الأحد, 07-سبتمبر-2025 الساعة: 03:28 ص - آخر تحديث: 01:20 ص (20: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
بالوحدة تسقط كل الرهانات
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الشهيد المناضل محسن الشكليه الحميري
أبوبكر محمد حسين الشكليه
في ذكرى 28 يوليو.. شراكة المؤتمر وأنصار الله خيار وطن لاصفقة سلطة
توفيق عثمان الشرعبي
آن أوان تحرير العقول
أحمد أحمد الجابر*
الوحدة امتداد طبيعي لهويتنا اليمنية الوحدوية
قاسم محمد لبوزة*
لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة
غازي أحمد علي محسن*
الوحدة.. الحدث العظيم
محمد حسين العيدروس*
مايو.. عيد العِزَّة والكرامة
عبيد بن ضبيع*
في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر
إياد فاضل*
الوحدة التي يخافونها..!!
د. عبدالوهاب الروحاني
الوحدة اليمنية عهد لا ينكسر وأمل لا يموت
عبد السلام الدباء*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -

أبوبكر محمد حسين الشكليه -
الشهيد المناضل محسن الشكليه الحميري
أولا: النشأة والكتاب والدراسة الابتدائيه
نشأ الشهيدمحسن احمد حسين الشكليه الحميري في اسرة فلاحية متوسطه الحال تعمل في الزراعة والرعي في ولاية هدى التابعه للسلطنه الواحديه التي كان مقرها حينئذ في مدينة ميفعه عزان).. وتعيش في هذه الولاية قبيلة لقموش حمير التي ينتمي إليها الشهيد محسن.. كان والده متزوجاً من إمراتين حيث كان له من الأخوة ثمانية ذكور وسبع اخوات.. كان الشهيد تاسعهم وأكبرهم سنا على الام الأولى من الذكور وكان أخاه ناصر اكبر اخوته سنا من الام الثانيه، ولم يكن الفارق بينهما كبيرا تقريبا سبعة اشهر).. اذ ولد الشهيد في بداية عام 1954 وكان ميلاد أخيه ناصر في أواخر العام ذاته.. وبعد سنوات ثلاث تم تسجيلهما في كتاب القريه معلامة بن عقيل لتحفيظ القرآن الكريم " والشيخ بن عقيل الحافظ ينتمى إلى مشائخ العلم من آل الفقيه على مولى الحوطة القريبة من مقر السلطنة الواحديه شمالا، لا تبعد عنها أكثر من ثلاثة إلى أربعة كم)، واكملا حفظ القرآن الكريم خلال عامين تقريباً وعادا المشاركة والدهم في الزراعة وحراثة الأرض وبعد عامين من العمل في مساعدة الأهل ولأنه لم تكن في ولاية هدى اية مدرسة حكومية تابعه للسلطنه.. أضطر والدهما إلى نقلهما وتسجيلهما في المدرسة الابتدائيه في عزان وكونهما حافظان لكتاب الله ويقرآن ويكتبان فقد تم ترقيتهما وقبولهما في الصف الثالث الابتدائي.. وبعد إكمالهما الصف السادس عادا الى القرية.

