![]() |
عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني خصاله ومناقبه كثيرة ولا ندري من أين نبدأ.. من دماثة اخلاقه ونبله أم من إنسانيته وعمله الشغوف في خدمة الوطن وأبناء الشعب، أم من كونه رجل دولة واقتصاد وسياسة من الطراز الفريد. عرفته عن بعد وأنا ما زلت يافعاً كما عرفته فيما بعد عن قرب فتوحدت الصورتان ليتكشف لديّ عند الاقتراب منه فهم اعمق له ولما كان يجيش في صدره من حب للوطن الواحد الكبير.. لقد عاش فترات صعبة ومراحل معقدة وهو في قيادة الدولة، وكان هو أحد القدرات الاقتصادية والسياسية المساهم في تفكيكها.. عبدالعزيز عبدالغني كان هو صاحب الخطط الثلاثية والخمسية منذ سبعينيات القرن الماضي، ونجاحه في فترة وجيزة أكد مدى قدرته على التخطيط العلمي الاقتصادي ومدى إدراكه أهمية وضرورة الانتقال بالوطن من دروب التخلف إلى طريق العصر والحداثة والتطور والنهوض الذي لا يصنعه إلا إنسان يعيش هموم أبناء شعبه ووطنه.. ويتطلع لأن يكونوا أكثر وعياً وفهماً لمتطلبات الحاضر والمستقبل. العزيز عبدالغني كان عزيزاً في روحه وتفكيره، وكبيراً في تعامله واحترامه للجميع، وليس في قلبه مكان للأحقاد والضغائن والكراهية لهذا لن تجد أحداً يذكره بسوء.. فالجميع يتذكرونه بحب وتقدير واحترام. لم يكن مناطقياً ولا شللياً ولا يحب المحاباة والمحسوبية.. كان يحترم ويقدر الكفاءات دون التقليل من الآخرين أو اشعارهم بأنهم ليسوا موهوبين ولا اصحاب ملكات؛ وكل من كان يقابله يشعر بأهميته المستلهمة من روح التخاطب البسيط والإنساني. عبدالعزيز عبدالغني استاذ منذ أن كان طالباً في كلية بلقيس بعدن وحتى بعد أن صار معلماً فيها.. الأستاذية كانت حاضرة فيه ولهذا كان إطلاق هذه الصفة عليه من الآخرين تلقائياً لان كل ما كان في شخصيته وفي مظهره وجوهره يؤكد ذلك.. لم يتغير مفهومه الواسع لليمن الواحد الكبير الذي كان حينها مقسماً بين إمامة رجعية مستبدة ومتخلفة، ونير جبروت استعماري قام على نظريته الأثيرة "فرق تسد".. لهذا كانت الوحدة هاجساً مبكراً في حياته وتحولت إلى محور نضاله ولم يزايد في هذا ، بل كان يعمل دون ضجيج ليتحقق هذا الحلم اليماني الكبير والعظيم مع زملائه من رموز الدولة. لقد تنقل عزيز اليمن في مناصب كثيرة لكنها لم تغيره ولم تغير أخلاقه ولم تجعله متكبراً أو مستكبراً.. كما أن العنجهية والغطرسة لم تكن من شيمته بل التواضع وإعطاء كل ذي حق حقه وقدره ومكانته كانت إحدى سماته. ذهب إلى الغرب وتحديداً أمريكا التي غيرت الكثيرين، لكن العزيز ظل متصوفاً في محراب الوطن؛ وحتى لهجته الجميلة لم تتغير مع أنه ضليع وأستاذ في العربية والإنجليزية. فقدناه في لحظة فارقة كان الوطن بأمس الحاجة له ولأمثاله.. رحل شهيداً بعد معاناة مع جراحات التفجير الإرهابي في جامع دار الرئلسة في أول جمعة من شهر رجب الحرام. رحم الله المناضل الشهيد عبدالعزيز عبدالغني الذي لم ولن نفيه حقه مهما تحدثنا عنه ومهما عددنا مناقبه وصفاته القيادية التي كان يتميز بها. * الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام |