الشرطة العراقية تعلن اعتقال 3 سعوديين في البرد القارس قبل الفجر يقتحم كوماندوز عراقيون يدعمهم افراد من مشاة البحرية الأميركية (المارينز) منزلا ريفيا ويجبرون أربعة رجال على التمدد على أرض المطبخ ويعزلون النساء والاطفال في الغرف المجاورة. وبعد ذلك يتم استجواب كل من الرجال الواحد تلو الاخر وراء ستارة بمعرفة ضباط مخابرات من مشاة البحرية قاموا بالبحث عن اسماء الرجال في قوائم المسلحين في الوقت الذي قامت فيه القوات بتفتيش المكان بحثا عن أسلحة. وبدت عمليات التفتيش التي جرت في وقت سابق من هذا الاسبوع وكأنها ستكون عقيمة الى ان وضع أحد جنود مشاة البحرية صندوقا عند أقدام المشتبه فيهم قائلا «انظروا ما الذي عثرنا عليه هنا» وهو يشير الى زوج من معدات تصويب القذائف الصاروخية. ورغم ان الرجال أصروا على ان هذه المعدات بقايا لا ضرر منها من أيام التجنيد في الجيش، فان القوة المهاجمة من الحرس الوطني الجديد لم تضيع وقتا وقامت بتكبيل هؤلاء الرجال بالقيود. واخذت امرأة عجوز ترتدي ملابس سوداء من رأسها الى قدميها تنتحب وهي تحاول شق طريقها عبر طوق من الجنود الذين اقتادوا الرجال الى شاحنة تنتظر وهي تردد «لا تأخذوا أولادي. انهم أبرياء». وحاول جندي أميركي تهدئتها لكن من دون جدوى. لقد بدأت ليلة مداهمات من منزل الى منزل في بلدة الحصوة التي تقع داخل «مثلث الموت» وهي منطقة يغيب عنها القانون جنوب بغداد حيث يبلغ الولاء لصدام حسين أوجه. ويرى الجيش الأميركي انه من خلال هذه المداهمات ينقل المعركة الى مخابئ المسلحين. لكن بالنسبة لكثير من العراقيين فان اقتحام الابواب تحت جنح الظلام يثير ذكريات عن اجهزة صدام الأمنية ويضر دائما بجهود الأميركيين لكسب القلوب والعقول. وعلى عكس قتال المدن الذي تفجر شمالا في الفلوجة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي فانه لا توجد محاولة لتوجيه ضربة قاضية للتمرد الذي يقوده السنة في انحاء تكثر فيها زراعة النخيل والاشجار على ضفاف نهر الفرات. لكن الخطة التي تهدف الى منع المقاتلين من تحويل انتخابات العراق التي ستجري يوم 30 يناير (كانون الثاني) الحالي الى حمام دم تواجه عقبات قاسية. فقد قتل المسلحون الذين يحاولون تخويف العراقيين الذين يعملون مع المحتلين الأميركيين، مئات من رجال الأمن العراقيين في تفجيرات قنابل وأكمنة خلال العام الماضي. وترك كثير من رجال الأمن الخدمة. ويغطي اخرون وجوههم خوفا على حياتهم. حتى عندما جعل مناخ الترهيب الامور أكثر صعوبة لزراعة مصادر مخابرات، فانه يوجد قلق متزايد من جواسيس تسللوا الى صفوف الوحدات العراقية الجديدة. فقد قتل مهاجم انتحاري يرتدي الزي العراقي 21 شخصا في قاعدة أميركية الشهر الماضي. ورغم ذلك فان الضباط الأميركيين الذين يشرفون على التدريب يعتبرون ذلك تذكرة العودة للقوات الأميركية الى قواعدها وينسبون للقوات العراقية الفضل في انشاء هيئة مخابرات متنامية بدأت تؤتي ثمارها في القيام بعمليات اعتقال رئيسية. وقال الكولونيل رون جونسون قائد وحدة الاستطلاع الرابعة والعشرين التابعة لمشاة البحرية التي تعمل في المداخل الجنوبية لبغداد وتقوم بتدريب قوات الأمن العراقية في المنطقة «عراقي واحد لديه معلومات جيدة يساوي خمسة من جنود مشاة البحرية التابعين لي». لكن بعض المنتقدين من العراقيين يقولون ان وسائل التجنيد الجديدة بها عيوب وغالبا ما تؤدي الى تجنيد الاشخاص الخطأ. وفي الطريق المؤدي الى البيت الريفي في الحصوة وقف المدربون من مشاة البحرية يراقبون في استعجال أحد أفراد الكوماندوس العراقيين وهو يلقي بنفسه على باب منزل اخر. وكانوا على وشك تحطيم باب المنزل عندما فتح. وتم اخراج رجل من داخله واقتحمته القوات لتجد بداخله امرأتين وثلاثة اطفال في ملابس النوم تجمعوا في غرفة. ولم يسفر التفتيش عن العثور على مشتبه فيهم أو اسلحة باستثناء قطعة واحدة من السلاح عبارة عن بندقية من طراز ايه. كيه ـ 47 مسموح لكل اسرة بالاحتفاظ بها. وقال سارجنت من مشاة البحرية «بعد ان انتهت العملية باعتذار للاسرة فان المسلح الذي نبحث عنه اما انه غادر المنطقة أو لم يحضر الى هنا على الاطلاق». ويتهم عراقيون الأميركيين باستخدام تكتيكات تعتمد على القوة المفرطة التي تولد الاستياء وتستعدي المواطن العادي. والان توجد مخاوف من ان قوات الأمن العراقية الجديدة التي تتألف في معظمها من الغالبية الشيعية، ستستخدم اجراءات أكثر صرامة ضد السنة بمباركة من الجيش الأميركي. وفي نفس الوقت فان تجنيد اعضاء من جهاز الأمن السابق التابع لصدام اثار احتمال وقوع انتهاكات لحقوق الانسان، وهو قلق يرفضه المسؤولون الأميركيون والعراقيون على اساس انه ليس له ما يبرره. وقال محمد، وهو محقق سابق بالجيش ويقوم بنفس العمل في الحرس الوطني الجديد، «في عهد صدام اعتدنا ضرب السجناء». واضاف «والأميركيون يقولون لا يمكننا ان نفعل ذلك الان». وقال مدرب من مشاة البحرية انه يعطي للمجندين تدريبا على تقييد استخدام القوة لكنه يعترف بأن «الوسائل القديمة ما زالت قائمة». |