ثانياً: ثورة 14 أكتوبر 1963م و" معركة الحرجة":
في أثناء هذه المرحلة كانت ثورة 14 أكتوبر 1963م قد اندلعت من جبال ردفان الشماء وبعد سنوات ثلاث وصلت إصداؤها الى الأرياف البعيدة من المدينة عدن.. وبدأت تكسب انصارا جددا إنضموا الى صفوفها منهم من كان أصطفافه الى جبهة التحرير) تبعا للقناعة القبلية آل منصور وكان الانضمام اكثر عددا وتأثيرا من غيرهم أما الانضمام للجبهة القومية فجاء انعكاساً لحسابات وتأثيرات سياسية أتت من خارج الولاية.. وكانت الاسباب قبليه محضة من قبيلة آل سعيد ووقفت قبيلتنا ال أحمد على الحياد الإيجابي لما رأته من أسباب الانخراط القبلي وليس الاقتناع الثوري بأهداف الجبهتين على مستوى القريه هدى إذ كانت بين القبيلتين آل منصور وآل سعيد ثارات قبلية مستمرة منذ زمن).. ولعل هذا التناحر القبلي وجد متنفسه الجديد في الانخراط في الجبهتين حيث لقي كل طرف الدعم المادي والمالي والسلاح من الجهة التي انخرط اليها مع فارق واحد وكشهادة للتاريخ فإن المنضمين لجبهة التحرير من آل منصور كان منهم من يشارك منذ بدء الصراع ومعارك التحرير ضد الاستعمار البريطاني في عدن أي ان انضمام مناضلين من هذه القبيله كان سابقا بزمن ومنظما فكرا وقناعة واهدافا ثورية من خلال تواجد عناصر عديدة منهم مشاركين ميدانيا في الكفاح الوطني ضد الاستعمار البريطاني في عدن كفدائيين قبل ظهور الجبهة القوميه في عدن وقبل الاندماج القسري في 66م للجبهتين لهذا نستطيع القول ان التأثير الفكري لهذه العناصر انسحب الى القبيله كلها آل منصور وسيطروا على الولاية هدى بل واستولوا على مركز الأمن فيها التابع لسلطنة الواحدي واعلنوا تحرير الولايه واستقلالها عن السلطنه.. وهنا تحرك الطرف الآخر حيث رأى ان مصالحه القبليه أصبحت مهدده بالخطر ولجا الى طلب العون والمساعده من خارج الولايه.. وبالفعل جاءت الاستجابة سريعا من جهه قريبه مقربه من السلطنه المسؤولة عن خزينة السلطنه الواحديه وارسلت المساعده من الرجال والعتاد والمال في سيارة كبيرة أرسي عبر طريق الماطر الغييله الشريرة والتي كانت الطريق الوحيد الرسمي المؤدي إلى ولاية هدى مرورا بمطارحنا - آل الشكليه وفي مطارحنا توقف المسير ان حدثت مشاورات حول الهدف من هذه الرحلة المدججة بالسلاح وانها ستجلب فتنه كبيره في المنطقه ويحبذ التريث لاجراء حوار مع الطرف الآخر المسيطر على مركز أمن الولايه والذي كان على علم بهذه الحملة وهدفها ، لعله يتفهم مالات ونتائج هذا التصادم المسلح الوشيك بين ابناء المنطقه في محاوله لانقاذ الموقف وتجنب الاقتتال الاهلي.. ولكن كافه المحاولات التي قام بها عقالنا باءت بالفشل فقد كان الطرفان (كونهما استرجعا ماضيهما ووجدا في هذه الفرصة مناسبة لتصفيه حسابات الماضي والتي لا تمت بصله لا من قريب ولا من بعيد بالثورة ضد الاستعمار بل كانت غطاء ملائما يجب عدم تفويته إلى جانب التعبئة والشحن الانتقامي الخارجي قد بلغ ذروته ولاسباب خاصه عمل شيوخنا على تأخير الحملة بإقامة ضيافة غداء لكل الرجال المشتركين في الحملة