدرك ان مسؤولية المفكر الحقيقية ليست في مجاراة السائد بل في تفكيكه وإعادة تقديمه بصورة اكثر دقة وانصافا. البروفيسور بن حبتور لا يخوض معركة شخصية بل يخوض معركة وعي معركة تهدف الى تصحيح المفاهيم المغلوطة وإعادة الاعتبار للحقيقة حتى لا تضيع وسط ضجيج الدعاية والتزوير، انه يدرك ان معارك التاريخ لا تحسم بالقوة بل بالكلمة الصادقة وهذا ما يحرص على تقديمه في كل مقالاته التي لم تكن يوما مجرد وجهات نظر بل وثائق فكرية تعكس عمق التحليل وشجاعة الطرح. في عالم السياسة نادرا ما تجد شخصية تستطيع الموازنة بين الحكمة والعقلانية من جهة والجرأة في الطرح من جهة اخرى، دولة الرئيس البروفيسور عبدالعزيز بن حبتور نموذج نادر لهذه الشخصية فهو لا ينجرف خلف ردود الفعل الآنية ولا ينساق وراء العناوين المثيرة بل يكتب بعقلانية القائد الذي يرى المشهد من زاوية واسعة وبحكمة السياسي الذي يدرك ان الكلمة قد تكون اكثر تأثيرا من اي قرار. في مقالاته لا يتعامل مع القضايا من منطلق الانحياز بل من منطلق المسؤولية واضعا نصب عينيه ان ما يكتب اليوم سيقرأ غدا وان التاريخ لا يرحم من يتلاعب بالحقائق انه يكتب للأجيال القادمة لا فقط لجيل اليوم ولذلك تحمل كلماته بعدا يتجاوز اللحظة الراهنة لتشكل مرجعا فكريا لكل من يريد ان يفهم تعقيدات المشهد السياسي والتاريخي بعيدا عن الضجيج الاعلامي. اليمن اليوم شماله وجنوبه بحاجة الى اصوات تمتلك الحكمة والشجاعة معا وإلى شخصيات لا تتلاعب بالمواقف وفق المصالح الآنية كما حدث في سرديات البيض بل تضع الحقيقة فوق كل اعتبار ودولة الرئيس البروفيسور عبدالعزيز بن حبتور هو احد هذه الاصوات النادرة فهو ليس فقط رجل دولة بل مفكر بحجم وطن يدرك ان الكلمة مسؤولية وان الصمت في وجه التزييف خيانة للتاريخ، وفي زمن يختلط فيه الصادق بالكاذب يصبح وجود شخصيات مثل البروفيسور بن حبتور ضرورة وطنية لأنه يمثل العقلانية في زمن الفوضى والوضوح في زمن التشويه والاستقامة الفكرية في زمن الانتهازية مقالاته ومواقفه تمثل وزنا وتكتسب اهمية خاصة وموقف تؤرخ به لمرحلة حرجة وتعيد للتاريخ بعضا من نزاهته المفقودة له منا كل الاحترام والتقدير ليس فقط على شجاعته في قول الحق بل على التزامه المستمر بأن يكون شاهدا على العصر وصوتا للحقيقة في زمن كثر فيه الصامتون والمجاملون انه نموذج لرجل الدولة الحقيقي الذي يدرك ان المسؤولية ليست مجرد منصب بل امانة تحمل على عاتق من يملك القدرة والشجاعة ليكون صوتا لمن لا صوت لهم. |