مَـنْ يملك بريدك الإلكترونـي ؟ عندما قتل الجندي الامريكي جوستين ايلسورث في العراق قرر والده انشاء نصب تذكاري لابنه القتيل باستخدام رسائل البريد الالكتروني التي تلقاها وارسلها بينما كان في الشرق الاوسط لكن شركة ياهو ترفض السماح باستخدام الرسائل... فمن الذي يملك بريدك الالكتروني؟ واثار جون ايلسورث وهو ضابط شرطة، جدلا بشأن الخصوصية في الولايات المتحدة دفعت كثيرين لاعادة التفكير في من يستطيع الوصول الى الرسائل الالكترونية للمرء. ودخل جون ايلسورث في نزاع قضائي مع شركة ياهو بعد مقتل نجله جوستين ايلسورث الجندي بمشاة البحرية الامريكية في الفلوجة في انفجار قنبلة. وكان جوستين ايلسورث يبلغ من العمر 20 عاما عندما قتل في بداية نوفمبر تشرين الثاني بعد اقل من شهرين من وصوله الى العراق. وخلال هذه الفترة القصيرة من الخدمة امضى الجندي الشاب الكثير من اوقات فراغه في ارسال رسائل بالبريد الالكتروني الى والديه في امريكا عن طريق موقع البريد الالكتروني لشركة ياهو. وقال جون ايلسورث لموقع بي بي سي نيوز "كان يسجل يومياته ويحتفظ بها من اجل المستقبل. كان يريد ان يتأكد ان جيله والاجيال القادمة ستحصل على صورة واقيعة من شخص كان هناك." لكن جون ايلسورث اصيب بصدمة عندما رفضت شركة ياهو طلبه بالحصول على رسائل نجله الالكترونية لاسباب تتعلق بالخصوصية. وتقول شركة ياهو انه بالرغم من تعاطفها مع هذه الحالة الا انها يجب ان تحترم شروط الخدمة التي يتعين موافقة المشتركين فيها والبالغ عددهم 40 مليون امريكي عليها. ويتم الغاء صندوق البريد الالكتروني على موقع ياهو بعد 90 يوما اذا لم يستخدمه المشترك. ويوجد لدى شركات البريد الالكتروني الاخرى مثل ايه.او.ال و هوتميل اجراءات لنقل صناديق البريد الالكتروني للشخص المتوفي الى قريب له وتعتبر شروط الخصوصية الخاصة بشركة ياهو بريطانيا اقل صرامة من نظيرتها في الولايات المتحدة. لكن جون ايلسورث لا يعتزم التخلي عن مطلبه. وبعد ان محاولاته غير الناجحة التي استمرت اسابيع للتعرف على كلمة السر الخاصة بصندوق البريد الالكتروني لنجله نقل الرجل قضيته الى وسائل الاعلام وظهر على شاشة شبكة تلفزيونية امريكية. واستعان ايضا بمحامين للدفاع عن قضيته. وادت القضية الى انقسام في الرأي العام حيث حث البعض شركة ياهو على استثناء هذه الحالة بينما يعتقد انصار احترام الخصوصية انه لا يجب استثناء اي حالة. وتوضح مناقشة على موقع زد.دي.نت اراء كثيرة مختلفة بشأن القضية. وقال احد المشاركين في المناقشة "الرجل يشعر بالحزن بشأن ما سيحدث لذكريات نجله التي يمكن ان تكون اخر الكلمات التي كتبها ابنه ويمكن ان تختفي الى الابد. دعوه يراها فقط." ويتحدث اخر عن احد افراد اسرته التي قررت الانتحار ويقول "هناك اسئلة كثيرة ما زلنا في حالة لاجابة عليها لكني اعرف انها لم تكن تريد ان نطلع على رسائل بريدها الاكتروني بعد وفاتها." ولذلك فان السؤال المطروح الان هو من الذي يملك بريدك الالكتروني؟ وتقول ليه ايليس خبيرة القانون والتكنولوجيا في شركة كالتونس المتخصصة للتكنولوجيا انه في القانون الانجليزي على الاقل يتم ضم حقوق ملكية البريد الالكتروني الى املاك المتوفي مثل اي اشياء اخرى. ولا تغير حقيقة ان هذا موقع للبريد الاكتروني مملوك لشركة ياهو في الامر شيئا لان محتويات الرسائل ما زالت من ممتلكات الذين كتبوها. لكن المشكلة في قضية جون ايلسورث تكمن في شرط لشركة ياهو يقول "يوافق المرء على ان صندوق بريده على موقع ياهو لا يمكن نقله لشخص اخر ويتم الغاء اي حقوق اخرى تتعلق بمحتوياته عند الوفاة." وتقول ايليس "انهم يحاولون بالفعل من خلال شروط العقد الغاء حق ملكية محتويات صندوق البريد." لكن هناك بند اخر في شروط ياهو يبدو انها تعطي مساحة للمناورة حيث ينص على ان "ياهو قد تكشف عن محتويات صندوق البريد الالكتروني للمرء اذا طلب منها ذلك بشكل قانوني او لغرض نبيل." ومن الواضح ان هذا البند وضع لمنح الشرطة حق الاطلاع على الرسائل الالكترونية. وتقول ايليس "يواجه اي شخص يحاول الاطلاع على رسائل البريد الالكتروني لمتوفي مهمة شاقة للتغلب على هذه البنود" لكن في ظل التعاطف مع حالة ايلسورث قد تسمح ياهو في النهاية بعرض الرسائل. واضافت ان "الدفاع عن عدم الكشف عن المعلومات بعد وفاة الشخص بسبب الخصوصية سيمثل بعض الصعوبة في بريطانيا لان قانون حماية البيانات لا ينطبق على هذه المعلومات." لكن شركات البريد الالكتروني قد تختار تفادي هذه العملية في المستقبل عن طريق اعطاء "كلمة السر" الخاصة بصندوق البريد الالكتروني لاحد اقارب المتوفي. |