وكان سائق السيارة يدعونه بن قيراط! و لقصة الضيافة كان هناك سببا خفيا لا يعرفه إلا قلة من شيوخنا وتشاوروا فيما بينهم وبالحكمة والحنكه التي يتمتع بها شيوخنا عندما راوا انه لا مناص من حدوث ما خطط له تم الدفع بوالد الشهيد محسن لاعلان موقفه انه مع الجبهه القوميه وانه سوف يشارك في هذه الحمله والذي لقى استحسانا طيبا من قبل قياده الحملة التي لا يتجاوز عددهم عشرين مسلحا او حتى اقل نظرا لكمية السلاح وانواعه وذخائره التي اخذت حيزا كبيرا في السياره والذي لا يعمله هؤلاء ان عم الشهيد محسن صالح بن حسين كان محتجزاً في مركز الأمن والذي أعلن هو بدوره إنضمامه لجبهة التحرير واستعداده للدفاع عن المدينه (هدى) مع المدافعين الذين هددوا بعدم السماح لعبور الحملة سيارة ارسي مليئه بالسلاح والرجال الذين كانوا رافعين شعار انهم يريدون المرور فقط في طريقهم الى عدن ولكنها حيله مكشوفه وبعد ساعتين تقريبا من ظهيرة ذلك اليوم الاليم منتصف عام 1966 تقريبا تحركت الحملة الى هدفها الأساسي الذي يبعد عن مطارحنا ثمانيه كيلومترات تقريبا وكان في انتظار هذه الحمله عشرات من الرجال من قبيلة آل سعيد الذي طلبوا تلكم المساعدة متمركزين في أماكن عدة حتى إن بعضهم تمكن من الدخول الى بعض البيوت التي يسكنها بعض أقاربهم داخل السوق كبيوت "آل سيف" ، وعلى مسافة تتراوح مابين ( 500 الى 700 متر) بحيث يرى كل طرف منهما الآخر ومباشرة اشتبك الفريقان بالاسلحه الخفيفه والمتوسطه بل والثقيله وكانت مذبحه رهيبه طواها الزمن حتى انه لم يكتب عنها احد حسب علمي في كتب الثورة وتاريخ مواقف المناضلين المجهولين اذ كانت في العلن معركة بين عناصر الجبهة القومية وعناصر من جبهة التحرير ، ولكن مواطني الولاية يدركون أهدافها الحقيقية لهذا اعتبرها البعض مجرد معركه قبليه لتصفية حسابات قديمه رغم انه اشترك فيها عناصر جاءوا في الحمله من قبائل أخرى ليست من لقموش حيث تم إيهامهم بأنهم ذاهبون للقضاء على متمردين يقاتلون مع الانجليز ضد الجبهه القوميه كما قيل لنا لا علاقة لهم بما
حدث وربما ظنوا إنها جاءت في إطار الصراع بين الجبهتين القومية والتحرير وللأسف زج بهم في أتون معركة طاحنة ولقوا حتفهم فيها والتي استمرت لاكثر من ثمان ساعات وقتل فيها من قتل وجرحفيها من جرح وانسحب منها من انسحب في جنح الظلام ودمرت مدفعية المدافعين السيارة الأرسي بأول قذيفة حتى لا تتقدم أكثر نحو المدينة وكان أول من قتل قنصا في هذه الحملة السائق بن قيراط... وهكذا فشلت معركة الحرجه).. ولكن تداعياتها المأساوية ولدت ضغائن جديدة وامتدت في الأيام اللاحقة وبعد سنه ونصف تقريبا وصلت حملة عسكرية كبيرة بقيادة محمد على هيثم في منتصف عام 1968 وكانت مهمتها وقف أي اشتباكات مسلحه وتأمين المحافظة عبر الإعلان عن إنتصار الثورة وطرد الاحتلال البريطاني مشدداً على وقف العنف وكبح أي انتقامات بين فرقاء الكفاح المسلح تحت أي لافتة جبهوية كانت مهما كانت الأسباب والمبررات وسيعاقب أي طرف أو جهة تخترق هذه التفاهمات والاتفاقات الحكومية.

ثالثا: أسئلة حائرة تبحث عن حقيقة ما يدور في البلاد
في ظل هذه الظروف والأحداث الاستثنائية التي انعكست تأثيراتها على تفكير كثير من المراهقين الشباب في المنطقه والذين كان من بينهم الاخوان الشهيد محسن والمرحوم ناصر (الذي توفي في حادث مروري في (۲۰۰۹م)، وما انفكوا يطرحون الأسئلة والبحث عن إجاباتها.

وربما تساءل احدهم ما علاقة هذه المعمعه التي جنت على ذكرها بموضوع الشهيد محسن احمد الشكلية؟ وغيره من الشباب الذين لا يفهمون أسباب ما حدث وقتئذ.

سؤال جيد.. ولهذا تروني اجترح الاجابه لتسليط الضوء على هذه العلاقه كما يلي:

** هذه حادثه غريبه وغير مفهومه بالنسبة لهم وقتئذ لصغر سنهم. "معركة الحرجة"

لم يسمعوا من قبل عن المقاتلين والفدائيين الذي أخذوا على عاتقهم مقاومة الاستعمار البريطاني المحتل الجنوب الوطن بل لا يفقهون شيئا عن مصطلحات الاحتلال، والكفاح المسلح، والنضال السلمي، ولا عن مسميات الحركات التحررية كالجبهه القوميه، وجبهة التحرير، والنضال الشعبي... إلخ من التيارات السياسية والقوى الثورية وحتى وان سمعوا شيئا من أهاليهم، فإنهم لا يستطيعون فهمه

** وبالنسبة لبيئتهم الاجتماعية التي يعيشون فيها، فكان مفهوم الثار هو الشيء الوحيد الذي يدركونه وفي سبيله تراق الدماء لاستعادة الشرف والكرامة والحق والقوة للقبائل المتنازعه والمتصارعه منذ أيام السلطنة الواحدية حول مسألة الثار القبلي..

ومن خلال ما حدث في معركة الحرجه تفتحت اذهانهم وبدأوا يسألون أهاليهم عن اسباب هذه المعركه واين الثورة التي يتكلمون عنها؟ وما اهدافها ؟ وماذا بعد طرد المحتل.

رابعاً: الانتقال الى عدن للعمل والدراسة
بعد أن أكمل الأخوان الشهيد محسن والمرحوم ناصر دراستهم الابتدائية في عزان انتقلا إلى عدن ليعملا في دكان عمهم المرحوم والدي محمد حسين الكائن في المنصورة في بناية كبيرة تسمى "قصر الجنوب" مكونة من خمسة طوابق تقريبا .. الطوابق العلوية للسكن اما الطابق الأول فهو عبارة عن مجموعة محلات تجارية متعددة التخصصات وكان دكان عمهما (محمد بن حسين متجرا للمواد الغذائية والبهارات، ولكن ما لا يعرفانه إنه كان عبارة عن مكان لالتقاء الفدائيين من ولاية هدى لقموش وحمير بالذات من عدة جبهات التحرير والنضال الشعبي والجبهة القومية منذ افتتاح الدكان في ٦٢م وحتى ۷۲م).. كان انتقالهما تقريباً في نهاية الستينيات وقضيا عامان يشتغلان في الدكان وبات الدخل يتضاءل تدريجياً مع قلة البضائع في السوق وانعدامها في أغلب الأحيان مما أضطر والدي مالك المحل لتسليمه لجاره التاجر الوالي " وقرر السفر للمرة الثالثة إلى الخارج وكانت وجهته هذه المرة الاغتراب في الإمارات العربية المتحدة ...

خامساً: قانون التأميم.. والاصلاح الزراعي.. "وزوار الفجر":
بدأت الأحوال التجارية تتغير وتسوء أوضاع التجار والاقتصاد بشكل عام وأغلق الكثير من التجار محالهم ورحل اخرون من رجال الأعمال الكبار إلى خارج البلاد كما انتقلت شركات ومؤسسات تجارية كانت لها مكانتها المشهورة في عدن بالذات وعلى مستوى الوطن والإقليم، وبطبيعة الحال حصل كل ذلك عندما أصدرت الجبهة القومية قانون التأميم وقانون الإصلاح الزراعي وذلك لمحاصرة الشركات التجارية الكبرى بل والقيام بالاستيلاء عليها ومصادرة أصولها الثابتة والمنقولة وعدم السماح باستمرار أو توسع الملكية الخاصة واعتبروا كل من يملك شركة صغيرة أو متوسطة أو مصنع أو ورشة أو محلا تجاريا يعمل فيه حتى عدد قليل من العمال.. تعبيرا صارخا عن البرجوازية واستغلال جهد العاملين والموظفين واستعبادهم مقابل أجور زهيدة .. وما حدث في المدن تم تنفيذه في الأرياف من خلال مع اسموه بقانون الإصلاح الزراعي فقاموا بتنظيم انتفاضات فلاحية تقودها لجان فلاحية بإشراف مسؤولين في التنظيم والحكومة تجوب القرى في الأرياف رافعين شعارات الأرض لمن يحرثها ... وليس لمن يملكها .. وانتزعت الأراضي الزراعية من ملاكها وأغلبها كانت مثمرة بل قاب قوسين أو أدنى من موسم حصادها وأعطوا من لا يملك لمن لا يستحق.. وأودعوا كثيرا من ملاك الأرض الحقيقيين السجون لإرهابهم وعدم إعتراضهم كونهم كانوا "إقطاعيون" ويستغلون عرق الآخرين كالحرث والعبيد في زراعة أراضيهم.. وطالت تلك الانتفاضات المشؤومة رجال الدين وعلماء كبار جهابذة كالشهيد العالم الرباني كعيتي المحضار في حبان والشهيد العالم الحداد في نصاب جيوب زوار الفجر)، سيارات صغيرة لاندروفر حبه وربع حيث يأتون بهذا العالم أو ذاك ويقوموا بتقييد أيديهم بحبال يربطونها بمؤخرة الجيب (الترسه) ويندفعوا بهم سحبا وسحلا وسط شوارع وازقة قراهم ومسقط رأسهم على مرأى وشهود عيان من أبناء هذه القرية او تلك، مرددين شعارات ما انزل الله بها من سلطان " لا كهنوت بعد اليوم.... سحقا سحقاً حتى الموت ثم يكملوا المشهد الدراماتيكي الشنيع بأن يقوموا بركل جثث العلماء مستخدمين اقدامهم القذرة وهم في قمة النشوة يهتفون فرحا قائلين: " دعسا دعسا بالاقدام حتى لا تبقى الأقلام ولا في المقابر اصنام ولا تبرك بالاعلام "

هكذا نفذ الرفاق قوانينهم بالحديد والنار واللحس والسحل.. لقد كانت بداية السبعينيات من القرن المنصرم مرحلة حالكة السواد مكللة بالجور والظلم والطغيان والإجرام والوحشي.. وكما أسلفت إنه في هذه المرحلة بل و قبيلها غادر الرأس المال الوطني والأجنبي إلى مرافئ آمنة ومستقرة ليستمر في بناء وتنمية بلدان مجاورة، وانتقل الأخوان محسن وناصر إلى التواهي ليسكنا في بيت العم مقبل بن حسين الذي كان من أوائل الملتحقين بالحرس الجمهوري حين تأسيسه وفي المدرسة الإعدادية أكملا الصف الثاني والثالث إعدادي. وبذلك عادا إلى مسقط رأسيهما في هدى، والتحق الشهيد محسن بالعمل السياسي من خلال قبوله كعضو في خلية التنظيم السياسي للجبهة القومية في منطقة هدى وكلف بمهام التوعية والإرشاد والتثقيف الأفراد الميليشيا الشعبية وإلقاء المحاضرات في التجمعات الشعبية واشتغل مدرسا في المدرسة الإبتدائية التي بنيت ۱۹۷۱/۷۰م ... وشارك في كل مهمة يطلب منه إنجازها بما فيها
المشاركة في تتبع عودة بعض العملاء والمرتزقة الثورة المضادة) ومعه مجاميع من الميليشيا إلى البلاد عبر جردان و كان أبرزهم المرحوم عمر صلفوح وقضوا أسابيع طويلة وهم يتتبعون أثره في الجبال والوديان في المنطقة ولكنهم لم يتمكنوا من إلقاء القبض عليه أو قتله بل تمكن صلفوح من العودة إلى شمال الوطن..... ثم انتقل الشهيد محسن أو بالأصح نقل من عمله كمدرس في مدرسة هدى إلى عتق في ٧٧م ليكون عضوا في النقابات العمالية في المحافظة ثم نائبا لرئيس النقابة وخلال عمله في هذا المنصب رشح لدورة دراسية لمدة عام تقريبا في بلغاريا الاشتراكية في ۷۹م وبعد عودته شعر إنه بحاجة لإكمال دراسته الجامعية ولا تحقيق هذا الهدف كان عليه الانتساب للحصول على شهادة الثانوية العامة فسجل في مدرسة الشهيد حنيشان الثانوية منتسبا في القسم الأدبي، واجتهد في دراسته رغم مشاغله النقابية وبعد تقدمه لامتحانات الثالث ثانوي وزاري توجت جهوده واجتهاداته الدراسية المتفانيه بالنجاح ومنذ حصوله على الشهادة الثانوية وهو يتحين الفرصة تلو الأخرى للالتحاق بالجامعة ومواصلة دراسته فيها.

سادساً: الالتحاق بكلية التربية والآداب في جامعة عدن:
وبعد عام أو عامين أو أقل من ذلك حصل على القبول للدراسة في الجامعة واختيار كلية التربية والآداب قسم الفلسفة والتاريخ.. وانتقل إلى عدن للدراسة والأنشطة اللاصفية في الكلية.. وفي الجامعة ومنذ السنة الأولى بل منذ وطأت قدماه الصرح الجامعي التقى صديق الدراسة الإبتدائية في عزان حين كانت سلطنة الواحدي لا زالت تحكم كافة القبائل والشرائح الاجتماعية الأخرى الواقعة في إطار سلطتها الإدارية ضمن حدودها الجغرافية الواسعة .. نعم بعد سنوات طويلة من الافتراق لأسباب شخصية مبررة بطبيعة الحال أهمها كان انعكاسا منطقيا لظروف التحولات الثورية التي حدثت في جنوب الوطن بعد الاستقلال الناجز في 30-11-1967م. ولتمايز الطموحات والأهداف المستقبلية لكلا الزميلين اللذين كان كل واحد منهما يحمل ذكريات ماضوية سعيده تجاه الآخر .. لقد غمرتهما سعادة وسرورا واندهاشا وهما يلتقيان في أروقة جامعة عدن ويأخذان بعضهما البعض بالأحضان الحميمي الناجم عن الإحساس بعمق المشاعر الوجدانية وعاطفة الزمالة المدرسية التي لم تؤثر عليها مدة الانقطاع الزمني والتي أكدت بحق إنه مهما تباعدت المسافات وتقدمت السنون والأعمار منذ سنوات الطفولة الصفية في مدرسة عزان الإبتدائية وصولا إلى مرحلة النضج الشبابي الكامل منذ لقاءهما الأول في منتصف الستينيات وحتى بداية الثمانينيات قرابة ال 20 عاما نتكلم هنا عن اللقاء التاريخي المثير للصديقين العزيزين دكتور عبد العزيز صالح بن حبتور الذي أنهى دراسته الجامعية بكالوريوس اقتصاد وإدارة أعمال والذي كان يشغل حينئذ منصب السكرتير الأول لمنظمة الحزب الاشتراكي اليمني في عموم جامعة عدن إلى جانب نشاطه الوظيفي كمدير عام للتجهيزات الإدارية والمالية في الجامعة والشهيد الوطني المناضل محسن احمد حسين الشكلية الذي استشهد في أحداث يناير 1986م المشؤومة وللاطلاع اكثر على تفاصل استشهاده يمكن الرجوع الى كتاب اكثر من ۱۰۰ شخصية يمنيه وعربيه كتبوا عن الاعمال الكامله للبروفيسور عبد العزيز صالح بن حبتور - الجزء الأول) ضمن كوكبة كبيرة من الكوادر الجامعية والحزبية والسياسية والاجتماعية والقيادات العسكرية والأمنية المنتمية لمحافظة شبوه والتي شاركت ببسالة وعنفوان ثوري المقاومة محاولة الاحتكار والاستيلاء على السلطة وإقصاء كوادر شبوه وأبين لاسباب نرجسيه و مناطقيه وافق سياسي و اقتصادي قصير النظرة وغيرها من الاسباب الهامه والكبيره التي تحتل مكانه في مسيرة تنموية لنهضة الشعوب والنضال الثوري بتحقيق أهداف وغايات الثورة الوطنية الشامله بكل أبعاده المحليه والاقليمية والدوليه رغم عدم تكافؤ الفرص في القوى البشرية والعدة والعتاد مع الطرف الآخر الذي وصلته تعزيزات بشرية كبيرة مع عتادها العسكري من المناطق الوسطى التابعة لشمال الوطن الموالين لعبد الفتاح إسماعيل وجار الله عمر وبقية أعضاء المكتب
السياسي واللجنة المركزية فيما يطلق عليهم "التيار" الشمالي المشارك في حكم الجنوب" هذا التيار الطوباوي بقيادة عبد الفتاح إسماعيل الذي قال عنه بوب إيمز انه صادق شاباً ثورياً أو على الاقل انه حصل على ثقته وان عبد الفتاح اسماعيل اخبر إيمز في احدى اللقاءات انه ينوي ان يغير كل شيء واخبر المسؤول عنه كيسى بما سمعه من عبد الفتاح اسماعيل مما جعل كيسي يلقي خطاباً عام 1985م حيث قال بالنص : ( اخبر عبد الفتاح اسماعيل بوب ويقصد بوب أيمز عن تجربته في مدرسة الكومسمول التي أسسها السوفيت لتدريب الشباب الثوريين.. شرح عبد الفتاح إنه تعلم في موسكو بانه سيحتاج الى عشرين عاماً، بمعنى تربية جيل كامل لتثبيت ثورته، وعليه ان يقتلع ويغير في النهاية أدران التقاليد الاجتماعية الباليه وهذا يعني التقليل من تأثير الدين وابعاد الشباب عن تأثير عوائلهم على ان تتكفل الدوله تعليمهم وتربيتهم. لقد تعلم إنه لكي يمكنه قيادة الجماهير، عليه ان يؤلف لجاناً شعبيه في كل حارة.. وان يبني جهازاً قوياً للمخابرات). ( لمزيد من الاطلاع حول هذا الموضوع نرجوا العودة الى قراءة كتاب (الجاسوس النبيل الفصل الرابع ص (77,78,79) للكاتب كاي بيرد الطبعة الأولى 2015م ترجمة د. محمد جياد الازرقي ) ، الذي يضم عدة أحزاب سياسية معارضة لنظام الحكم القائم حينئذ في الشطر الشمالي من الوطن الذي كان يسعى للاستيلاء على مفاصل النظام والسيطرة الكاملة على كافة مقدرات وإمكانات الدولة في جنوب الوطن تحت مبررات وأطروحات زائفة كان عنوانها ورقة العمل مع الدول الخليجية التي قدمها الأخ المناضل الرئيس علي ناصر محمد الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني قبيل انعقاد المؤتمر الثاني للحزب الطليعي وأثناء الإعداد والتحضير والمناقشات التي طالت كل المنظمات القاعدية الحزبية في الداخل والخارج واستمرت قرابة العام تماما 1985م وهي ذات الأطروحات والمبررات التي اتهم بها الشهيد الرئيس سالم ربيع على هو ورفاقة الشجعان وقاموا بإعدامهم مباشرة دون أن يقدموهم للمحاكمة لتأخذ العدالة مجراها القضائي والقانوني وبطبيعة الحال فأسباب إعدامهم دون محاكمة كانت معروفة للجميع وكان استهدافا مخططا له ودليل ذلك سرعة اتخاذ القرار من قبل القاضي والجلاد في قصر المعاشيق حيث أنه بات من المسلمات للقاضي والجلاد ولعه الشديد باطلاق التصنيفات الاصطلاحية لمعارضيه بعد تصفيتهم فقد أطلق مصطلح التيار الرجعي على من ثم تصفيتهم فيما عرف بالخطوة التصحيحية 1969م ثم جاء الدور على سالمين ورفاقه في انقلاب يونيو 1978م ووصفهم بالتيار الانتهازي ولا أحد يعلم إلا الله سبحانه وتعالى فيما لو بقي على قيد الحياة بماذا كان سيصف الرئيس علي ناصر محمد ورفاقه بعد الأحداث المأساوية الشنيعة في يناير ٨٦م ، وقال أحد الرواة إنه لولا الفقرة المصنوعه من البلاتين المزروعه في عموده الفقري التي عرقلت خروجه من الدبابه وسببت مقتله!!








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025